لقاء ترامب وستارمر: "خلاف" بشأن نية بريطانيا الاعتراف بفلسطين

18 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 19:00 (توقيت القدس)
ترامب خلال مؤتمر صحافي مع ستارمر في شيكرز، 18 سبتمبر 2025 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد كير ستارمر ودونالد ترامب على أهمية خريطة طريق للسلام بين إسرائيل وفلسطين، مع اختلافهما حول الاعتراف بفلسطين كدولة. شدد ستارمر على عدم مشاركة حماس في أي حكومة فلسطينية مستقبلية، بينما أشار ترامب إلى تعقيد الوضع بين إسرائيل وغزة.

- أعرب ترامب عن خيبة أمله من فلاديمير بوتين لعدم تعاونه في إنهاء الحرب في أوكرانيا، ودعا ستارمر إلى تكثيف الضغط على بوتين لوقف الحرب.

- احتفل ترامب وستارمر بإطلاق حزمة استثمارية أميركية في بريطانيا بقيمة 150 مليار جنيه إسترليني، ووقعا اتفاقاً لتعزيز التعاون التكنولوجي في الذكاء الاصطناعي والطاقة النووية.

ستارمر: الوضع في غزة لا يحتمل

ترامب: إسرائيل وغزة مسألة معقدة لكننا سنتعامل معها

أعرب ترامب عن "خيبة أمل كبرى" من بوتين

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

، اليوم الخميس، إنه والرئيس الأميركي دونالد ترامب "متفقان تماماً" على الحاجة إلى خريطة طريق للسلام بين إسرائيل وفلسطين، لكن الرئيس الأميركي قال إنه مختلف مع ستارمر بشأن اعتراف الدول بفلسطين دولةً. وذكر ستارمر للصحافيين بعد أن عقد اجتماعاً ثنائياً مع ترامب "نحن متفقان تماماً على الحاجة إلى السلام وخريطة طريق، لأن الوضع في غزة لا يحتمل". ورداً على سؤال حول اعتراف الدول بالدولة الفلسطينية، أجاب الرئيس الأميركي "أختلف مع رئيس الوزراء في هذا الشأن، وهو أحد خلافاتنا القليلة في الواقع". وقال الرئيس الأميركي إنّ "إسرائيل وغزة مسألة معقدة لكننا سنتعامل معها"، مضيفاً "أريد إطلاق سراح الرهائن الآن". وعاد ستارمر ليشدد على أنّ "توقيت اعتراف بريطانيا بدولة فلسطينية لا علاقة له بزيارة ترامب"، مضيفاً أنه "ينبغي ألا تشارك حماس في أي حكومة فلسطينية مستقبلية".

من جهة أخرى، أعرب الرئيس الأميركي عن خيبة أمل كبرى من نظيره الروسي فلاديمير بوتين

لعدم تجاوبه مع مساعيه لوقف الحرب في أوكرانيا. وقال ترامب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ستارمر إنه اعتقد أنّ الحرب في أوكرانيا ستكون "أسهل" نزاع يوضع حد له "بسبب علاقتي بالرئيس بوتين، لكنه خذلني. لقد خذلني حقاً". من جهته رأى ستارمر أنه ينبغي "تكثيف الضغط" على بوتين ليوقف الحرب في أوكرانيا. وقال "علينا ممارسة ضغط إضافي على بوتين (...) علينا تكثيف هذا الضغط"، معتبراً أن سلوك الرئيس الروسي ليس سلوك "شخص يريد السلام".

وبعد يوم حافل بالمراسم الرسمية والاحتفالات التي استقل فيها ترامب عربة ملكية برفقة ملك بريطانيا الملك تشارلز وشارك في مأدبة رسمية، احتفل ترامب وستارمر بإزاحة الستار عن حزمة استثمارية أميركية في بريطانيا تبلغ قيمتها 150 مليار جنيه إسترليني (205 مليارات دولار). ووقّع الزعيمان اتفاقاً لتعزيز التعاون التكنولوجي بين بلديهما في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة النووية. وقال ترامب خلال فعالية أقيمت في تشيكرز المقر الريفي لرئيس الوزراء البريطاني إن هذا الاتفاق "سيسمح بتعزيز التعاون بين السلطات العامة والأوساط الجامعية والقطاع الخاص في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي".

وستضفي هذه الصفقات، التي تتناول مجالات مثل التكنولوجيا والطاقة وعلوم الحياة، زخماً جديداً على ما يعرف "بالعلاقة الخاصة" بين البلدين، وهي العلاقة التي حرص ستارمر على تعزيزها منذ تولي ترامب منصبه في يناير/ كانون الثاني. وتحدث ترامب، إلى جانب الملك تشارلز في قلعة وندسور، وهي أقدم وأكبر قلعة مأهولة في العالم، واصفاً زيارته بأنها "حقاً واحدة من أرفع التكريمات في حياتي". ويأمل ستارمر أن يستمر هذا الشعور الإيجابي اليوم الخميس وأن يمنع الرئيس الأميركي من الخوض في مواضيع أكثر حساسية مثل قوانين السلامة على الإنترنت في بريطانيا.

وانتقد ترامب بعض الدول الأوروبية على خلفية قرارها الاعتراف بدولة فلسطينية، واصفاً ذلك بأنه "مكافأة لحماس" على حد زعمه، ومع ذلك قال للصحافيين إنه لا يمانع في أن "يتخذ ستارمر موقفاً". وقالت إيفي أسبينال مديرة مؤسسة (مجموعة السياسة الخارجية البريطانية) للأبحاث "من المرجح أن تشكل هاتان المنطقتان الجيوسياسيتان نقطتي خلاف في المحادثات. ستكون هناك لحظات محرجة خلال تلك المحادثات".

يذكر أنّ ستارمر كان قد صرّح في 29 يوليو/ تموز الماضي، بأنّ المملكة المتحدة ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر/ أيلول، ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة وحل الدولتين. وقال إنه "نظراً إلى الوضع المتدهور على نحوٍ متزايد في غزة، وتضاؤل احتمالات عملية السلام نحو حل الدولتين، فقد حان الوقت الآن للمضي قدماً في هذا الموقف"، وتابع أنّ "المملكة المتحدة ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع في غزة، والتوصل إلى وقف إطلاق النار، وتوضيح أنه لن يكون هناك ضمّ في الضفة الغربية، والالتزام بعملية سلام طويلة الأمد تؤدي إلى حل الدولتين"، وهي الأمور التي لم تنفذها إسرائيل حتى الآن.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون