ليبيا: هدوء نسبي في الزاوية بعد ساعات من اشتباكات مسلحة

24 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 16:27 (توقيت القدس)
عناصر من قوات الأمن الليبية في مدينة الزاوية، 6 يناير 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت مدينة الزاوية الليبية اشتباكات بين جهاز أمني ومجموعة "الكابوات"، مما أدى إلى إصابات وتحشيدات مسلحة، مع جهود تهدئة عبر الوساطات الاجتماعية.
- أعلن الفريق صلاح النمروش عن تكليف فصيلين مسلحين لفض النزاع، مما أثار مخاوف السكان ودفع المؤسسات لتعليق الدراسة في المدارس القريبة.
- أعربت شركة الزاوية لتكرير النفط عن قلقها من تأثير الاشتباكات على سلامة العاملين، ودعت لوقف إطلاق النار، بينما وجه الهلال الأحمر نداءات للأهالي بالبقاء في منازلهم.

عاد الهدوء النسبي، اليوم الأربعاء، إلى مدينة الزاوية الليبية، الواقعة غربي العاصمة طرابلس بنحو 30 كلومتراً، بعد ساعات من الاشتباكات المسلحة بين فصيلين من الفصائل المسيطرة على المدينة. وأوضح القيادي في قوة دعم المديريات في الزاوية سلامة كشلوط، أنّ "الاشتباكات اندلعت بالأسلحة المتوسطة بين جهاز أمني يتبع وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية، ويعمل تحت مسمى جهاز التهديدات الأمنية، وبين مجموعة مسلحة محلية تعرف باسم الكابوات، على صلة بأنشطة محظورة تشمل تهريب الوقود والمهاجرين غير النظاميين".

وذكر كشلوط، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ عناصر جهاز التهديدات الأمنية ألقوا القبض، ليلة الثلاثاء الأربعاء، على مجموعة من مسلحي "الكابوات"، الأمر الذي دفع المجموعة إلى شنّ هجوم صباح اليوم استمر لساعتين، وأسفر عن إصابات في صفوف الطرفين. وأكد أنّ التحشيدات المسلحة لا تزال موجودة في وسط المدينة، في الوقت الذي تستمر فيه جهود التهدئة عبر الوساطات الاجتماعية لنزع فتيل القتال. من جهته، أوضح عضو مجلس حكماء وأعيان الزاوية صالح بشينة لـ"العربي الجديد" أن هناك جرحى ومصابين من الطرفين، مؤكداً أن الوساطات الاجتماعية بين الطرفين لا تزال مستمرة وأنها حققت بعض التقدم. 

وفي الوقت نفسه، أعلن آمر المنطقة العسكرية للساحل الغربي، التابع للمجلس الرئاسي، الفريق صلاح النمروش، تكليف فصيلين مسلحين تابعين للمنطقة بالدخول إلى الزاوية بصفة قوة لفض النزاع والفصل بين المتقاتلين، مؤكداً أن هذه القوة بدأت بالفعل بالانتشار على خطوط التماس بين الطرفين. وأثارت الاشتباكات مخاوف واسعة بين السكان ودفعت عدداً من المؤسسات المحلية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة حفاظاً على الأرواح والممتلكات.

وأعلنت شركة الزاوية لتكرير النفط الحكومية، في بيان لها، أنها "تتابع بقلق بالغ ما يجري في محيط مجمع مصفاة الزاوية النفطي التابع لها"، مؤكدة أن "استمرار إطلاق النار يشكل خطراً مباشراً على سلامة العاملين والسكان المجاورين، فضلاً عن تهديده للمنشآت النفطية التي تمثل ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني".

ودعت الشركة، في بيانها، جميع الأطراف المتحاربة إلى وقف فوري لإطلاق النار، مطالبة الأجهزة الأمنية بالتدخل العاجل لإبعاد الصراع عن المنطقة الحيوية وضمان استمرار العمل داخل المجمع. وفي السياق ذاته، أعلنت مراقبة التعليم في بلدية الزاوية تعليق الدراسة في جميع المدارس الواقعة في نطاق منطقة الاشتباكات، مؤكدة أن هذا الإجراء سيبقى سارياً حتى عودة الهدوء.

كما منحت مراقبة التعليم مديري المدارس الواقعة في المناطق الأخرى بالمدينة صلاحيات تقديرية لتعليق الدراسة حماية للطلاب والمعلمين. من جانبه، وجه فرع الهلال الأحمر في المدينة نداء عاجلاً إلى الأهالي بضرورة التزام منازلهم والابتعاد عن النوافذ، حفاظاً على سلامتهم في ظل تواصل تبادل إطلاق النار، فيما دعا مركز طب الطوارئ والدعم بالمدينة المواطنين إلى عدم الخروج إلا للضرورة القصوى.

وفي نهاية أغسطس/ آب الماضي، شهدت مدينة الزاوية اشتباكات مماثلة بين فصيلين محليين واستمرت لساعات قبل أن تنجح وساطات اجتماعية في احتوائها. ومنذ أكثر من عامين، باتت مدينة الزاوية مسرحاً متكرراً للمواجهات بين فصائل مسلحة متباينة الولاءات؛ أبرزها قوة جهاز الإسناد التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية وقوة فرع جهاز دعم الاستقرار الموالي لحكومة مجلس النواب بقيادة عصام أبوزريبة، شقيق وزير الداخلية في حكومة بنغازي والمنحدر من المدينة.

وسبق أن شنت حكومة الوحدة الوطنية، في مايو/ أيار من العام الماضي، عملية عسكرية جوية استهدفت مواقع وصفتها بأنها مراكز لتهريب الوقود والمهاجرين، متهمة الفصائل المسيطرة على المنطقة بأنها إجرامية وخارجة على القانون.