لقاء مرتقب بين لافروف وروبيو والكرملين يرفض تصريحات ترامب
استمع إلى الملخص
- أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن أوكرانيا يمكنها استعادة أراضيها بدعم من الاتحاد الأوروبي، وهو ما رفضه الكرملين، مؤكدًا أن التقدم الروسي البطيء جزء من استراتيجية مدروسة.
- أكد الرئيس الأوكراني زيلينسكي على أهمية دور الصين في إنهاء الحرب، وأشادت روسيا بصد هجوم بطائرات مسيرة على منشآت في فولغوغراد.
ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلا عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيجري محادثات مع نظيره الأميركي ماركو روبيو في نيويورك اليوم الأربعاء.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن لافروف سيقدم لواشنطن "معلومات حقيقية" حول الوضع في أوكرانيا. وأضاف أن التقدم التدريجي الذي تحققه روسيا في أوكرانيا ناتج عما وصفه باستراتيجية مدروسة بعناية. وذكر: "نتقدم بحذر شديد لتقليل الخسائر وعدم استنزاف قدراتنا الهجومية". ويرى محللون عسكريون غربيون أن عدم حدوث أي تقدم روسي كبير في الآونة الأخيرة يعود إلى صمود القوات الأوكرانية ومهارتها، إضافة إلى طبيعة الحرب بالطائرات المسيّرة، في ظل الإنهاك الذي أصاب الطرفين بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من الحرب.
وشددت موسكو على أنه ليس بإمكان كييف استعادة الأراضي التي سيطر عليها الجيش الروسي، بخلاف ما أكده الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء، مشددة على أنها تنوي مواصلة هجومها المستمر في أوكرانيا منذ العام 2022. وبعدما شدد ترامب لفترة طويلة على أن موسكو مهيمنة عسكرياً، غيّر الرئيس الأميركي موقفه على نحو مفاجئ الثلاثاء، معتبراً أن أوكرانيا قادرة على استعادة كل أراضيها من روسيا، "وربّما الذهاب أبعد من ذلك!".
وجاء في منشور لترامب على منصته "تروث سوشال"، عقب لقائه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "أعتقد أن أوكرانيا، بدعم من الاتحاد الأوروبي، في وضع يسمح لها بالقتال والانتصار واستعادة أوكرانيا بالكامل". وفي مواجهة هذا التغيير في الخطاب، أكد بيسكوف أنّ "فكرة أن بإمكان أوكرانيا استعادة شيء ما خاطئة من وجهة نظرنا".
ورفض الكرملين الحجج الأساسية التي استند إليها ترامب في تحوله المفاجئ في خطابه بشأن الحرب في أوكرانيا، قائلاً إنه سيقدم للولايات المتحدة "معلومات حقيقية" عما يحدث في ساحة المعركة. وأكد الكرملين أن الاقتصاد الروسي مستقر رغم بعض الصعوبات الناتجة عن العقوبات، وأن التقدم البطيء والمطرد للقوات الروسية في أوكرانيا هو جزء من استراتيجية مدروسة، مع وضع كييف وليس موسكو في موقع الدفاع.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: "بحسب ما نفهم، فإن تصريحات الرئيس ترامب جاءت بعد تواصله مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي ويبدو أنها تأثرت برؤية طرحها زيلينسكي، وهي رؤية تتناقض بشكل كبير مع فهمنا للوضع القائم حالياً". وأضاف: "تشجيع أوكرانيا بكل السبل على مواصلة القتال والقول إنها تستطيع استعادة شيء ما، هما في رأينا حجة خاطئة... الوقائع على جبهة المعركة تتحدث عن نفسها". ورغم أن روسيا واصلت التقدم في عدة مناطق، فإنها لم تحقق أي تقدم كبير في أوكرانيا منذ فترة.
وأبدى بيسكوف استياءه من وصف ترامب لروسيا بأنها "نمر من ورق". وقال لإذاعة "آر بي سي" إن روسيا ترتبط أكثر بصورة الدب وليس النمر، مشيراً إلى أن "الدببة الورقية" ليس لها وجود. ورأى بعض القوميين الروس أن تراجع ترامب المفاجئ يعد مؤشراً على تخليه عن الحرب في أوكرانيا بعد فشل محاولاته في التوصل إلى تسوية سريعة، مشيرين إلى أنه لم يتعهد لكييف بأي مساعدة أميركية إضافية بل ألقى العبء على عاتق أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. وقال كونستانتين مالوفيف، رجل الأعمال البارز وأحد المؤثرين السياسيين: "نعم، لقد أعلن ترامب للعالم فجأة عن حبه لأوكرانيا".
وأضاف: "لكن الأمر الأساسي... هو أن الولايات المتحدة تتخلى عن القضية. والاتحاد الأوروبي سيتحمل كل التكاليف. وبعبارة أبسط: أرسل ترامب أوكرانيا للقتال ضد روسيا إلى جانب أوروبا، بينما تشتري الأسلحة من الولايات المتحدة".
زيلينسكي يشيد بموقف ترامب
في المقابل، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء بـ"تحوّل كبير" في موقف نظيره الأميركي دونالد ترامب، بعدما قال الأخير إن كييف قادرة على استعادة كل الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية. وقال زيلينسكي إن "هذا المنشور لترامب يمثل تحوّلاً كبيراً"، واعتبر الرئيس الأوكراني أن ترامب "يتفهم الوضع بشكل واضح وهو مطّلع بشكل جيد على كل نواحي هذه الحرب".
وقال الرئيس الأوكراني في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتّحدة الثلاثاء إن بإمكان الصين، في حال رغبت، إجبار روسيا على إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأضاف "بدون الصين، روسيا بوتين لا قيمة لها. ومع ذلك، غالبا ما تلزم الصين الصمت وتنأى بنفسها بدل العمل من أجل السلام". وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضاً، قال نائب مندوب الصين لدى الأمم المتحدة جينغ شوانغ، إنه "منذ اليوم الأول للأزمة، حافظت الصين على موقف موضوعي وغير منحاز، داعية إلى وقف الأعمال القتالية ومدافعة عن محادثات السلام بهدف التوصل إلى حل سياسي".
وأشاد زيلينسكي بالدعم الأميركي لبلاده، مؤكدا أن كييف "وافقت على جميع مقترحات الرئيس الأميركي لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات مع روسيا لإرساء السلام". وأضاف "نعتمد على تحركات أميركا لدفع روسيا نحو السلام. موسكو تخشى أميركا وتنصت إلى ما تقوله".
على الصعيد الميداني، قال حاكم منطقة فولغوغراد الروسية أندريه بوشاروف اليوم الأربعاء إن وحدات الدفاع الجوي صدت هجوما "ضخما" بطائرات مسيرة على منشآت بنية تحتية للوقود والطاقة بالمنطقة. وأضاف أن البيانات الأولية تشير إلى عدم وقوع إصابات. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت ودمرت 70 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق مناطق روسية خلال الليل.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)