ليبيا: قتلى وجرحى باشتباكات مسلحة في طرابلس

ليبيا: قتلى وجرحى باشتباكات مسلحة في طرابلس

22 يوليو 2022
اندلعت اشتباكات عنيفة بين أجهزة مسلحة تابعة للمجلس الرئاسي (حازم تركية/ الأناضول)
+ الخط -

ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات الدائرة في طرابلس إلى 13 قتيلاً و30 جريحاً في صفوف المدنيين والعسكريين، وفق تصريح للمتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ في طرابلس أسامة علي، لـ"العربي الجديد"، في وقت تجددت فيه الاشتباكات المسلحة في منطقتي عين زاره والسبعة بين قوتي جهاز الردع والحرس الرئاسي. 

وأفاد علي بتسجيل خسائر مادية في منازل وسيارات مواطنين كانوا في محيط الاشتباكات، معبراً عن شكوى فرق جهاز الإسعاف من صعوبة وصول عناصرها وسيارات الإسعاف إلى مناطق الاشتباك، واختراق خطوط النار. 

وحتى الآن لم تزود المصحات والمستشفيات الخاصة بعدد ضحايا الاشتباكات الذين تم إسعافهم إليها، فيما كانت حصيلة الأرقام المعلن عنها من جانب جهاز الإسعاف والطوارئ خاصة بالمستشفيات الحكومية. 

ونشر جهاز الإسعاف على صفحته الرسمية أرقام هواتف خاصة بفرق الإنقاذ التابعة له، وطلب من الأسر العالقة في مواقع الاشتباكات التواصل معه للعمل على إجلائهم. 

وتجددت المواجهات المسلّحة، ظهر اليوم الجمعة، بعد هدوء حذر عقب اندلاعها البارحة في مناطق متفرقة بالعاصمة، على خلفية خلاف بين مسلحين من جهازي الردع والحرس الرئاسي. 

وتسمع في الوقت الحالي أصوات القذائف والرصاص في أغلب أحياء العاصمة، فيما أقفلت الطرقات المؤدية إلى حيي عين زاره والسبعة، حيث توجد آخر مقرات جهاز الحرس الرئاسي. 

ووفقاً لمعلومات أدلى بها مصدر أمني، فإن قوة الردع سيطرت على مقرين تابعين لجهاز الحرس الرئاسي بحي زاوية الدهماني والفرناج، وبدأت ظهر اليوم بالتقدم باتجاه مقرين آخرين لجهاز الحرس في عين زاره والسبعة للسيطرة عليهما. 

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات جديدة تظهر تجدد الاشتباكات في الحيين، فيما أظهر بعضها إصابة ممتلكات خاصة، واندلاع نيران في منازل مواطنين. 

وأعلنت الهيئة العامة للأوقاف عن إعطائها الإذن بعدم إقامة صلاة الجمعة لبعض المساجد الواقعة في نطاق الاشتباكات بطرابلس. 

تكليف الحداد بفض اشتباكات طرابلس

وكلّف المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، رئيس الأركان العامة للجيش التابع لحكومة الوحدة الوطنية، الفريق محمد الحداد، بسرعة اتخاذ الإجراءات الفورية لفض الاشتباكات بين الفصائل المتقاتلة حالياً بالعاصمة طرابلس. 

وبحسب التكليف، الصادر اليوم الجمعة، فإنه "على رئاسة الأركان العمل على إعادة القوات المتقاتلة فوراً إلى مقراتها، وتأمين أمن وسلامة المواطنين وممتلكاتهم، والممتلكات العامة، والسيطرة على الموقف بما يؤمن عودة الأمور إلى مسارها الطبيعي". 

وأعطى المجلس الرئاسي لرئيس الأركان صلاحية الاستعانة بما يراه ضرورياً، وموافاته بتقرير مفصل عن الإجراءات التي تم اتخاذها، مرفقاً بملاحظات وتوصيات الأركان. 

جاء ذلك بعد اجتماع طارئ عقده رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ظهر اليوم الجمعة، مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، بصفته وزيراً للدفاع بحكومته، ورئيس الأركان العامة، الفريق محمد الحداد، والمدعي العسكري لمناقشة الأوضاع في العاصمة طرابلس. 

إقالة وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية 

على خط مواز، كشفت مصادر حكومية من طرابلس عن إقالة الدبيبة وزير الداخلية خالد مازن، على خلفية فشله في "إدارة الوزارة ووضع الخطط الكفيلة بضبط الأمن في العاصمة". 

وفقاً للمصادر ذاتها، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فقد كلف الدبيبة وزير الحكم المحلي بالحكومة بدر الدين التومي بتسيير الوزارة مؤقتاً. 

كما كشفت المصادر الحكومية ذاتها عن اتخاذ المجلس الرئاسي، أثناء اجتماعه بالدبيبة، قراراً بإقالة رئيس الحرس الرئاسي أيوب أبوراس، قائد أحد الفصيلين المتقاتلين، وتكليف العميد عبد العاطي دياب بديلاً عنه. 

وفي أول تعليق لها على الاشتباكات، أعربت البعثة الأممية عن قلقها البالغ من الاشتباكات ووقوع إصابات بين المدنيين، وطالبت في بيان السلطات في طرابلس "بالتحقيق في الاشتباكات"، مشددة على رفضها لـ"أي فعل يعرض حياة المدنيين للخطر". 

