استمع إلى الملخص
- عبّر المتظاهرون عن استيائهم من الفساد وتغوّل سلطة المليشيات، مطالبين بتغيير المؤسسات البالية وتحقيق العدل لضمان استقرار ليبيا وازدهارها، وسط انقسام سياسي بين حكومتين تتصارعان على السلطة.
- شهدت طرابلس اشتباكات مسلحة مؤخراً، مما يعكس التوترات الأمنية المستمرة في البلاد، حيث تتنافس حكومة الدبيبة المعترف بها دولياً مع حكومة أسامة حماد المدعومة من مجلس النواب.
خرجت السبت، تظاهرة تأييد لحكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في ساحة الشهداء، وسط العاصمة طرابلس، التي شهدت مواجهات مسلحة الأسبوع الماضي. وقالت وكالة الأناضول إنّ مئات المتظاهرين شاركوا حاملين الأعلام الليبية ولافتات تحمل شعار الحكومة في التظاهرة التي أقيمت في ميدان الشهداء بدعوة من منظمات المجتمع المدني في طرابلس، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وردد المتظاهرون شعارات من بينها "الشعب يريد إسقاط مجلس النواب" و"لا لحكم العسكر" وحملوا لافتات كتب عليها "لا للمليشيات نعم للدولة" و"لا لحكم العسكر" و"ندعم حكومة الوحدة الوطنية". وقال رئيس اتحاد ثوار صبراتة نواسي مؤلف، إن حكومة الوحدة الوطنية هي الحكومة الرسمية حتى تخرج البلاد من عنق الزجاجة ويتم إجراء الانتخابات. وأكد مؤلف، ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن.
وأعرب عن رغبتهم في "تغيير المؤسسات البالية التي ظلت في السلطة لفترة طويلة". بدوره، قال محمد عبد الله، أحد سكان طرابلس، إن "الشعب الليبي منهك بسبب سنوات من عدم الاستقرار في البلاد". وشدد عبد الله، على أن الدولة لا تقوم إلا بالعدل، مؤكداً رغبة الشعب الليبي في بلد آمن ومزدهر، ولا يريد قتالاً ولا تخريباً ولا دماراً.
من جانبه، قال محمد الماني، إنه جاء إلى طرابلس من مدينة مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس) للتعبير عن دعمه للحكومة الشرعية في ليبيا. وأشار الماني، إلى أن جميع أطياف الشعب الليبي حاضرة في الساحة.
وقبل يومين، احتشد المئات من المواطنين، في ساحة ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس والساحة الرئيسية بمدينة مصراتة، للمطالبة برحيل جميع الأجسام السياسية الحاكمة في البلاد، والتنديد بتغوّل سلطة المليشيات. وجدد المتظاهرون في طرابلس مطالبهم بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية، متهمين إياها بالمسؤولية عن الأحداث الدامية التي شهدتها طرابلس الأسبوع الماضي. كما حمّلوا كل الأجسام السياسية في البلاد مسؤولية تفشي الفساد في مؤسسات الدولة، وصمتها عن تعاظم نفوذ المليشيات وقادة الحرب.
وفي 12 مايو/ أيار الحالي، شهدت طرابلس، اشتباكات مسلحة تركزت في منطقتي صلاح الدين وأبو سليم، على خلفية أنباء عن مقتل عبد الغني الككلي رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، على يد عناصر من اللواء 444 التابع لوزارة الدفاع، وفق وسائل إعلام ليبية. وفي بيان له بعد يوم، هنأ الدبيبة، أفراد الجيش والشرطة على نجاحهم في بسط سلطة الدولة خلال الأحداث التي شهدتها طرابلس.
وتعاني ليبيا بين حين وآخر مشكلات أمنية وسط انقسام سياسي متواصل منذ عام 2022 إذ تتصارع حكومتان على السلطة؛ الأولى حكومة الوحدة برئاسة الدبيبة، المعترف بها دولياً، ومقرّها طرابلس وتدير منها غرب البلاد بالكامل. والثانية حكومة أسامة حماد التي كلفها مجلس النواب ومقرها بمدينة بنغازي وتدير شرق البلاد بالكامل ومدناً في الجنوب.
(الأناضول، العربي الجديد)