ليبيا: "فشل" للجولة الثانية للحوار السياسي يقابله "نجاح" للقاء طنجة

27 نوفمبر 2020
+ الخط -

أكدت مصادر ليبية متطابقة مقربة من أعضاء في ملتقى الحوار السياسي الليبي، انتهاء جلسات الجولة الثانية لملتقى الحوار السياسي من دون التوصل إلى نتائج، في الوقت الذي اتفق فيه النواب الليبيون المجتمعون في طنجة المغربية على تشكيل أربع لجان وتمديد جلساتهم إلى يوم الأحد المقبل.

وقالت المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، إن جلسات الملتقى المنعقدة عبر الدائرة الفنية المغلقة، والتي استؤنفت الأربعاء الماضي، لم تتوصل إلى توافق حول آليات اختيار شاغلي مناصب السلطة الجديدة، وتأجيل مرحلة طرح أسماء شاغليها.

وبحسب المصادر، فإن وجهات النظر اختلفت بشكل كبير حول مقترحات تقدّم بها الأعضاء، ما أرجع المفاوضات إلى مناقشة المقترحات التي طرحتها البعثة الأممية. ورجحت المصادر أن يكون التوافق حول مقترح للبعثة يضمن توزيع رئيسَي المجلس الرئاسي والحكومة من إقليمين مختلفين، في ظل سعي البعثة وأعضاء الملتقى إلى توزيع المناصب بحسب الأقاليم الجغرافية الليبية.

ولم تتحدث البعثة الأممية عن فشل الجولة الثانية، لكن رئيستها بالإنابة ستيفاني ويليامز تعهدت للمشاركين في الملتقى بتوفير "حل عملي سيتضمن الشفافية والسرية للانتهاء من المناقشات حول آلية اختيار السلطة التنفيذية".

واعتبرت ويليامز أن التواصل عبر تقنية الفيديو "معقد" لكنها اعتبرته "حلاً وسطاً"، يجنّب الملتقى وأعماله تدخلات وخلافات مباشرة. وشرحت أن الحلّ الذي ستوفره البعثة سيكون عبر اتصالها هاتفياً بكل عضو على حدة، "بعد ذلك سنتلقى تأكيداً خطيّاً بتصويتكم" للتوافق على آلية من بين الآليات الأربع التي طرحتها البعثة، "ثم نتخذ قراراً بشأن الانتقال إلى اجتماع مباشر مرتبط بالطبع بعملية الترشيح".

وبحسب ذات المصادر، فإن الآلية الأرجح تتمثل في تسمية المرشحين لرئاسة وعضوية المجلس الرئاسي، من خلال المجمعات الانتخابية لأقاليم ليبيا الثلاثة، والتصويت داخل كل مجمع انتخابي على حدة لاختيار ممثلين عن كل إقليم، قبل أن يصوّت عليهم أعضاء الملتقى بشكل مباشر عبر جولتين لاختيار ممثل واحد عن كل إقليم.

وبشأن رئاسة الحكومة، يسمّي أعضاء الملتقى مرشحيهم قبل التصويت على المرشحين في جولتين، ويكون رئيس الحكومة من الإقليم الأكبر عدداً للسكان، ويختار رئيس الحكومة نائبيه من الإقليمين الآخرين.

وفي سياق منفصل، نجح النواب الليبيون المجتمعون في طنجة المغربية، في الاتفاق على أن تكون مدينة غدامس الليبية مقراً لأولى جلسات مجلس النواب موحداً بدءاً من يوم الثلاثاء المقبل، بحسب محمد عبد الحفيظ عضو مجلس النواب.

واتفق النواب أيضاً، بحسب حديث عبد الحفيظ لـ"العربي الجديد"، على تشكيل أربع لجان نيابية، الأولى تضطلع بمهام إعداد مقر المجلس في غدامس، والثانية لوضع مقترحات لإعادة النظر في لائحة المجلس الداخلية، والثالثة لإعداد جدول أعمال الجلسة الأولى في غدامس، والرابعة تنتظر التوافق خلال اجتماعات النواب الحالية حول قضية اختيار رئاسة جديدة للمجلس بديلاً عن عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب في طبرق حالياً.