واندلعت الاشتباكات، منتصف ليل أمس، بين مقاتلين من جهازي الحرس الرئاسي والردع، التابعين للمجلس الرئاسي، في منطقة عين زارة، قبل أن تتسع دائرة الاشتباكات لتشمل أحياء الفرناج والسبعة وطريق الشوك، وأيضاً زاوية الدهماني، مخلّفة ضحايا وأضراراً مادية كبيرة.

وأفادت وكالة الأناضول بأن الاشتباكات تجدّدت، اليوم الجمعة، في منطقة السبعة، غربي العاصمة.

وفي وقت سابق من اليوم، قال الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لوزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية أسامة علي إن "مستشفى طرابلس الطبي استقبل 3 قتلى وإصابتين، جراء الاشتباكات المسلحة التي شهدتها منطقة عين زارة، جنوبي طرابلس، الليلة الماضية"، مؤكداً أن بين القتلى فتى يبلغ من العمر 12 عاماً.

وأضاف علي، في تصريحات لقناة "ليبيا الأحرار" (خاصة)، أن "الحصيلة تُعتبر أولية"، وهم في انتظار إعلان المصحات الخاصة عن الحصيلة النهائية لديها.

وفي سياق متّصل، أكد علي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن فرق جهاز الإسعاف تمكنت، بالتنسيق مع الهلال الأحمر وعدد من المتطوعين، من إخلاءِ المبيت الجامعي التابع لجامعة ناصر بحي الفرناج، ونقلِ قرابة 60 طالباً من داخله إلى مناطق آمنة، بالإضافة لإجلاء عدد من العائلات التي كانت عالقة داخل صالات الأفراح بمنطقة عين زارة، قرب موقع الاشتباكات.

في غضون ذلك، أعلنت مصلحة الطيران المدني توقف حركة الملاحة الجوية بمطار معيتيقة الدولي في العاصمة طرابلس، وتحويل كافة رحلاته إلى مطارات مدن أخرى، على خلفية الاشتباكات التي تشهدها العاصمة.

ومن جانبه، طالب المجلس الرئاسي "جميع أطراف الصراع" في العاصمة بوقف إطلاق النار "على وجه السرعة، والعودة الى مقارهم فوراً".

جاء ذلك في بيان للمجلس، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، طالب فيه أيضاً النائب العام والمدعي العسكري بـ"فتح تحقيق شامل في أسباب الاشتباكات"، كما طالب وزارتي الدفاع والداخلية بحكومة الوحدة الوطنية باتخاذ التدابير اللازمة "التي من شأنها فرض الأمن داخل العاصمة".

وحول أسباب الاشتباكات التي اندلعت بشكل مفاجئ، أوضح الضابط في غرفة العمليات الأمنية المشتركة بطرابلس علي بن فضل أن خلافاً دار بين الفصيلين بسبب اعتقال جهاز الردع عنصراً من عناصر جهاز الحرس الرئاسي، واعتقال الأخير عنصراً من عناصر جهاز الردع، قائلاً: "هاجم جهاز الردع مقار جهاز الحرس الرئاسي في منطقة عين زارة للانتقام، واتسعت دائرة الاشتباكات لتشمل مقار الحرس الرئاسي في زاوية الدهماني".

وحول حصيلة قتلى الاشتباكات في صفوف الفصيلين، أكد فضل وجود عدد من القتلى والمصابين في صفوف الطرفين، مستدركاً: "حتى الآن، من غير المعروف عددهم".

وفيما أكد تمكن اللواء 444 قتال، التابع لوزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية، من التدخل لفتح ممرات آمنة لتمكين فرق الإسعاف والطوارئ من دخول مناطق الاشتباك لإجلاء طلاب في المبيت الجامعي، وعدد من العائلات العالقة بصالات الأفراح في منطقة عين زارة، لفت إلى أن الهدوء الحذر سببه تمكن قوة الردع "من الانتقام" بالسيطرة على عدد من مقار الحرس الرئاسي، وتابع "حتى الآن، لا يزال الهدوء حذراً، ولم يتوصل قادة المجلس الرئاسي والحكومة إلى حل جذري للموقف بين الفصيلين".

ويُعدّ فصيلا جهاز قوة الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة الذي يقوده الملازم عبد الرؤوف كاره، وجهاز الحرس الرئاسي الذي يقوده أيوب أبوراس، من أكبر الفصائل المسلحة في العاصمة طرابلس.

وفي الأثناء، تداولت مواقع تواصل اجتماعي مقاطع فيديو تظهر تبادل إطلاق نار بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة أحياناً، وأرتالا عسكرية تتحرك بعتادها، فيما بثت بعض السيدات من صالة أفراح موجودة بالمنطقة مقاطع فيديو يطلبن فيها إخراجهن مع أطفالهن من محيط الاشتباكات، بعدما علقن فيه، قبل أن تتمكن فرق الإسعاف من إجلائهن، فيما كانت النيران مندلعة في أجزاء إحدى صالات الأفراح.

كما أظهرت مقاطع أخرى احتراق عدد من سيارات المواطنين، فيما أظهرت أخرى سيارات مركونة، وسط مناطق الاشتباكات، اضطر أصحابها إلى تركها والفرار للنجاة من الرصاص المتطاير.

وكثيراً ما تشهد العاصمة طرابلس اشتباكات مسلحة بين الفصائل المنتشرة فيها، والتي تتخذ تسميات أمنية وعسكرية، للعمل في ظلّها، حيث يتسبب انتشار مقار الفصائل المسلحة داخل الأحياء السكنية في انتشار حالة من الذعر والفوضى داخلها.