يعود تاريخ مخيمات اللاجئين الثمانية المكتظة والمعدمة في قطاع غزة، إلى النزوح الجماعي للفلسطينيين خلال الحرب التي تلت قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي في 14 مايو/أيار 1948.
فبحلول موعد وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني 1949، كان قد فرّ أكثر من 760 ألف فلسطيني من القتال أو هجروا من أراضيهم، في ما يُعرف بـ"النكبة". ولجأ نحو 180 ألف شخص إلى قطاع غزة، بينما اتجه آخرون نحو الضفة الغربية والدول العربية المجاورة، الأردن، ولبنان، وسورية.
وسجل هؤلاء الفلسطينيون كلاجئين لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وأقيمت مخيمات لاستقبالهم مؤقتاً، لكن إسرائيل ترفض منذ خمسة وسبعين عاماً "حق العودة" الذي يطالب به الفلسطينيون، على الرغم من القرار غير الملزم الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11 ديسمبر/كانون الأول 1948. فما هي هذه المخيمات وكيف يتوزع الفلسطينيون فيها؟
- مخيم جباليا، الواقع في شمال قطاع غزة، هو الأكبر (1,4 كيلومتر مربع) ويضم نحو 116 ألف لاجئ، ومنه انطلقت الانتفاضة الأولى في العام 1987. وتدير فيه "أونروا" 26 مدرسة ومركزين صحيين، كما يوجد مركز ثالث على أطرافه.
- مخيم الشاطئ في شمال القطاع أيضاً، وهو أحد أكثر المخيمات اكتظاظاً، ويقطنه أكثر من 90 ألف لاجئ.
- مخيم البريج في وسط قطاع غزة ويضمّ نحو 46 ألف لاجئ.
- مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة ويقطنه نحو 85 ألف لاجئ.
- مخيم المغازي في وسط القطاع أيضاً والذي يضمّ 33 ألف لاجئ.
- مخيم دير البلح، أصغر مخيمات القطاع، والذي يمتدّ على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على مساحة 0,17 كيلومتر مربع بالكاد، ويسكنه 26 ألف نسمة.
- مخيم خانيونس في جنوب القطاع، الذي يعيش فيه أكثر من 88 ألف لاجئ، وفقاً لـ"أونروا" التي تدير 20 مدرسة فيه.
- مخيم رفح في أقصى جنوب القطاع، الذي يقع قرب الحدود المصرية، ويتجمّع فيه مئات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من شمال القطاع منذ بدء الحرب الأخيرة.
ويمثل اللاجئون الفلسطينيون في غزة، وهم الناجون من حرب 1948 وأبناؤهم، نحو 80% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، وفقاً لبيانات "أونروا".
وفي هذا القطاع الذي يعاني من معدل فقر مرتفع للغاية (81.5%)، تقدم وكالة الأمم المتحدة للاجئين المسجلين خدمات التعليم، والصحة، والإغاثة، ومساعدات طارئة.
كان يقيم في هذه المخيمات الثمانية أكثر من 620 ألف لاجئ وفقا لـ"أونروا" قبل النزاع الحالي، الذي أدى بدوره إلى عمليات نزوح جماعية.
وهذه المخيمات مقامة على أقل من 6.5 كيلومترات مربعة من مساحة قطاع غزة الذي يمتد على 362 كيلومتراً مربعاً، وكانت تضم في البداية خيماً، لكنها باتت الآن تضم أبنية متراصة جداً.
وتُعدّ الكثافة السكانية فيها من العليا في العالم، مع نسبة بطالة ناهزت 48.1% في عام 2022، في ظل انقطاع للتيار الكهربائي، ومشاكل في توافر مياه الشرب.
وتفاقمت الأزمة الإنسانية في القطاع عندما فرضت إسرائيل "حصاراً مطبقاً" عليه في 9 أكتوبر/تشرين الأول، حارمة السكان من إمدادات المياه والغذاء والكهرباء.
ويخضع قطاع غزة أساساً لحصار إسرائيلي منذ تولي حركة "حماس" السلطة فيه في العام 2007.
وأوقعت عمليات قصف إسرائيلية شهداء وأضراراً في الكثير من مخيمات اللاجئين، ودُمّر أو تضرر العديد من المنازل، بالإضافة إلى مستشفيات ومدارس تابعة لـ"أونروا"، خصوصاً في جباليا، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة.
(فرانس برس، العربي الجديد)