لقاء عباس وعبدالله الثاني بعمان: رفض لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة

05 فبراير 2025
من لقاء ملك الأردن والرئيس الفلسطيني في عمان، 5 فبراير 2025 (بترا)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد العاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس على أهمية تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وضرورة وقف الاستيطان ورفض تهجير الفلسطينيين.
- ثمن عباس دعم الأردن ومصر لتحقيق السلام وفق قرارات الشرعية الدولية، مشيراً إلى أهمية دور الأردن في دعم وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات لغزة.
- أجرى العاهل الأردني اتصالات مع قادة دولية للتأكيد على وقف الاستيطان ودعم الشعب الفلسطيني، وأدان حزب جبهة العمل الإسلامي تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين.

الزيارة ستستمر ثلاث ساعات للتشاور حول تصريحات ترامب بشأن غزة

عبر عباس عن رفضه الشديد لدعوة  ترامب إلى الاستيلاء على قطاع غزة

يرافق عباس أمين سر منظمة التحرير حسين الشيخ ومستشاره مجدي الخالدي

أكد العاهل الأردني عبد الله الثاني لدى استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة عمّان، اليوم الأربعاء، ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حلّ الدولتين، بما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد ملك الأردن، بحسب الموقع الرسمي للديوان الملكي، ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، مشدداً على ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم. وأكد وقوف الأردن الكامل مع الأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة. ولفت إلى تنسيق الأردن الوثيق مع الأشقاء والأصدقاء في التعامل مع قضايا المنطقة والتوصل إلى تهدئة شاملة في الإقليم. وجدد العاهل الأردني تأكيد ضرورة استدامة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتكثيف الجهود الدولية لمضاعفة المساعدات الإنسانية وضمان وصولها إلى جميع مناطق القطاع. وحث المجتمع الدولي على ممارسة دور أكثر فعالية بهدف وقف التصعيد في الضفة الغربية والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

بدوره، ثمن عباس، خلال اللقاء، مواقف مصر والأردن الرافضة لمبدأ التهجير ودعم تحقيق السلام العادل وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لتجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأكد أهمية المساهمة الفاعلة للأردن في دعم وقف إطلاق نار مستدام، مشيداً بجهود المملكة المستمرة في تأمين تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزّة، بما يسهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة. وثمن عباس مواقف مصر والأردن الرافضة لمبدأ التهجير ودعم تحقيق السلام العادل وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لتجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال عباس: "أكدنا التزامنا بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية كطريق أساس لحل القضية الفلسطينية وصولا لإنهاء الاحتلال وتجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967". وأضاف: "جددنا رفضنا الكامل لأي دعوات أو مخططات تهدف لتهجير الشعب الفلسطيني من أرض وطنه، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية أو القدس الشرقية عاصمتنا الأبدية، والتي تخالف وتنتهك قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي".

وشدد الرئيس الفلسطيني على أن قطاع غزة جزء أصيل لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين، والتي هي صاحبة الولاية السياسية والقانونية عليه كباقي الأرض الفلسطينية. وقال عباس: "لقد وضعنا الخطط اللازمة للمباشرة بتقديم الخدمات الأساسية لعودة أبناء شعبنا إلى أماكن سكناهم، تمهيدا لإعادة الإعمار بمساهمة الأشقاء والأصدقاء في العالم".

وأكد عباس أن الاولوية هي لتثبيت وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات وانسحاب قوات الاحتلال بالكامل وتولي السلطة الفلسطينية مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة، ووقف جميع الأعمال الأحادية ووقف الاستيطان، ومحاولات ضم الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية تحت الوصاية الهاشمية.

وحضر اللقاء من الجانب الفلسطيني: أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى الأردن عطا الله خيري، ومن الجانب الأردني ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ونائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية أيمن الصفدي، ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني.

وكان "العربي الجديد"، أشار في وقت سابق من اليوم الأربعاء، إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ ومستشار الرئيس مجدي الخالدي، سيزورون بعد ظهر اليوم، الأردن، للقاء الملك عبد الله الثاني، للتشاور حول تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وحسب المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن الزيارة ستستمر ثلاث ساعات ويعودون بعدها إلى رام الله.

وكان عباس قد عبّر عن رفضه الشديد لدعوة  ترامب إلى الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم. وقال: "لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقوداً طويلة.. هذه الدعوات تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "وفا".

وأضاف عباس أن مواطني بلاده لن يتنازلوا عن أرضهم وحقوقهم ومقدساته، "وأن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة، منذ عام 1967". وأكد أن الحقوق الفلسطينية المشروعة غير قابلة للتفاوض، "ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني المؤتمنة على ثوابته، وهي صاحبة القرار الفلسطيني المستقل، ولا يحق لأحد اتخاذ قرارات بشأن مستقبل الشعب الفلسطيني نيابة عنها".

وجدد عباس تقديره "للمواقف العربية الثابتة والراسخة ضد التهجير والضم، والتمسك بتجسيد الدولة الفلسطينية كمتطلب أساس لتحقيق السلام في المنطقة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية". وأشاد بمواقف مصر والأردن الرافضة للتهجير والمساس بالحقوق الفلسطينية المشروعة؛ وكذلك بموقف السعودية الرافض للاستيطان والضم والتهجير والتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وطالب عباس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومجلس الأمن الدولي "بتحمل مسؤولياتهما والتحرك العاجل من أجل حماية قرارات الشرعية الدولية المجمع عليها، وحماية الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه غير القابلة للتصرف".

