لماذا يتأخر وقف إطلاق النار: خلافات إسرائيلية تعطل المساعي الدولية

لماذا يتأخر وقف إطلاق النار: خلافات إسرائيلية تعطل المساعي الدولية

15 مايو 2021
يتوقع تصاعد الأحداث خلال الساعات القادمة عقب تهديدات لكتائب القسام (Getty)
+ الخط -

علّق قيادي بحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" متحدثاً إلى "العربي الجديد"، عن مصير مساعي الوساطات الخاصة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالقول إنّ "هناك جهودا وعروضا بمبادرات جديدة كل ساعة تقريباً، ولكن لا اختراق جدياً حتى اللحظة". 

ويأتي ذلك بعدما مددت القيادة المصرية مهمة الوفد الأمني المتواجد في تل أبيب لمواصلة المهمة المكلف بها، والمتعلقة بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، ومن ثم الشروع في مفاوضات متعلقة بالتهدئة.

وفي هذا الإطار، كشفت مصادر مصرية خاصة مطلعة على جهود الوساطة، السبت، الأسباب وراء تعثر التوصل لاتفاق حتى الآن، في ظل التحركات الدولية من جانب كل من الولايات المتحدة الأميركية، ومصر وقطر، والمبعوث الأممي، مشيرة إلى أنّ "هناك أزمة حقيقية هذه المرة، متمثلة في حجم الخسائر الكبير الذي كبدته المقاومة الفلسطينية للإسرائيليين، على المستويين السياسي والاقتصادي، في وقت لم تكن الحكومة الإسرائيلية تتوقع هذا التطور الهائل في قدرات فصائل قطاع غزة، وحركة حماس خاصة، وسط فشل معلوماتي كبير من جانب أجهزة جمع المعلومات الإسرائيلية في تحديد بنك أهداف حقيقي، لمستودعات صواريخ المقاومة، وأماكن تصنيعها، ومواقع تواجد بطاريات إطلاقها صوب الأراضي المحتلة والمستوطنات". 

وأرجعت المصادر شراسة الضربات الإسرائيلية في الأحياء السكنية بقطاع غزة، "للفشل في الوصول لمواقع المقاومة، ومخازن الصواريخ، ومصانعها، والتي استطاعت الفصائل خلال الفترة الماضية إخفاء معظمها بعيداً عن أعين العملاء والأجهزة الإسرائيلية، بالإضافة لعدم قدرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على رصد أية تجمعات لمقاتلي المقاومة حتى على المناطق الحدودية بين قطاع غزة، والأراضي المحتلة في الشريط المتاخم لمستوطنات غلاف غزة". 

انقسام داخل الكابينت واتهامات لأجهزة المعلومات بتوريط الحكومة في معركة مفتوحة 

وبحسب المصادر، فإنّ "هناك خلافات كبيرة داخل الكابينت في إسرائيل، واتهامات لأجهزة المعلومات بتوريط الحكومة والجيش في معركة طويلة لم تكن مدروسة جيداً ولم تتوفر لها  المعلومات الدقيقة".

وأضافت المصادر أنّ "الحكومة الإسرائيلية في مأزق حقيقي، فهي ترغب في إنهاء تلك المعركة سريعاً، نظراً  للتطورات والتداعيات الكبيرة التي لحقت بالمرافق والاقتصاد بالمجمل، ولكن في المقابل لا يمكنها الإقدام على تلك الخطوة قبل تحقيق نصر كبير على الأرض على حساب فصائل المقاومة في غزة، وهو ما ترفضه حركتا حماس، والجهاد، اللتان أعلنتا للوسطاء، وعلى رأسهم مصر، استعدادها لوقف إطلاق النار غير المشروط، والذي يبدأ من عند جيش الاحتلال"، مؤكدتين، وفقاً للمصادر، "أن أي هجوم إسرائيلي سيتبعه رد فوري ولن يتم الصمت إزاءه".

الأمر الآخر الذي يزعج الحكومة الإسرائيلية ويجعلها أيضاً في حاجة ملحة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، بحسب المصادر، هو حراك الداخل، واشتعال الوضع في البلدات المحتلة، وهو ما لم يكن في حسبان حكومة بنيامين نتنياهو، "نظراً لما يمثله من تهديد للتعايش الداخلي بين العرب والإسرائيليين في تلك المدن". 

وتقول المصادر، إنّ "الجهود المصرية استطاعت التوصل بعد مفاوضات مضنية وضغوط للحصول على موافقة الفصائل في غزة على وقف إطلاق النار"، مضيفة: "لم تكن مهمة سهلة في ظل حالة النشوة التي تعيشها المقاومة الفلسطينية رغم الخسائر الكبيرة المادية في قطاع غزة"، مستطردة "الوفد الأمني المصري أبلغ الجانب الإسرائيلي بضرورة استثمار تلك الموافقة وعدم التوغل في المعركة والوصول لنقطة يصعب على الجميع تداركها". 

يأتي هذا فيما يتوقع تصاعد الأحداث خلال الساعات القليلة القادمة، بعد تهديدات "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس"، حيث وجهت عصر اليوم السبت، رسالة تحذير لسكان تل أبيب، في أعقاب استهداف الاحتلال لبرج الجلاء المدني الذي يضم مكاتب لعدد من الوكالات الإعلامية.

وقالت الكتائب على لسان ناطقها العسكري أبو عبيدة، "بعد قصف البرج المدني في غزة، على سكان تل أبيب والمركز أن يقفوا على رجلٍ واحدة وينتظروا ردنا المزلزل".

في غضون ذلك، تباحث إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، مع زياد النخالة الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي"، في التطورات الجارية في فلسطين وحالة الاشتباك مع الاحتلال في مختلف المناطق. 

وقال مكتب هنية، إن الاتصال جرى في إطار مواكبة المعركة الدائرة في غزة امتدادًا لما جرى في مدينة القدس المحتلة.

وبحسب البيان، أشاد هنية، والنخالة، بصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة من أجل القدس والأقصى في غزة، مؤكدين أن حالة المواجهة الشاملة مع الاحتلال سوف تستمر.

واعتبرا أن ما يجري في الضفة وفي الأرض المحتلة عام 1948 يؤكد وحدة الشعب الفلسطيني وحيويته وتمسكه بحقوقه وأرضه ومقدساته، ووجها التحية للشهداء والجرحى في مختلف المدن والمناطق، وأكدا أن هذه الدماء لن تذهب هدرًا على طريق القدس، كما جاء في البيان.

كما أشادا بحالة التضامن الواسعة على المستوى العربي والإسلامي والدولي والحراك الجماهيري الداعم لمعركة القدس ولحق شعبنا في مقاومة الاحتلال، معتبرين ارتقاء شهيد من لبنان تأكيدا على وحدة الأمة حول قضية القدس والأقصى.

المساهمون