لقاء تحضيري في درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري.. هذه أبرز المطالب
استمع إلى الملخص
- تناولت التوصيات تأسيس نقابة للمرأة لحماية حقوقها، وانتقد المشاركون طريقة اختيار الحضور، مطالبين باختيار ممثلين بناءً على الكفاءة والاختصاص، مع التحضير الجيد للقاءات.
- اجتمع ممثلو الحسكة في دمشق بسبب الأوضاع الأمنية، مطالبين بتحرير المحافظة، بينما استنكر المجلس الوطني الكردي تغييب الحركة الكردية عن الحوار الوطني.
أوصى المشاركون في اللقاء التحضيري للمؤتمر الوطني الذي عقد يوم أمس في محافظة درعا، جنوبي سورية، بإنشاء جمعية أو هيئة تتبع لمنظمة حقوقية للإشراف على السجون السورية والمحاكمات ومراقبة الأعمال والتصرفات الصادرة عن المؤسسات العسكرية والأمنية والانتهاكات التي قد تحدث من جانبها، وذلك لضمان الحقوق العامة والشخصية للسجناء، وحق المحاكمات العادلة، ومنعاً لتكرار المآسي في زمن نظام بشار الأسد.
وما بين التوصيات المطلبية المرتبطة بالواقع الاقتصادي والمعيشي، وبين المقترحات التي حددتها اللجنة التحضيرية للحوار الوطني السوري، طالب المشاركون في لقاء درعا بتحديد زمن ولاية الرئيس السوري، وفق الإعلان الدستوري، أو الدستور المقبل للبلاد، وعدد المرات التي يحق للرئيس إعادة ترشيح نفسه. كما طالب الحضور بتشكيل محاكم جنائية في كل المحافظات من أجل محاسبة مرتكبي الجرائم خلال سنوات الثورة ومن كل الأطراف، معتبرين أن المحاسبة جزء من العدالة الانتقالية والمقدمة الضرورية ليعم السلم الأهلي في سورية.
وتحدثت إحدى المشاركات عن تأسيس نقابة للمرأة تهتم بشؤونها وتحافظ على حقوقها وتساهم في تمكينها لتأخذ دورها في المجتمع، بعيداً عن التعنيف الأسري والتمييز الجنسي. وكان العديد من المشاركين وغيرهم قد انتقدوا طريقة اختيار الحضور في اللقاءات التي جرت أمس في محافظتي درعا والسويداء، معتبرين أن هذا الاختيار قام على المحاصصة بين الوجهاء ورجال الدين وبعض الناشطين في العمل المدني والسياسي. وطالب أحد المحامين أن يجري اختيار الممثلين في المؤتمر الوطني السوري، بناء على الاختصاص والكفاءة، بعيداً عما وصفه بـ"الحالة الشعبوية التي شهدتها معظم اللقاءات حتى الآن".
وقال في حديثه لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، إنه من الطبيعي أن يجمع اللقاء أطيافاً مختلفة من الشعب السوري، وأن يتحدث البعض عن المعاناة المعيشية، وعن سوء الخدمات، وهذا هو وجع كل السوريين، وهي الفرصة الأولى منذ عقود للتحدث والمطالبة بحرية وأمام وسائل الإعلام وممثلين معينين من قبل الدولة، ولكن ما لم يجر التحضير له وفي جميع المحافظات هو التعريف الصحيح عن ماهية اللقاء وأهدافه وبرنامج العمل والحوار، وأيضاً طريقة انتقاء الحضور المشارك.
واعتبر أن هذا يخلق مخاوف حول كيفية انتقاء ممثلين في المؤتمر الوطني المقرر في دمشق، حيث يتساءل الكثيرون عمّن يمثل كل محافظة، رغم أن معظم التوصيات ومن جميع المحافظات، تلتقي حول تحقيق العدالة الانتقالية، وبناء الدستور، وإصلاح مؤسسات الدولة والحريات العامة والشخصية، إضافة لدور منظمات المجتمع المدني والنظام الاقتصادي الجديد.
ممثلو الحسكة يجتمعون في دمشق
وفي سياق هذه اللقاءات، اجتمع في دمشق اليوم ممثلون عن محافظة الحسكة بعدما تعذّر على اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الذهاب للحسكة، بسبب الأوضاع الأمنية وسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على معظم المحافظة. وتركزت توصيات الحضور على تحرير المحافظة، وضبط الأمن، وإعادة الأمان إليها، حيث ينظر الحضور إلى محافظتهم على أنها ما زالت مخطوفة من قوى الأمر الواقع، وتطالب الدولة بإنهاء هذا الوضع بطريقة أو بأخرى، وبسط سيطرتها على كامل التراب السوري.
وكان عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني، حسن الدغيم، قد أكد في حديث صحافي أنه لم يجر دعوة ممثلين عن فصائل عسكرية أو أجنحتها السياسية الداعية للانفصال إلى لقاءات اللجنة التحضيرية في المحافظات، مشيراً إلى أن "قسد" ما زالت جهة عسكرية تسيطر على بعض المحافظات السورية وخارج نطاق الدولة، ولا يمكن دعوتها للحوار، ضمن هذا المعطى.
من جانبه، أصدر المجلس الوطني الكردي بياناً استنكر فيه تغييب الحركة الكردية في الحسكة عن الحوار الوطني السوري، معتبراً أن هذا التغييب "يخل بمبدأ الشراكة الوطنية وتجاهلاً لدور مكون رئيسي من الشعب السوري عانى من سياسات التمييز والإقصاء لعقود، وحرم من حقوقه المشروعة". وأكد البيان أن أي حوار وطني يُعنى بمستقبل سورية، لا يمكن أن يكون جاداً أو مثمراً ما لم يضمن مشاركة فعلية لمختلف المكونات، وفي مقدمتها الشعب الكردي، وفق البيان.