ليبيا... متظاهرون يطالبون برحيل كل الأجسام السياسية الحاكمة

23 مايو 2025
جانب من الاحتجاج في ميدان الشهداء بطرابلس، 16 مايو 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- احتشد المئات في طرابلس ومصراتة للمطالبة برحيل الأجسام السياسية الحاكمة، متهمين حكومة الوحدة الوطنية بالمسؤولية عن الأحداث الدامية وتفشي الفساد، وداعين لإنهاء سلطة المليشيات.
- شهدت المظاهرات استقالات وزراء ومواجهات مع قوات الحراسة بعد إطلاق نار مجهول، واتهمت الحكومة عناصر مندسة بالتخريب، بينما أقر رئيس الحكومة بمسؤولية مشتركة في الاشتباكات.
- دعا ناشطون إلى استمرار التظاهرات حتى إسقاط الحكومة وكل الأجسام السياسية، مطالبين بانتخابات شاملة، وسط تأكيد الحكومة على إنهاء تغوّل المليشيات.

احتشد المئات من المواطنين، مساء اليوم الجمعة، في ساحة ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس والساحة الرئيسية بمدينة مصراتة، للمطالبة برحيل جميع الأجسام السياسية الحاكمة في البلاد، والتنديد بتغوّل سلطة المليشيات. وجدد المتظاهرون في طرابلس مطالبهم بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية، متهمين إياها بالمسؤولية عن الأحداث الدامية التي شهدتها طرابلس الأسبوع الماضي. كما حمّلوا كل الأجسام السياسية في البلاد مسؤولية تفشي الفساد في مؤسسات الدولة، وصمتها عن تعاظم نفوذ المليشيات وقادة الحرب.

وفي مصراتة، أعلن المتظاهرون دعمهم لأي تحرك من الحكومة في طرابلس لإنهاء سلطة المليشيات، والحد من تأثيرها على الحياة العامة. وتخللت المظاهرات في طرابلس ومصراتة صور لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وقائد مليشيات شرق ليبيا خليفة حفتر وأبنائه، كُتبت عليها عبارات تتهمهم بالمسؤولية عن الانقسام الذي تشهده البلاد. وفي بيانهم الختامي، أكد المتظاهرون في طرابلس حقهم في التظاهر حتى تغيير "المنتفعين بشرعية زائفة من مغتصبي السلطة"، مطالبين بإسقاط جميع الأجسام السياسية، وعلى رأسها: حكومة الوحدة الوطنية، ومجلس النواب، والمجلس الأعلى للدولة، وحكومة مجلس النواب، معلنين سحب اعترافهم بها.

وطالب البيان المجلس الرئاسي بـ"حل هذه الأجسام وإدارة شؤون البلاد"، كما دعا البعثة الأممية والمجتمع الدولي إلى "احترام إرادة الليبيين، ودعم هذا التحول، والمساعدة في بناء الدولة المنشودة". وكان آلاف المتظاهرين قد احتشدوا الجمعة الماضية في ميدان الشهداء بطرابلس، للمطالبة بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية، على خلفية تورط قوات تابعة لها في اشتباكات عنيفة شملت معظم أحياء العاصمة، وسبّبت خسائر كبيرة.

وفي خضم تلك المظاهرة، التي انتقلت لاحقًا إلى محيط مقر رئاسة الوزراء، أعلن عدد من الوزراء استقالتهم، قبل أن يتحول المشهد إلى مواجهة مع قوات الحراسة بعد إطلاق نار مجهول على المتظاهرين. وفي وقت لاحق من ليل الأربعاء، نشرت الحكومة مقاطع فيديو وصورًا عبر منصاتها الإلكترونية، تظهر تعرض واجهات مقر رئاسة الوزراء لأعمال تخريب، واتهمت "عناصر مندسّة" بين المتظاهرين بإطلاق النار والتعدي على المقر.

من جانبه، أقر رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، في كلمة وجهها إلى الليبيين مساء السبت، بأن الاشتباكات التي وقعت بين اللواء "444 قتال" التابع للحكومة، وقوة الردع التابعة للمجلس الرئاسي، كانت "مسؤولية مشتركة" بين الطرفين. إلا أنه دافع في الوقت نفسه عن العملية العسكرية التي شنتها الحكومة في منطقة أبوسليم وسط طرابلس، ضد مقرات جهاز "دعم الاستقرار"، أكبر الكيانات المسلحة في المدينة، مؤكداً أنها أطاحته.

ووصف الدبيبة الجهاز بـ"المليشيا"، متهمًا إياه بارتكاب انتهاكات واسعة، معتبرًا أن إطاحته تأتي ضمن مشروع حكومي لإنهاء تغوّل المليشيات، وأضاف: "بدأنا بعد أن كسرنا حاجز الخوف"، مؤكدًا استمرار الحكومة في هذا المسار. وإثر كلمته، دعا ناشطون وجمعيات مدنية في طرابلس المواطنين إلى التظاهر مساء كل يوم جمعة، حتى إسقاط الحكومة، في حين طالب آخرون بتوسيع المطالب لتشمل إسقاط كل الأجسام السياسية الحاكمة، والدعوة إلى انتخابات شاملة.

المساهمون