لندن تؤجل محادثات وزراء خارجية بشأن السلام في أوكرانيا

23 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 17:15 (توقيت القدس)
أمام مقر وزير الخارجية البريطاني في لندن حيث تعقد محادثات أوكرانيا، 23 إبريل 2025 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تأجلت المحادثات في لندن حول السلام في أوكرانيا، مع استمرار الاجتماعات على مستوى المسؤولين، حيث تتطلب المفاوضات إزالة العقبات القانونية مثل المرسوم الأوكراني الذي يمنع التفاوض مع روسيا بوجود بوتين.
- تقارير إعلامية تشير إلى اقتراح أميركي للاعتراف بالقرم كأراض روسية، بينما تطالب أوكرانيا بوقف كامل لإطلاق النار قبل بدء المفاوضات، مع تأكيد زيلينسكي على استعداد بلاده للمحادثات.
- هدد نائب الرئيس الأميركي بالتخلي عن جهود وقف إطلاق النار إذا لم يتم التوصل لاتفاق، بينما تواصل روسيا معارضتها لنشر قوات حفظ سلام، وأسفرت ضربة روسية عن مقتل تسعة في دنيبروبيتروفسك.

أعلنت الحكومة البريطانية أنه تم تأجيل المحادثات المقررة في لندن، الأربعاء، بين وزراء خارجية عدد من الدول بشأن السلام في أوكرانيا. وأفادت وزارة الخارجية البريطانية لوكالة فرانس برس بأن "اجتماع محادثات السلام في أوكرانيا مع وزراء الخارجية اليوم تأجّل"، مضيفة "ما زالت المحادثات على مستوى المسؤولين" قائمة.

وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قد قال، الثلاثاء، إن بدء المفاوضات بين موسكو وكييف يتطلب "إزالة العقبات القانونية"، في إشارة إلى المرسوم الصادر عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في عام 2022 والقاضي بحظر التفاوض مع روسيا ما دام الرئيس فلاديمير بوتين باقياً على رأس السلطة.

من جانبها، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفيريدينكو، اليوم، إن كييف مستعدة للتفاوض وليس الاستسلام، وذلك في الوقت الذي كشفت فيه تقارير إعلامية عن تفاصيل اقتراح أميركي للتوصل إلى اتفاق عن طريق تخلي أوكرانيا تقريباً عن كل الأراضي التي تحتلها روسيا حالياً. وكتبت تقول على منصة إكس: "لن يكون هناك اتفاق يمنح روسيا الأسس القوية التي تحتاجها لإعادة تنظيم صفوفها والعودة بمزيد من العنف". وأضافت "شعبنا لن يقبل بصراع مجمد ومتنكر في صورة سلام".

وكشفت وسائل إعلام هذا الأسبوع عن تفاصيل اقتراح أميركي يقود كييف وموسكو للتوصل إلى اتفاق سلام عن طريق الاعتراف رسمياً بأن شبه جزيرة القرم الأوكرانية المحتلة أراض روسية، بالإضافة إلى استمرار سيطرة موسكو على معظم الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها. من ناحية أخرى، سعت أوكرانيا إلى التوصل إلى وقف كامل وفوري وغير مشروط لإطلاق النار تُجرى بعده مفاوضات. وقالت سفيريدينكو "وقف إطلاق النار الكامل، براً وجواً وبحراً، هو أول خطوة ضرورية". وذكرت أن أوكرانيا سترد بالمثل إذا اختارت روسيا في المقابل وقفاً محدوداً لإطلاق النار.

وكان زيلينسكي أكد، أمس الثلاثاء، استعداد بلاده لإجراء محادثات مباشرة مع روسيا فور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشدداً على أن "أوكرانيا جاهزة للجلوس إلى طاولة الحوار وفق أي صيغة ممكنة" بعد توقف العمليات العسكرية.

إلى ذلك، يلتقي وفد أوكراني المبعوث الأميركي كيث كيلوغ في لندن بعد إرجاء اجتماع اليوم، وفق ما أفاد مصدر في الرئاسة الأوكرانية وكالة فرانس برس. وقال المصدر "سيحضر كيلوغ الاجتماع، وبالتالي سيُعقد الاجتماع مع الأميركيين. ستكون هناك اجتماعات أخرى مع الأوروبيين، اجتماعات مختلفة". ومن المقرر أن يزور المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف موسكو هذا الأسبوع، بحسب ما أكد البيت الأبيض، في رابع زيارة يقوم بها إلى روسيا منذ تولى الرئيس دونالد ترامب السلطة.

