لقاء نتنياهو الرابع مع ترامب... محكوم بالنتيجة نفسها بشأن غزة

28 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 11:18 (توقيت القدس)
ترامب ونتنياهو، واشنطن 4 فبراير 2025 (تشيب سوموديفيلا/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، حيث يُتوقع أن يكون ملف غزة محور اللقاء، وسط وعود أميركية بإنهاء الحرب هناك.
- رغم التفاؤل الأميركي، أكد نتنياهو على ضرورة مواصلة الحملة العسكرية في غزة، مما يعكس تبايناً في المواقف بينه وبين ترامب، وهو تباين ليس بجديد.
- زيارة نتنياهو تأتي في ظل دعم أميركي مستمر، حيث تبقى المبادرة بيده رغم وعود ترامب بالتوصل إلى صفقة بشأن غزة.

يجتمع الرئيس الأميركي

دونالد ترامب مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، غداً الاثنين، للمرة الرابعة خلال ثمانية أشهر. ومن المتوقع أن يحظى ملف غزة بحصة هامة في هذا اللقاء، وسط تفاؤل أوحت به أجواء الأسبوع الدبلوماسي الدولي الأخير في الأمم المتحدة، الذي تميز بحضور ملحوظ للقضية الفلسطينية وبوعود أميركية "عازمة" على إنهاء حرب غزة وكلام ترامب عن حلول قريبة "يمكن التوصل إليها خلال أسبوع"، فضلاً عن وعده "بعدم السماح لإسرائيل بضم الضفة ". وعزز هذا التفاؤل ما تردد عن "ارتياح" المجموعة العربية – الإسلامية لما سمعته من الرئيس الأميركي حول هذا هذا الموضوع، خلال لقائها معه يوم الثلاثاء الماضي في نيويورك، خصوصاً أنه طرح مشروعاً من 21 بنداً يتضمن خطة لوقف الحرب وخريطة طريق لحل الدولتين.

في المقابل، شدد نتنياهو، أول أمس الجمعة، في كلمته أمام الجمعية العمومية على "ضرورة إنهاء المهمة في غزة"، أي مواصلة حملته العسكرية بما ينسف المشروع الأميركي واحتمال التوصل القريب إلى حل "في غضون أسبوع"، كما وعد ترامب. وهذه ليست المرة الأولى التي ينتهي فيها التباين بين الرجلين لصالح نتنياهو.

ففي 3 فبراير/شباط المنصرم، قام نتنياهو بأول زيارة للبيت الأبيض، بعد تولي ترامب الرئاسة، وكانت مهمته على ما بدا، آنذاك، التخريب على مفاوضات المرحلة الثانية من وقف النار الذي كانت إدارة بايدن قد حققته في أواخر أيامها. وفي مؤتمر صحافي للرجلين عقب محادثاتهما، دعا ترامب إلى وضع يد أميركا على القطاع وترحيل سكانه الفلسطينيين. نتنياهو جاء يومذاك للدفع باتجاه هذا الخيار، وكان له ما أراد بما أدى إلى انهيار اتفاق وقف النار في شهر مارس/آذار.

وبعد شهرين، في 7 إبريل/نيسان الماضي، قام نتنياهو بزيارة ثانية لواشنطن، وكان الرئيس الأميركي حينذاك قد بدأ ينأى بنفسه عن مشروع الترحيل، بعد ازدياد الاعتراضات عليه، ما أدى إلى تمايز في الموقف مع نتنياهو بشأن غزة. لكن ترامب ترك ضمناً حرية التصرف لهذا الأخير من خلال تمييع مسألة الحرب "التي ستنتهي في وقت ما ليس بالبعيد"، من دون ضغوط ولا تدخل، وبما أعطى رئيس الليكود الضوء الأخضر لمواصلة الحرب، وبالتالي إطاحة مفاوضات اطلاق النار.

ثم تكرر المشهد وأكثر في زيارة نتنياهو الثالثة، في 7 يوليو/تموز، التي قدم خلالها للرئيس ترامب كتاباً يرشحه فيه لجائزة نوبل. آنذاك كانت الإدارة تقول إن 90% من اتفاق وقف إطلاق النار أُنجِز. لكن نتنياهو سارع إلى تخريبه عبر طرحه شروطاً تعجيزية، ما أدى إلى إعلان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف انسحابه – طبعاً بالتنسيق مع إسرائيل – من مفاوضات وقف النار. وانتقل ويتكوف على الفور إلى الحديث عمّا سمّاه "المستقبل الأفضل" للفلسطينيين خارج غزة، وعن أن السعي للحصول على موافقة بلدان لاستقبالهم باعتبارهم نازحين اقترب من هدفه.

على هذه الخلفية من تماهي إدارة ترامب مع إسرائيل، تأتي زيارة نتنياهو الرابعة غداً لواشنطن. وسبق للرئيس ترامب أن قال إنه سيكون "حازماً" مع نتنياهو، لجهة مطالبته بالإسراع في التوصل إلى "صفقة في غزة". لكن الصفقة نفسها محاطة بالغموض الملغوم، حيث يتردد الحديث حيناً عن مشروع لإدارة القطاع بإشراف رئيس الحكومة البريطانية السابق طوني بلير، وفي حين آخر يعود التلميح إلى مشروع "الريفييرا" أو ما شابه، وفي كل الحالات كانت المبادرة وما زالت بيد نتنياهو.

في 2001 ضُبط نتنياهو خلسة وهو يقول إن "المناورة سهلة على الأميركيين وبما يمكّنك من المضي في الوجهة التي تريد". لكن في هذه الحرب تبين أنه لا يحتاج بالضرورة لمثل هذه المناورة ليحتفظ بالمبادرة. واشنطن لم تعاكسه مرة في حرب السنتين.

المساهمون