لماذا تأجل مؤتمر معارضي طالبان الأفغانية في إسلام أباد؟

24 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 09:03 (توقيت القدس)
احتفالات بذكرى سيطرة "طالبان" على كابول، 15 أغسطس 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تأجيل مؤتمر معارضي حكومة طالبان في إسلام أباد إلى أواخر سبتمبر، بسبب رغبة المنظمين في إشراك شخصيات جديدة، وليس بسبب التأشيرات كما أُعلن.
- الاجتماع الثلاثي بين أفغانستان وباكستان والصين شهد احتجاجًا أفغانيًا على المؤتمر، بينما حاول الجانب الباكستاني التقليل من أهمية القضية، مما أثار استياء كابول.
- التأجيل يعكس توترات سياسية، حيث يُعتقد أن باكستان تسعى لإعادة تنظيم المؤتمر بمشاركة شخصيات بارزة، وسط اعتراضات أفغانية وباكستانية على توقيته وأهدافه.

ذكرت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن مؤتمر معارضي حكومة طالبان الأفغانية الذي كان مقرراً أن تستضيفه إسلام أباد غداً وبعد غد قد أُجل إلى أواخر سبتمبر/ أيلول المقبل، فيما قال "معهد استقرار جنوب آسيا الاستراتيجي"، الجهة المنظمة للمؤتمر، عند إبلاغ المشاركين بقرار التأجيل، إن السبب يعود إلى عدم حصول جميع المدعوين على التأشيرات الباكستانية.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، التمست عدم ذكر هويتها، إن التأجيل لم يكن بسبب عدم حصول المشاركين على التأشيرات الباكستانية، بل لأن المعهد يريد أن تشارك في المؤتمر شخصيات أخرى غير المدعوين، وأن القرار جاء بعد الاجتماع الثلاثي بين أفغانستان وباكستان والصين في الـ20 من الشهر الجاري في كابول. وحصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر في حكومة طالبان، تفيد باحتجاج الجانب الأفغاني خلال الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية باكستان والصين وأفغانستان، على عقد هذا المؤتمر.

وبحسب ما ذكرت المصادر، فإن القضية لم تُبحث خلال الاجتماع الثلاثي، بل كان هناك ذكر لها من الجانب الأفغاني قبيل وجبة الغداء، فقط، إذ عبّر عن استياء حكومة طالبان على ذلك، فيما أفادت المصادر أن وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحق دار، حاول أن يهمش القضية، مبررًا ذلك بالقول: "ليست قضية مهمة، بل هو اجتماع اعتيادي لبعض الأفغان، معظمهم الأكاديميون والعلماء، وهو شيء روتيني وطبيعي جداً"، لكن الجانب الأفغاني لم يرضَ بهذا الجواب، وأعرب عن استيائه الشديد من ذلك.

في سياق متصل، أكد عدد من المشاركين في المؤتمر، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، حصولهم على التأشيرات واستكمالهم الإجراءات اللازمة كافة، مشيرين إلى أن الدافع الحقيقي وراء قرار التأجيل يرجع إلى أسباب سياسية، وليست إجرائية. ويذكر أحد من قابلهم "العربي الجديد"، أن الأمر ليس تقنياً، ولا يرجع إلى الإجراءات والترتيبات، بل هو أحد سببين: إما لأن "كابول اعترضت، وإما بسبب إثارة القضية من المندوب الأميركي الخاص السابق، زلمي خليلزاد، على وسائل التواصل الاجتماعي، بصورة فجرت حالة من الاستياء في صفوف الأفغان بشأن المؤتمر"، كذلك أبدى بعض السياسيين الباكستانيين اعتراضهم على المؤتمر، لأنه سيزيد الفجوة بين كابول وإسلام أباد.

كذلك لم يستبعد المصدر الذي كان من المقرر أن يشارك في المؤتمر، واشترط عدم ذكر اسمه أو هويته خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أن "تكون باكستان مستاءة جداً من تعامل طالبان خلال الاجتماع الثلاثي الأخير بين الصين وأفغانستان وباكستان، حيث إن الجانب الأفغاني رفض أي تعاون مع إسلام أباد في ما يخص طالبان الباكستانية. كذلك لم يصدر عقب الاجتماع أي بيان مشترك، وذلك لأن الجانب الأفغاني لم يرضَ بما كان يريده الجانب الباكستاني، بالتالي كل دولة أصدرت بياناً مستقلاً بدلاً من البيان المشترك، في حين أن باكستان لم تكن تتوقع ذلك". وبالنظر إلى ذلك يتوقع المصدر ذاته، أن باكستان تريد عقد الاجتماع بصورة أخرى يشارك فيها شخصيات سياسية وعسكرية بارزة مثل نجل أحمد شاه مسعود وغيره، بعد أن كان كل المدعوين كان من السفراء السابقين والوزراء والأكاديميين المعارضين لحكومة طالبان.

المساهمون