ويأتي اجتماع لندن فيما تفيد تقارير إعلامية بأن ترامب مستعد للاعتراف بالأراضي التي ضمتها موسكو في القرم باعتبارها روسية.

فانس "يهدّد" وأوروبا تردّ

وفي السياق، أفاد نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس بأن واشنطن ستتخلى عن مساعيها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا ما لم يتوصل البلدان إلى اتفاق، وقال للصحافيين في الهند التي يزورها لأربعة أيام: "قدمنا مقترحا واضحا جدا للروس والأوكرانيين وحان الوقت للطرفين ليقولا نعم، وإلا فإن الولايات المتحدة ستتخلى عن هذه العملية".

وأضاف فانس "أعتقد أن الوقت حان لاتّخاذ إحدى الخطوات الأخيرة، إن لم تكن الخطوة الأخيرة... القول إننا سنوقف القتل وسنجمّد خطوط السيطرة عند مستوى قريب لما هي عليه حاليا... يعني ذلك الآن بالطبع أنه سيتعين على الأوكرانيين والروس التخلي عن بعض الأراضي التابعة لهما الآن".

ورداً على تهديد فانس بتخلّي واشنطن عن مساعيها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، أكدت بريطانيا اليوم، أنّ أوكرانيا "هي التي تقرّر مستقبلها". وقال متحدث باسم رئيس الحكومة كير سترمر للصحافيين "في نهاية المطاف، يتعيّن على أوكرانيا أن تقرّر مستقبلها. لن نتخلى عن أوكرانيا أبداً".

من جانبها، أكدت الرئاسة الفرنسية اليوم، أنّ احترام "وحدة أراضي أوكرانيا والتوجّه الأوروبي بشأن أوكرانيا، مطلبان مهمّان للغاية بالنسبة إلى الأوروبيين"، عقب اقتراح فانس بإجراء "تبادل أراضي" بين كييف وموسكو. وبينما يجتمع الفرنسيون والبريطانيون والألمان مع المبعوثين الأميركيين والأوكرانيين في لندن في إطار المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، قال الإليزيه إنّ "الهدف يبقى بناء نهج مشترك يمكن أن تقدّمه الولايات المتحدة للروس".

إلى ذلك، أعلن بيسكوف، اليوم الأربعاء، أن روسيا أكدت مجددا معارضتها نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا، وقال ردا على سؤال بشأن موقف روسيا في ما يتعلق بوجود "قوات حفظ السلام" الأوروبية على أراضي أوكرانيا: "نعم، لا تزال روسيا تعارض ذلك، ولكن في الواقع ستكون هذه قوات ومعدات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) على أراضي أوكرانيا، أي أن هذا هو في الواقع السبب الرئيسي وأحد الأسباب الأولية لإطلاق العملية العسكرية الخاصة"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.

ميدانياً، أسفرت ضربة روسية شنّتها مسيّرة على حافلة تنقل عمالاً في منطقة دنيبروبيتروفسك الأوكرانية عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة العشرات بجروح، وفق ما أفاد حاكم المنطقة.

وكتب الحاكم سيرغي لياسك على تطبيق تليغرام، الأربعاء، أن "هجوم العدو أودى بحياة تسعة أشخاص" في مدينة مارغانيتس في جنوب شرق البلاد. وأضاف أن "حصيلة الجرحى ترتفع"، مشيراً إلى أن العدد يبلغ حالياً 30 مصاباً. وأفادت السلطات الأوكرانية أيضاً باندلاع حرائق في عدة مناطق ليلاً بعد الهجمات الروسية. سُجّلت ضربات أيضاً في مناطق كييف وخاركيف وبولتافا وأوديسا. وفي روسيا، أفادت تقارير بإصابة شخص بجروح جراء قصف استهدف منطقة بيلغورود.

أوكرانيا // مكان غارة روسية في خاركيف، 23 إبريل 2025 (رويترز)
رجال إطفاء في مكان غارة روسية في خاركيف، 23 إبريل 2025 (رويترز)

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون