ليبيا: اشتباك بمصراتة بين "العمليات المشتركة" ومسلحين يتبعون باشاغا

اشتباك في مصراتة الليبية بين "قوة العمليات المشتركة" ومسلحين يتبعون باشاغا

23 يوليو 2022
تشهد مدينة مصراته توتراً أمنياً (Getty)
+ الخط -

قالت "قوة العمليات المشتركة" في ليبيا إن دورياتها تعرضت، ظهر اليوم السبت، لاعتداء من مجموعات وصفتها بـ"الخارجة عن القانون"، في منطقة زريق في مدينة مصراتة (شمال).

وقالت القوة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، في بيان، إن "المجموعة المسلحة تابعة لفتحي باشاغا، بقيادة عبدالله أبوسنينة، وعبد الباسط أرجوبة، وتقوم بعمل استيقاف غير مصرح به على الطريق الساحلي، وعند مرور الدوريات المكلفة بمهام عمل رسمية؛ قامت المجموعة المسلحة بفتح نيران أسلحتها مباشرة على الدوريات، مما أدى إلى وقوع إصابات بين عناصر القوة".

وأشارت القوة إلى "تعاملها المباشر مع إطلاق النار"، إذ قامت وفق بيانها بـ"الاشتباك وإخلاء المكان"، لافتة إلى "فرار المجموعة المسلحة بين المزارع". وتابعت "هذه الأعمال الاستفزازية هدفها واضح ولا يمكن السكوت عنها، كونها تأتي في وقت حرج وخلال مسعى العديد من الأطراف إلى إدخال المدينة في نار الفتنة".

وحملت القوة "الحكومة والنائب العام" كامل المسؤولية، مؤكدة أنها "ستتعامل بكل قوة وحزم لمنع تكرار مثل هذه الأعمال الإجرامية"، وفق وصفها.

وعلى إثر الاشتباكات، تم إقفال الطريق الساحلي مصراتة عند تقاطع منطقة زريق، فيما نقلت قناة "المسار" عن مصدر خاص ما يفيد بأن رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، يعتزم إرسال وفد وساطة لنزع فتيل الأزمة، وإدارة الخلاف سياسياً، وبعيداً عن استخدام القوة. ووفقاً للمصدر، سيمثل وفد مجلس الدولة المدن الليبية، وسيتواصل أولاً مع المجلس البلدي لمصراتة.

وتشهد مدينة مصراتة (210 كيلومترات شرق طرابلس) بعض التوترات الأمنية على خلفية قدوم رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، فتحي باشاغا، إلى المدينة، يوم الأربعاء الماضي، قادماً من سرت، دون إعلان عن برنامج زيارته المفاجئة، فيما أعلن مكتبه الإعلامي، الخميس، عن تلقيه دعوة لزيارة مدينة الزاوية من مجلسها البلدي.

وإثر وصول باشاغا، شهدت مدينة مصراتة توترا أمنيا، فقد تداولت وسائل إعلام ليبية أنباء عن إقدام قوة مسلحة موالية للدبيبة، بمطالبة باشاغا بـ"تحديد صفة زيارته للمدينة، وإلا مغادرتها".

وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد": "عقب وصول باشاغا، اقترب مسلحون يتبعون القوة المشتركة من منزله في منطقة بازينا، وطالبوه بمغادرة المدينة، في حال كانت زيارته لها بصفته رئيساً للحكومة، قبل أن يتراجعوا إثر تجمع عدد من أنصار باشاغا رفقة أسلحتهم، الأمر الذي دفع مكونات اجتماعية بالمدينة للتدخل وإنهاء التوتر، فيما بقي باشاغا في المدينة إلى اليوم".

وكشفت "قوة العمليات المشتركة" عن تفاصيل ما حدث عقب دخول باشاغا للمدينة، وذلك في بيان أصدرته أمس الجمعة، قالت فيه: "ما حدث أننا تلقينا تعليمات من وزير الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية بالتحري والقبض على المدعو فتحي باشاغا، وذلك لانتحاله صفة رئيس الوزراء، فتحركنا فوراً، وفوجئنا بالهجوم علينا من قبل مجموعات مسلحة لا تتبع أي جهة رسمية".

وحذرت القوة أي شخص أو جهة من الاقتراب من دوريات ومقرات القوة داخل المدينة، ملوحة بأنها "ستتعامل بكل حزم وقوة إزاء ذلك". وأوضحت أن القوة "لا تتحرك إلا بتعليمات من وزير الدفاع".

وتأتي هذه الأحداث في مصراتة، بعد اشتباكات شهدتها العاصمة طرابلس، خلال اليومين الماضيين، بين فصيلين مسلحين يتبعان المجلس الرئاسي، وهما قوات جهازي الردع والحرس الرئاسي، أدت إلى مقتل 13 شخصاً على الأقل بحسب ما أعلنه المتحدث باسم خدمات الطوارئ الليبية أسامة علي.

ويدور صراع سياسي محتدم في ليبيا، منذ مارس/آذار الماضي، بين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وحكومة فتحي باشاغا. وترفض حكومة الدبيبة تسليم السلطة لباشاغا، وتصرّ على التشبث بممارسة مهامها حتى إجراء الانتخابات.

في المقابل، يصف باشاغا حكومة الدبيبة بمنتهية الصلاحية، ويطالب بدخول طرابلس واستلام مهامه، فيما يتخذ من مدينة سرت مقراً مؤقتاً لحكومته، مدعوماً من مجلس النواب.