لقاء ميقاتي بمفتي الجمهورية: الانتخابات والرد على الشروط الخليجية

لقاء ميقاتي بمفتي الجمهورية اللبنانية: لا مقاطعة سنية للانتخابات النيابية وضرورة الرد "إيجابياً" على الشروط الخليجية

28 يناير 2022
تخوفات رغم قرار دولي بإجراء الانتخابات (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

 

أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، بعد لقاء منفرد عقده اليوم الجمعة مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في السراي الحكومي، "أننا لن ندعو إلى مقاطعة سنية للانتخابات النيابية"، مشدداً على أن "من يرغب بالترشح فليترشح، والانتخابات حاصلة في موعدها المحدد بتاريخ 15 مايو/ أيار المقبل".

ولفت ميقاتي إلى أنه "ليس المهم المشاركة الشخصية في الانتخابات أو عدمها، فالانتخابات في موعدها ونحن لدينا غنى في الطائفة وكل المؤهلات والقدرات للمشاركة في الانتخابات".

من جهته، شدد المفتي دريان على أن "دار الفتوى هي حاضنة لجميع اللبنانيين وتشكل رمز الاعتدال والانفتاح على المكونات اللبنانية كافة".

وكان تأكيد اليوم أيضاً من رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة في تصريح تلفزيوني أن لا قرار لديه بالدعوة إلى مقاطعة الانتخابات.

وكثر الحديث منذ قرار رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، يوم الاثنين الماضي، تعليق عمله السياسي وتيّاره وعدم خوضهما الانتخابات النيابية عن احتمال حصول مقاطعة سنية للاستحقاق تشبه إلى حدٍّ ما المقاطعة المسيحية عام 1992 ومن شأنها أن تؤدي إلى فقدان الميثاقية "التقليدية" في البرلمان، وربما إلى تأجيل الانتخابات ككلّ، بيد أن الموقف السياسي العام يؤكد أن الميثاقية لا تتعلق بشخص معيّن أو حزب واحد.

تخوف رغم قرار دولي بإجراء الانتخابات

ويشير الكاتب والمحلل السياسي ألان سركيس، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "عام 1992 قاطع المسيحيون بنسبة 99 في المائة الانتخابات النيابية ومعهم مكونات إسلامية أيضاً، وكان ذلك بغطاءٍ من البطريركية المارونية، ومع ذلك حصلت الانتخابات، أما الخطر فهو موجودٌ على الاستحقاق بغض النظر عن موقف الحريري، ولو أن خروجه من شأنه أن يمهد لانسحاب شخصيات سياسية أخرى".

ويشدد سركيس على أن "هناك قراراً أميركياً أوروبياً وحتى عربياً بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، ومع ذلك يبقى التخوف موجوداً دائماً من عدم انعقادها".

ويلفت إلى أنه "حتى الساعة ليس هناك قرار من جانب نادي رؤساء الحكومات السابقين بالترشح للانتخابات النيابية. الرئيس تمام سلام سبق أن أعلن عزوفه، والرئيس ميقاتي لم يحسم موقفه رسمياً بعد، والرئيس فؤاد السنيورة لم يترشح في دورة 2018 وترشحه في حال حصل يعني أن هناك إحياء لمرحلة سابقة هي المواجهة المباشرة مع حزب الله، ولكن الأرجح أن لا يحصل ذلك، فالغضب السعودي لا يقتصر فقط على سعد الحريري وجزء كبير منه يطاول نادي الرؤساء السابقين".

ويشير سركيس إلى أن "أكثر المتضررين بالسياسة اللبنانية العامة من قرار الحريري هو حزب الله، نظراً للتسويات التي عقدت منذ ما بعد عام 2008 وكلها صبت في مصلحته، أما انتخابياً وطالما لم تحصل دعوة للطائفة السنية للمقاطعة فالمستفيدون سيكونون خصوم حزب الله والمتشددين السنة ضده، وربما لوائح المجتمع المدني التي تواجه الحزب أيضاً".

تيار المستقبل

على صعيد "تيار المستقبل"، بدأ النواب يدرسون جدياً قرارهم حول الترشح بصفتهم الشخصية أو العزوف، وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإنّ العدد الأكبر من النواب المتحزبين القياديين والذين تربطهم علاقة وطيدة وتاريخية مع رئيس الوزراء المغتال رفيق الحريري ومن ثم نجله سعد لن يترشحوا باستثناء قلة لها تمثيلها على صعيد بعض المناطق بقاعاً وشمالاً، ستبحث خياراتها وتجري حساباتها قبل اتخاذ القرار.

