ليبيا: ما وراء دعوة المفوضية العليا موظفيها للتحضير للانتخابات؟

ليبيا: ما وراء دعوة المفوضية العليا موظفيها للتحضير للانتخابات؟

21 ديسمبر 2021
من المفترض أن تُجرى الانتخابات في 24 من ديسمبر(محمود تركيا/فرانس برس)
+ الخط -

يعيش المشهد الليبي على وقع تحولات متسارعة وغموض يلف مصير العملية الانتخابية قبل أيام من بلوغ الانتخابات موعدها المفترض في 24 ديسمبر/كانون الأول الحالي، وسط قرارات تُتخذ واجتماعات تُعقد في الكواليس.

وفي مستجدات الانتخابات، دعا رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السائح، اليوم الثلاثاء، موظفي المفوضية في إداراتها الانتخابية كافة للتحضير للانتخابات، دون أي توضيح بشأن موعد إجراء الانتخابات.

إجراء شكلي

ووفق مصادر متطابقة في أكثر من إدارة انتخابية، تحدثت لـ"العربي الجديد"، وجهت المفوضية خطاباً إلى إداراتها كافة ببدء حل اللجان الانتخابية فيها وإنهاء أعمالها، و"بدء عودة الموظفين للعمل الاعتيادي" مع زيادة ساعات العمل اليومي في الإدارات الانتخابية كافة.

وحتى الساعة، لم تتضح أسباب هذا الخطاب، الذي لم تعلنه المفوضية رسمياً، فيما أشارت المصادر إلى أن الخطاب نبّه إلى قرار حل اللجان الانتخابية وعودة موظفي اللجان إلى سابق عملهم لـ"التحضير للانتخابات".

وبحسب أحد المصادر، فإن الإجراء "شكلي"، مؤكداً أنه لن تترتب عنه إجراءات أخرى، وقال، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، إنه "قرار لتأكيد الجاهزية الفنية للمفوضية لإجراء الانتخابات".

وأضاف المصدر: "القرار هدفه تأكيد المفوضية عدم مسؤوليتها عن إعلان تأجيل الانتخابات، وتريد القول إنها جاهزة لإجرائها"، معتبراً أن "الخطوة لرمي الكرة في ملعب أطراف ليبية أخرى، كمجلس النواب، لتحمّل مسؤولية تأجيل الانتخابات".

بنغازي تستضيف اجتماعاً موسعاً لمرشحين بينهم حفتر

وفي السياق، تشهد مدينة بنغازي استعداداً لاستضافة اجتماع موسع لعدد من المترشحين للانتخابات الرئاسية، اليوم الثلاثاء، لمناقشة مصير الانتخابات وللمشاركة في تحديد مواعيد جديدة لها.

وأكد مصدر أمني من بنغازي، لـ"العربي الجديد"، أن قوى مسلحة تابعة لمديرية أمن بنغازي تعمل على تأمين مقر حكومي قريب من فندق أوزو لاستضافة اجتماع سيعقد اليوم لعدد من المترشحين للسباق الانتخابي.

ولفت المصدر عينه إلى أن عدداً من الشخصيات سيشارك في الاجتماع، كاشفاً أن من بينهم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ووزير الداخلية الأسبق فتحي باشاغا، ونائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق السابقة فتحي باشاغا، وقنصل ليبيا لدى المملكة المغربية عبد المجيد سيف النصر، ووزير الداخلية في الحكومة المؤقتة السابقة عاشور شوايل، وسفير ليبيا السابق لدى الإمارات العارف النايض.

الصورة
حليفة حفتر/فرانس برس
خليفة حفتر يشارك في اجتماع بنغازي اليوم الثلاثاء(أريس ميسينس/فرانس برس)

ومساء أمس الاثنين طالب 19 مرشحاً للانتخابات الرئاسية، في بيان مشترك، مفوضية الانتخابات بضرورة إعلان القائمة النهائية للمرشحين، وكشف أسباب عدم إجراء الانتخابات في موعدها المحدد يوم 24 ديسمبر/كانون الأول الحالي.

وأكد المترشحون ضرورة إجراء الانتخابات "في أسرع وقت ممكن"، معتبرين أن الأوضاع الراهنة تزيد من "تقويض الأمن والاستقرار في ظل مراحل انتقالية منهكة ومستمرة".

مقترح لـ"إزاحة" مواعيد الانتخابات

وتأتي هذه المستجدات في وقت يستعد فيه المجلس الرئاسي لإعداد مقترح لـ"إزاحة" مواعيد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لعدة أشهر، تفادياً لحدوث فراغ في السلطة، ولإنقاذ العملية الانتخابية من الانهيار، وللخروج من مختنق السجال القائم بين المفوضية ومجلس النواب بشأن مسؤولية إعلان تأجيل الانتخابات. 

وفي السياق، أعلن تكتل "إحياء ليبيا"، الذي يضم عدداً من القوى السياسية بقيادة سفير ليبيا السابق لدى الإمارات العارف النايض، مقترحاً لتأجيل إجراء الانتخابات لـ17 يوماً بعد 24 من ديسمبر، مع إعلان القائمة النهائية للمترشحين للانتخابات الرئاسية يوم 24 ديسمبر.

وطالب مقترح تكتل "إحياء ليبيا" بانتهاء ولاية المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية في الـ24 من ديسمبر الحالي، ولسد الفراغ في السلطة أوصى المقترح بتكليف نائبي رئيس حكومة الوحدة الوطنية الحاليين، رمضان أبوجناح، وحسين القطراني، بتسيير أعمال الحكومة كحكومة تصريف أعمال فقط.

وأوصى المقترح بإقالة وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، خالد مازن، "وتعيين آخر يحظى بدعم القوى العسكرية والأمنية الفاعلة في العاصمة طرابلس، ليتمكن من بسط الأمن والأمان وحماية الانتخابات من تدخل أحد المرشحين على حساب المترشحين الآخرين".

توتر أمني في طرابلس

وفي سياق آخر، تشهد العاصمة توتراً أمنياً، وسط انتشار عدد كبير من الارتال المسلحة في مناطق جنوب شرق طرابلس، فيما أعلنت جامعة طرابلس وعدد من مدارس أحياء الجنوب توقف الدراسة. 

وإزاء أخبار متداولة في وسائل إعلام ليبية بشأن إخلاء البعثة الأممية لمقرها في طرابلس، نفت البعثة ما وصفته بـ"الأخبار الملفقة"، وأنها "لم تخل أي مقر لها في ليبيا".