لولا دا سيلفا لـ"العربي الجديد": العالم يدرك أن ما يحدث في غزة إبادة وليس حرباً

25 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 12:33 (توقيت القدس)
لولا دا سيلفا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، 24 سبتمبر 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في الأمم المتحدة أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية، داعيًا مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات قوية وضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية، مشيرًا إلى معارضة العديد من الأشخاص لهذه المذابح.
- شدد دا سيلفا على دعم البرازيل لحل الدولتين، مشيرًا إلى أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية فاقم الأزمة، مؤكدًا على ضرورة التعايش السلمي بين الدولتين.
- حمل دا سيلفا حركة حماس جزءًا من المسؤولية بسبب هجماتها، ودعا المجتمع الدولي للضغط على الأمم المتحدة لتنفيذ القرارات الدولية ومحاسبة إسرائيل لتحقيق سلام عادل.

قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لـ"العربي الجديد"، إن العالم أصبح يدرك أن ما يحدث في غزة هو إبادة ينفذها جيش قوي ضد شعب أعزل وليست حرباً. وجاءت تصريحات الرئيس البرازيلي خلال مؤتمر صحافي عقده أمس الأربعاء في مقر الأمم المتحدة الرئيسي في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى ردا على عدد من الأسئلة لمراسلة "العربي الجديد" للأمم المتحدة في نيويورك حول فلسطين والوضع في غزة.

وردا على السؤال الأول حول ما إذا كان مؤتمر حلّ الدولتين الذي عُقد يوم الاثنين جاء متأخرًا ولا يحمل ما يكفي من الخطوات العملية، وما هي تلك الخطوات العملية المطلوبة لوقف الإبادة في غزة فورًا، ودور دول الجنوب العالمي في ظل استمرار تزويد الغرب لإسرائيل بالسلاح، قال دا سيلفا "إن العالم بات يدرك أن ما يحدث في غزة ليس حربًا، بل إبادة جماعية ينفذها جيش قوي ضد شعب أعزل، وعلى وجه التحديد النساء والأطفال". وأضاف "خلال خطابي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (الثلاثاء) قلت إن هناك الكثير من الناس وكذلك اليهود الذين لا يؤيدون المذابح المستمرة (في غزة)، سواء داخل إسرائيل أو حول العالم، ويتظاهرون لوقف هذه الإبادة". وتابع "من الممكن لهذه الإبادة أن تستمر لأن الذين يملكون القدرة على وقفها لم يتخذوا الإجراءات اللازمة لوقفها. كان بإمكان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة اتخاذ إجراءات أكثر قوة، وهو نفسه المجلس الذي امتلك القوة لإنشاء دولة إسرائيل، ويجب أن يمتلك القوة نفسها للاعتراف بدولة فلسطينية".

ولفت الرئيس البرازيلي الانتباه إلى أن بلاده صوتت منذ عام 2010 لصالح إنشاء دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران للعام 1967، وشرح قائلاً "بالنسبة للبرازيل فإن الحل الوحيد المقبول هو قيام دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب بسلام دون مشاكل"، وأشار إلى احتلال إسرائيل لبقية الأراضي الفلسطينية عام 1967 ما أدى إلى مفاقمة الأزمة، مشيرًا إلى أنها بذلك لم تمتثل للقرارات الدولية. وأضاف: "لا يمكن الاكتفاء بمشاهدة هذه الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني".

وحمل الرئيس البرازيلي حركة حماس جزءا من المسؤولية بسبب هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقال إن بلاده أدانت تلك الهجمات ضد الإسرائيليين "والسماح للناس بأن يقتلوا كما يقتلون الآن". وأضاف حول مؤتمر تنفيذ حل الدولتين بالطرق السلمية "على الرغم من أن المؤتمر جاء متأخرا إلا أنه حدث أخيراً وهذا مهم، وأعتقد أنه بدءا من الآن ستحدث أمور أخرى وإلى أن نرى الفلسطينيين يؤسسون دولتهم ويعيشون بسلام جنبا إلى جنب مع اليهود (الإسرائيليين)".

وردا على سؤال آخر حول الخطوات العملية والملموسة والفورية التي يجب اتخاذها لوقف الاستيطان والإبادة الجماعية المستمرة ضد الفلسطينيين في غزة منذ سنتين، قال الرئيس البرازيلي "إن هذا يحدث منذ عقود (الاحتلال والاستيطان) حيث تحتل إسرائيل الأراضي التي كانت مخصصة للفلسطينيين (بحسب قرار التقسيم 181) منذ عقود"، وأوضح قائلا "أعتقد أن القرار الذي اتخذته الجمعية العامة وتبنته قرابة 150 دولة (في مؤتمر حل الدولتين والذي تلاه تبني الجمعية العامة "إعلان نيويورك" والاعترافات التي تلته من دول غربية خلال المؤتمر رفيع المستوى يوم الاثنين) يجعل بين يدي الأمم المتحدة وثيقة وأغلبية عظمى تمكنها من المطالبة بمحاسبة إسرائيل"، داعيًا مجلس الأمن إلى "تحمل مسؤوليته وخاصة الدول دائمة العضوية التي عليها أن تتحمل المسؤولية وعدم استخدام حق النقض (الفيتو)". وأضاف "على المجتمع الدولي، بما في ذلك البرازيل والدول الأخرى، أن يطالب الأمم المتحدة بتنفيذ هذا القرار بشكل فعلي"، معتبرًا أن هذا هو السبيل الفعلي لوقف الإبادة وتحقيق سلام عادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

المساهمون