ويرجح أن تستمر اجتماعات النواب إلى يوم الأحد المقبل، بعد أن كان من المقرّر ختامها اليوم، على خلفية عدم الاتفاق على قضية اختيار رئاسة جديدة للمجلس وأولويات النواب خلال جلساتهم المقبلة. وأشار عبد الحفيظ إلى وجود مقترح من قبل عدد من النواب، لعقد جلسة في العاصمة المصرية القاهرة لاستيعاب أكبر عدد من النواب الذين لم يسبق أن التحقوا باجتماعات طنجة، وطالبوا بأن يكون مقر الجلسات الحالية في القاهرة.

وعلى الرغم من نتائج اجتماعات ملتقى الحوار والنواب الظاهرة، إلا أن الباحث السياسي الليبي بلقاسم كشادة يراها "مطمئنة بشكل مؤقت"، مشيراً إلى أن حالة الغموض التي تسير وسطها المحادثات الليبية "دوماً ما عودتنا بالتفجر في أي وقت".

ويرى كشادة في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن المسار الدولي أوشك على فرض رؤيته في المشهد الليبي، من خلال ما توفره البعثة الأممية له عبر أشغال الملتقى، لكنه يعبر عن خشيته حول مصير التفاهمات في طنجة التي تجري بعيداً فيما يبدو عن رعاية البعثة الأممية.

وأقام طرفا النزاع في ليبيا، خلال الأيام الماضية، مناورات عسكرية، ففي جانب حكومة "الوفاق"، أعلنت غرفة عمليات سرت والجفرة، أمس الخميس، الانتهاء من مشروع رماية بـ"المدفعية"، بمشاركة واسعة لـ"المنطقة العسكرية والكتائب والسرايا المتخصصة"، أما مليشيات حفتر فقد أطلقت مناورة عسكرية غرب بنغازي، الأربعاء الماضي، "شملت ضرباتٍ جوية من قبل الطيران الحربي، إضافة لعملية إنزال جوي لفرق المشاة وتعاملهم بالذخائر الحية الدقيقة"، بالاضافة لــ"فرق من سرايا الهاون والهاوز والدبابات".

وكشف موقع "ذا درايف" الأميركي، أمس الخميس، عن رصده، من خلال فيديو المناورات الذي عرضته مليشيا 106 التابعة لحفتر، عن مشاركة مقاتلات روسية من طراز "Su-24فينسر" وأخرى من طراز "ميغ-29" فيها، بالإضافة لظهور مروحية روسية من طراز Mi-24 وهي تطلق صواريخ، مؤكدة أنها مؤشرات تدل على حجم الوجود الروسي الكبير الى جانب مليشيات حفتر، وهو "تهديد حقيقي" بحسب الناشط السياسي عقيلة الأطرش لمسار المفاوضات الحالية.

ويوضح الأطرش في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن مكان المناورات كان غرب بنغازي، وهو مكان التحشيدات العسكرية التي أشارت إليها تصريحات قادة من قوات حكومة "الوفاق"، الأسبوع الماضي، معتبراً أن ظهور سلاح روسي متقدم أثناء المناورات، رسالة من حفتر بأنه لا يزال يمتلك القوة لتقويض كل شيء.

ويرى الأطرش أن موسكو لا تزال تقف إلى جانب حفتر، وأن أي مفاوضات لا توفر لها مصالحها سواء في الملف الليبي أو غيره، يعني قدرتها على الدفع بحفتر مجدداً كعامل لتخريب أي تقدم في المفاوضات الحالية، مشيراً إلى أن إقدام قوات "الوفاق" على إطلاق مناورات في المقابل يعني رسالة بأن صوت السلاح لا يزال قريباً من صوت المفاوضات.

المساهمون