استمع إلى الملخص
- أجرى السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند لقاءات مع القادة الليبيين لدعم جهود البعثة الأممية، مشددًا على ضرورة التوصل إلى ميزانية موحدة وحكومة واحدة لإجراء الانتخابات.
- تستعد القاهرة لاستضافة اجتماع بين أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين لتعزيز التعاون، وسط دعم مصر للاستقرار السياسي في ليبيا وأهمية هذا الاستقرار للأمن الإقليمي.
استأنفت اللجنة الاستشارية، التي شكلتها البعثة الأممية في ليبيا ضمن مبادرتها السياسية الأخيرة، مشاوراتها في العاصمة طرابلس لوضع مقترحات لتذليل الصعوبات التي تعيق إجراء الانتخابات في البلاد، في الوقت الذي يستعد فيه عدد من أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لعقد جلسة مشتركة في العاصمة المصرية القاهرة.
وذكرت البعثة الأممية، في بيان مقتضب، أمس الثلاثاء، أن اللجنة الاستشارية تواصل "العمل على معالجة المسائل الخلافية في الإطار الانتخابي الراهن والتقدم بمقترحات حلول لها، بهدف إثراء المرحلة التالية من العملية السياسية"، دون أن توضح جدول أعمال جلساتها وزمن مهمتها أو الجهة التي ستتسلم مقترحاتها. وكانت البعثة الأممية قد حددت مهام اللجنة الاستشارية عند إعلان تشكيلها، في الرابع من فبراير/ شباط الجاري، في إعداد مقترحات "ملائمة فنياً وقابلة للتطبيق سياسياً، لحل القضايا الخلافية العالقة من أجل تمكين إجراء الانتخابات"، مؤكدة أن هذه اللجنة "ليست هيئة لاتخاذ القرارات أو ملتقى للحوار، بل تعمل تحت سقف زمني محدد".
وكشف مصدر مقرّب من جلسات أعمال اللجنة الاستشارية لـ"العربي الجديد"، أن اللجنة شارفت على الانتهاء من وضع آلية عملها على دراسة القوانين الانتخابية والنظر في إمكانية اجراء تعديلات عليها، مشيراً الى أجواء تكسوها جدية أعضاء اللجنة في حسم الخلافات القائمة في تلك القوانين. وفيما أكد المصدر أن مداولات اللجنة لم تتضمن أي تصور حتى الآن لكيفية التعديل على القوانين الانتخابية، أشار إلى أن المداولات على هامش اجتماعات اللجنة شهدت حديثاً عن طرح تصور يقضي بإجراء الانتخابات البرلمانية دون الرئاسية حيث تتركز القضايا الخلافية الأشد في قانون الانتخابات الرئاسية، كقضايا حق العسكريين وحملة الجنسيات الأجنبية في الترشح لها.
وأجرى المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، الثلاثاء، سلسلة لقاءات بالقادة الليبيين، رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، لمناقشة جهود البعثة الأممية. وفي لقائه بعقيلة، أكد نورلاند على أهمية التوصل إلى اتفاق الأطراف الليبية على ميزانية موحدة، وتحقيق تقدم في المفاوضات الشاملة لتشكيل حكومة واحدة قادرة على إجراء الانتخابات، بحسب تدوينة على حساب السفارة الأميركية في منصة اكس.
وفي لقائه بالمنفي والدبيبة، ناقش نورلاند جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وعمل اللجنة الاستشارية، والخطوات العملية المُتخذة للدفع قدماً بالعملية السياسية لإنهاء المراحل الانتقالية، والمحافظة على استدامة الاستقرار والتوجه إلى الانتخابات العامة.
وفي غضون ذلك، يستعد عدد من أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لعقد اجتماع "تشاوري" في القاهرة، بين يومي السبت والثلاثاء المقبلين، وفيما وجه رئيس مجلس النواب المصري حنفي جبالي دعوة إلى نظيره عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، وجه رئيس مجلس الشيوخ المصري عبد الوهاب عبد الرزاق دعوة إلى رئيس المجلس الأعلى للدولة دون تحديد اسمه.
وفي الوقت الذي أفاد فيه عضو مجلس النواب عبد المنعم العرفي، في تصريح مقتضب لـ"العربي الجديد"، بأن مجلس النواب عقد اجتماعاً للتشاور حول اختيار نحو خمسين عضواً للمشاركة في اجتماعات القاهرة، نشر المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى للدولة التابع لمحمد تكالة نص دعوة مجلس الشيوخ المصري، وذكر أن تكالة كلف وفداً من المجلس بالمشاركة في اجتماع القاهرة مع نظرائهم في مجلس النواب ضمن المساعي الرامية لتجاوز حالة الانسداد السياسي.
وأكدت القاهرة في نص الدعوة على موقفها "الراسخ بدعم الاستقرار السياسي والأمني في الدولة الليبية، إدراكاً لأهمية هذا الاستقرار كعامل أساسي في تعزيز الأمن الإقليمي، وبحكم أن استقرار ليبيا جزء لا يتجزأ من استقرار مصر والمنطقة"، وعبرت عن ثقتها في أن يساهم اللقاء التشاوري "في تحقيق مزيد من التقارب" بين مجلسي النواب والدولة "ويدفع نحو تعزيز أواصر التعاون لما فيه الخير والمصلحة المشتركة".
وفيما تبدو الدعوة المصرية للمجلسين تهدف إلى تجسير الهوية بينهما وتقريب وجهات نظهرهما ومحاولة النأي بنفسها عن الخلافات داخل مجلس الدولة بعدم تعيينها لأي من تكالة أو خالد المشري، المتنافسين على رئاسة مجلس الدولة، إلا أن تزامنها مع حراك البعثة الأممية في مبادرتها السياسية القائمة قد يثير أسئلة حول موقف القاهرة منها.
وفي سياق آخر، أنهى اللواء المتقاعد خليفة حفتر زيارة إلى بيلاروسيا، التي وصل إليها مساء أول أمس الاثنين، والتقى خلالها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو لمناقشة التعاون الاستراتيجي، بحسب المكتب الإعلامي لقيادة حفتر، الذي لم يوضح تفاصيل أخرى بشأن الزيارة. وبالتزامن مع زيارة حفتر، وصفه عضو الكونغرس الأميركي جو ويلسون، في منشور على منصة إكس، بــ"أمير الحرب"، وحذره من "ارتكاب الخطأ الكبير" بالسماح لروسيا بوجود موسع في ليبيا "من خلال قواعد بحرية جديدة".