ليبيا تمنع "قافلة الصمود" من العبور نحو غزة: اتهامات بخرق القوانين ومحاولات لاستغلال الطابع الإنساني

13 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 23:00 (توقيت القدس)
قافلة الصمود متوقفة في سرت، 13 يونيو 2025 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أوقفت قوات شرق ليبيا "قافلة الصمود" المتجهة إلى غزة عند مدخل سرت بسبب عدم استيفاء بعض المشاركين للإجراءات القانونية، مثل عدم حمل جوازات سفر سارية. وأكدت وزارة الداخلية الليبية على ضرورة الالتزام بالقوانين والاتفاقيات الثنائية.

- يواجه المشاركون في القافلة ظروفًا صعبة في مناخ شبه صحراوي قرب سرت، مع نقص في البنية التحتية الأساسية وقطع الاتصالات، مما يضطرهم للتنقل للحصول على تغطية.

- انطلقت القافلة من تونس وسط ترحيب شعبي، لكنها لم تحظ بتغطية إعلامية من حكومة بنغازي، وتضم 15 حافلة و150 سيارة لدعم سكان غزة المحاصرين.

قالت وزارة الداخلية في الحكومة المكلّفة من مجلس النواب الليبي إن بعض المشاركين في "قافلة الصمود" المتوجهة إلى غزة لا يحملون جوازات سفر سارية، فيما لا يملك آخرون أي أوراق ثبوتية، مشيرة إلى ما وصفته بمحاولات لاستغلال الطابع الإنساني والتضامني للقافلة وتوجيهها نحو أهداف لا تمت بصلة لهدفها المُعلن.

وجاء ذلك في بيان صدر مساء الجمعة، بينما لا يزال المشاركون في القافلة يفترشون الأرض في مناخ شبه صحراوي عند المدخل الغربي لمدينة سرت (وسط شمال البلاد)، بعد أن منعتهم قوات شرق ليبيا التابعة لخليفة حفتر من مواصلة الطريق.

وأضافت الوزارة أنها تعاملت مع القافلة وفقاً للإجراءات القانونية المنظمة لحركة العبور، والمتوافقة مع القوانين الليبية والاتفاقيات الثنائية، موضحة أنها طلبت من جميع المشاركين تقديم جوازات سفر سارية وأوراق ثبوتية كاملة، مع ضرورة وجود أختام دخول رسمية إلى الأراضي الليبية.

وأشارت إلى أن "الفحص الميداني أظهر أن عدداً من المشاركين لا يملكون جوازات سارية، وبعضهم لا يحمل أي أوراق ثبوتية، فضلاً عن غياب أختام دخول في وثائق عدد منهم، وهو ما يُعد مخالفة صريحة تعيق استكمال الإجراءات القانونية للعبور".

وأكدت الوزارة رفضها القاطع لأي محاولة لاستغلال الطابع الإنساني للقافلة، مشددة على أن "العبور عبر الأراضي الليبية لن يُسمح به إلا لمن يستوفي الإجراءات القانونية كاملة".

وفي وقت سابق، أعلنت "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين" أن قوات الأمن التابعة لحفتر أوقفت القافلة ليل الخميس-الجمعة عند مدخل سرت، معللة ذلك بضرورة الحصول على تعليمات من بنغازي. يأتي ذلك رغم بيان لوزارة الخارجية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب رحّبت فيه بالمبادرة، لكنها شددت على ضرورة احترام الضوابط التنظيمية المعتمدة من السلطات المصرية بشأن زيارة المنطقة الحدودية مع غزة.

وأوضحت الوزارة أنها استندت في موقفها إلى بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية يوم الأربعاء، يحدد المعايير الواجب اتباعها لزيارة الحدود مع القطاع، مؤكدة أهمية التنسيق الكامل مع الجهات المختصة لضمان سلامة المشاركين وتحقيق أهداف القافلة.

وفي الأثناء، بثّت الصفحة الرسمية للتنسيقية صوراً للمشاركين وهم يفترشون الأرض قرب سرت، وسط ظروف مناخية صعبة، ووجهت نداءً إلى الليبيين للمساعدة بتوفير خيام وماء وحمامات متنقلة، مشيرة إلى أن المنطقة تفتقر للبنية التحتية الأساسية.

وقالت التنسيقية إن السلطات قطعت الاتصالات والإنترنت عن المنطقة، ما اضطر أفرادها للتنقل إلى مناطق غرب سرت للحصول على تغطية وبث الصور والتصريحات.

وفي تصريحات للمتحدث باسم التنسيقية، وائل نوار، أكد أن "الوضع لا يزال غامضاً، ولا يُعرف ما إذا كان سيسمح للقافلة بالمرور شرقاً"، مشيراً إلى "تضارب التصريحات من مسؤولي بوابة سرت، وأنه تم تزويدهم بقائمة المشاركين وجوازاتهم دون تلقي رد حتى اللحظة".

وأضاف نوار: "لن نتراجع. نأمل أن تكون محطتنا النهائية عند معبر رفح، لا في ليبيا ولا مصر ولا أي أرض عربية أخرى".

وفي تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، أكدت الناشطة التونسية جواهر شنة أن المشاركين من تونس والجزائر وليبيا مصممون على استكمال الرحلة، مشيرة إلى أنهم قطعوا ألف كيلومتر حتى الآن، ويضم الوفد حقوقيين وأطباء ومحامين وأكاديميين ونشطاء من مختلف المشارب، يحملون رسالة إنسانية للعالم.

ورغم دخول القافلة الأراضي الليبية منذ الثلاثاء الماضي، تجاهلتها وسائل الإعلام التابعة لحكومة بنغازي، ولم تُغطِّ تحركاتها أو تفاعل الليبيين معها. وقد دخلت القافلة من تونس إلى ليبيا وسط ترحيب شعبي، مروراً بالزاوية وطرابلس وزليتن ومصراته، قبل أن تصل إلى سرت الخاضعة لسلطة حفتر.

وتضم "قافلة الصمود" 15 حافلة و150 سيارة تقل نحو 1500 ناشط تونسي و200 جزائري، وكان مخططاً أن تعبر شرق ليبيا إلى بنغازي، ثم معبر السلوم الحدودي مع مصر، وصولاً إلى قطاع غزة، دعماً لسكانه المحاصرين، ولإيصال المساعدات الإنسانية.

ومنذ انطلاقها من العاصمة التونسية فجر الاثنين، رافق القافلة موكب من السيارات وسط هتافات مؤيدة لفلسطين وشعارات "لبيك يا أقصى".

المساهمون