أما النواب الذين يعدّون بمثابة حلفاء للحريري وليسوا من الحزبيين وهم أعضاء ضمن تكتله النيابي، الذي يتضمن شخصيات من طوائف مختلفة، فهم أقرب إلى الترشح.

وزير الخارجية اللبناني يؤكد تسليم الرد على المبادرة الخليجية يوم السبت

من جانبه، أكد وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب لقناة "الجزيرة" أنه تم إعداد الرد على المبادرة الخليجية من قبل رئيسي الجمهورية والحكومة، كما شدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، خلال لقاء مشترك، على أن يكون الرد "إيجابيا".

وقال وزير الخارجية اللبناني إنه سيحمل إلى الكويت رسالة رد على المبادرة، موضحا أن الرد متفق عليه من السلطة التنفيذية، وأنه تم إعداده من قبل رئيسي الجمهورية والحكومة.

وأضاف بو حبيب أنه لم يتم إطلاع "حزب الله" على الرد الذي سيسلمه للكويت، مضيفا "أنا ذاهب إلى الكويت للحوار، و(حزب الله) حزب لبناني ولا يهيمن على سياسة لبنان"، لكنه أكد أن هناك تشاورا دائما بين القيادات السياسية ومن ضمنها الحزب.

وقال بو حبيب إنه سيتم تسليم الرد إلى وزير الخارجية الكويتي السبت، وتابع "الرد يتضمن أن دول الخليج دول صديقة ونسعى لحل المشاكل معها". وأكد وزير الخارجية اللبناني أن بلاده مطمئنة إلى أنه سيكون هناك تجاوب مع الرد على المبادرة، وأنها مهتمة بأن تكون العلاقة مع دول الخليج ممتازة.

وقال أيضا "سنبدأ حوارا مع الإخوة في الكويت، لكن يهمنا استقرار لبنان ووحدة الوطن"، وشدد الوزير على أن القرارين الأمميين 1559 و1701 سيأخذان وقتا لتنفيذهما، وأن لبنان بحاجة إلى مساعدة إخوانه في الخليج والدول العربية.

لمسات أخيرة لجواب لبنان على الشروط السعودية الخليجية

وكان ميقاتي قد أطلع المفتي دريان على "الجهود التي تبذل لتوطيد علاقات لبنان مع الدول العربية وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، وكان تشديد مشترك في هذا الإطار على أهمية أن يكون الرد الرسمي اللبناني على الأفكار الخليجية إيجابياً بما يتوافق مع الثوابت الوطنية وعلاقات لبنان التاريخية مع محيطه العربي"، بحسب ما أعلن مكتب ميقاتي الإعلامي.

ويسافر وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب يوم غد السبت إلى الكويت، للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب، الأحد، حاملاً معه الجواب اللبناني الرسمي على المبادرة التي قدمها وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح للمسؤولين اللبنانيين خلال زيارته للبنان، الأسبوع الماضي، وحملت شروطاً سعودية واضحة لفك العزلة عن لبنان.

واقتصر نقاش المبادرة الكويتية، المؤلفة من 12 بنداً "أخطرها" المرتبط بالقرار 1559 الذي يمسّ سلاح "حزب الله"، على الاتصالات والمشاورات "المُعلنة" ظاهرياً بين الرؤساء ميشال عون ونجيب ميقاتي ونبيه بري من دون أن تبحث على طاولة مجلس الوزراء أو يناقشها مجلس النواب.

وتشي الأجواء السياسية المطلعة على المشاورات بأن جواب لبنان سيكون "دبلوماسيا" على صعيد التزامه بالقرارات الدولية وخصوصاً القرار 1559، في حين سيتعهد بتطبيق البنود المرتبطة بتعزيز العلاقات مع الدول العربية والخليجية، وإجراء الانتخابات النيابية بموعدها، وضبط المعابر والحدود لمكافحة عمليات تهريب المخدرات من لبنان إلى دول الخليج وغيرها.

وتبقى الأنظار موجهة إلى الموقف العربي والخليجي من الجواب اللبناني، ولا سيما إذا وضع بند القرار 1559 على طاولة الشروط، ما سيدل على أن هناك قراراً واضحاً بمواجهة "حزب الله" في الداخل والخارج وتحميله تبعات أي تصعيد محتمل.

وبتوقيت لافت جداً، يطل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يوم الاثنين في حوار خاص على قناة العالم الإيرانية، من المتوقع أن يحمل رداً سيكون الأول بشكل رسمي على المبادرة الخليجية السعودية بعد "صمت متعمد".