العاهل الأردني يبحث التطورات مع أمير قطر: تثبيت الفلسطينيين على أرضهم

كما بحث العاهل الأردني مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال اتصال هاتفي الأربعاء، التطورات الراهنة، خصوصاً في غزة والضفة الغربية وسورية. وأكد العاهل الأردني، بحسب الديوان الملكي، ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، مشدداً على ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم. وشدد على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني، وتكثيف الجهود العربية والدولية لضمان استدامة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالإضافة إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية في القطاع.

اتصال بين عبد الله الثاني وبن سلمان: أوضاع خطيرة في غزة

على صعيد متصل، بحث العاهل الأردني وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال اتصال هاتفي، الأربعاء، التطورات في المنطقة، ولا سيما الأوضاع الخطيرة في غزة. وبحسب الموقع الرسمي للديوان الملكي، أكد عبد الله الثاني "ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية". ودعا إلى "تكثيف الجهود عربياً ودولياً لدعم الشعب الفلسطيني في نيل كامل حقوقه المشروعة وتثبيته على أرضه، وضمان استدامة وقف إطلاق النار في غزة".

وجاء لقاء العاهل الأردني وعباس، واتصالاته بأمير قطر وولي العهد السعودي، في أعقاب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، والتي قال فيها إنّ الولايات المتحدة "ستسيطر على غزة وتمتلكها". وأضاف: "زعيما مصر والأردن سيقدمان الأرض اللازمة لخطتي الخاصة بالفلسطينيين"، وذلك في إشارة إلى تصريحاته السابقة حول تهجير سكان القطاع إلى مصر والأردن.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في ختام محادثات بينهما في البيت الأبيض، أن "الولايات المتحدة سوف تتولى السيطرة على قطاع غزة وسنقوم بعمل هناك أيضاً. سوف نمتلكها. وسنكون مسؤولين عن تفكيك كل القنابل غير المنفجرة والأسلحة الأخرى الخطيرة في هذا الموقع". وأضاف: "سنسوي الموقع بالأرض ونوجد تنمية اقتصادية"، مشيراً إلى أن بلاده تتطلع إلى ملكية طويلة الأمد لقطاع غزة، وقال إنّ من شأن ذلك أن يخلق "آلاف الوظائف".

أكبر حزب معارض في الأردن يدين تصريحات ترامب

من جهة أخرى، أدان حزب جبهة العمل الإسلامي، أكبر الأحزاب المعارضة في الأردن، تصريحات ترامب الخطيرة ومخطط تهجير الشعب الفلسطيني في غزة إلى عدة دول من بينها الأردن ومصر، والقضاء على المقاومة وفرض سيطرة أميركية عليه تحت غطاء إعادة الإعمار مما يشكل جريمة تطهير عرقي للشعب الفلسطيني، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ هذه الأحلام وكل مؤامرات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية ستتحطم على صخرة صمود الفلسطينيين.

وأكد الحزب في بيان صادر عنه اليوم الأربعاء، أن الشعب الفلسطيني الذي قدم أكثر من 61 ألف شهيد و 110 آلاف جريح في معركة طوفان الأقصى وسطر ملاحم التضحية والصمود على أرضه رغم حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال على مدى 471 يوماً بشراكة ودعم أميركي عسكري ومالي وسياسي مباشر فشل فيها في تحقيق أهدافه.

وأكد الحزب دعمه للموقف الرسمي الأردني الرافض لمخطط تهجير الشعب الفلسطيني ودعم خيارات التصدي والمواجهة لهذا الخطر الوجودي، مشدداً على ضرورة البدء بإجراءات عملية تتناسب مع حجم هذا التهديد الخطير وبناء استراتيجية وطنية تشارك فيها القوى الوطنية والمجتمعية بمختلف أطيافها، والاستناد إلى الإرداة الشعبية التي تشكل عنصر القوة الرئيس في وجه تهديدات المشروع الصهيوني التوسعي، مع ضرورة التعبئة الداخلية عسكرياً ومجتمعياً ليكون الشعب الأردني كتفاً إلى كتف مع الجيش الأردني في الدفاع عن الوطن وسيادته.

عبدالله الثاني يبحث مع بن سلمان وبن زايد وغوتيريس أوضاع غزة

إلى ذلك، بحث العاهل الأردني عبدالله الثاني، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال اتصال هاتفي، اليوم الأربعاء التطورات في المنطقة، لا سيما الأوضاع الخطيرة في غزة. وبحسب الموقع الرسمي للديوان الملكي الأردني، أكد عبدالله الثاني، خلال الاتصال، ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. ودعا إلى تكثيف الجهود عربيا ودوليا لدعم الشعب الفلسطيني في نيل كامل حقوقه المشروعة وتثبيته على أرضه، وضمان استدامة وقف إطلاق النار في غزة.

كذلك، أكد ملك الأردن خلال اتصال هاتفي، اليوم الأربعاء، مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ضرورة مواصلة التنسيق العربي للتعامل بفاعلية مع قضايا المنطقة، خاصة التطورات الخطيرة في غزة والضفة الغربية، منبها من خطورة محاولات تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، ولفت إلى أن أي حل لن يكون على حساب أمن واستقرار الأردن والمنطقة. وأكد  الجانبان حرصهما على مواصلة التشاور وتبادل وجهات النظر، خاصة في ظل التطورات التي تمر بها المنطقة.

وفي سياق متصل، شدد عبدالله الثاني خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الأربعاء، على ضرورة دعم المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني في نيل كامل حقوقه المشروعة، وضرورة تكثيف الجهود الأممية لدعم الشعب الفلسطيني وتثبيته على أرضه، ووقف إجراءات الاستيطان. وبحث الاتصال ضرورة استدامة وقف إطلاق النار في غزة، وسبل تعزيز الاستجابة الإنسانية وضمان وصول المساعدات الكافية.