لقاء السيسي وسانشيز في مدريد: رفض تهجير الفلسطينيين من غزة

19 فبراير 2025
السيسي يصافح سانشيز عقب توقيع اتفاقيات ثنائية في مدريد، 19 فبراير 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز على أهمية الأزمات الإقليمية، مع التركيز على الحرب في غزة ومستقبل القضية الفلسطينية، مشددين على ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى.

- أشاد سانشيز بجهود مصر لتحقيق وقف إطلاق النار ورفض التهجير القسري للفلسطينيين، معربًا عن دعم إسبانيا للقمة العربية في القاهرة ومؤتمر قمة السلام في نيويورك، وأهمية التعاون الأوروبي العربي.

- أعلن السيسي عن توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين مصر وإسبانيا، مؤكدًا على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والنقل والاتصالات، مع رغبة الشركات الإسبانية في المشاركة بالمشاريع الاستراتيجية في مصر.

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز في مدريد، اليوم الأربعاء، أن الأزمات الإقليمية كانت محورًا مهمًّا في المباحثات بين الجانبين، مشيرًا إلى أن تطورات الحرب في قطاع غزة ومستقبل القضية الفلسطينية تصدرت النقاشات.

وقال الرئيس السيسي: "أكدنا في هذا السياق، على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار تبادل الرهائن والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية اللازمة، لإنقاذ أهالي غزة من الأوضاع المأساوية التي يعانون منها". وأضاف: "واسمحوا لي من هذا المنبر، أن أشيد بقرار إسبانيا الشجاع والتاريخي، الذي انحاز إلى الحق والعدل، عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير".

وشدد السيسي على ضرورة السعي والدفع لإحياء عملية السلام، بهدف إقامة دولة فلسطينية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، مؤكدًا أهمية دعم المجتمع الدولي لخطة إعادة إعمار قطاع غزة من "دون تهجير الشعب الفلسطيني، وأكرر دون تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التي يتمسك بها، ووطنه الذي لا يقبل التفريط فيه"، بما يضمن البدء الفوري في عمليات الإغاثة والتعافي المبكر. كما دعا إلى دعم المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني بالقطاع، وفي مقدمتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي لا يمكن الاستغناء عنها في تقديم الخدمات الإنسانية الأساسية للشعب الفلسطيني.

سانشيز: "نرفض بشدة تهجير الفلسطينيين من غزة"

من جانبه، أكد رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز موقف بلاده الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين، مشددًا على أن "غزة للفلسطينيين ومستقبلها فلسطيني"، واصفًا طرد الفلسطينيين من القطاع بأنه "عمل غير أخلاقي يتعارض مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وسيكون سببًا مزعزعًا للاستقرار على الصعيد الإقليمي والدولي". كما أشاد سانشيز بالجهود المصرية المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وللتحقق من تطبيق الاتفاق، مؤكدًا "أن الوقت قد حان للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي يجب أن تشمل تحرير كل الرهائن ووصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كثيف".

وأعرب رئيس وزراء إسبانيا عن دعم بلاده للقمة العربية المرتقبة في القاهرة في 4 مارس/آذار المقبل، قائلًا: "نؤيد المقترح الذي ستخرج به القمة العربية لإعادة إعمار غزة"، مشيرًا إلى أن إسبانيا لديها جنود في البعثة الأوروبية لمراقبة معبر رفح، كما تدعم مؤتمر قمة السلام المزمع انعقاده في نيويورك في يونيو/حزيران المقبل، مشددًا على أهمية الحوار الأوروبي العربي في هذا الشأن. وأشار سانشيز إلى أن العالم يمر "بظروف غامضة ومرتبكة"، مما يجعل التعاون بين الشركاء أكثر أهمية، مؤكدًا أن "مصر وإسبانيا تستطيعان من خلال الشراكة الاستراتيجية بينهما فتح مرحلة جديدة حافلة بالإمكانات لبناء علاقات أمتن من أجل مزيد من الازدهار والرخاء للشعبين".

تعزيز العلاقات الثنائية: توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية

وأوضح الرئيس المصري أن زيارته الثانية إلى مدريد تعكس "الرغبة الصادقة في تعزيز العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين، والتعاون المثمر بينهما، على أساس مشترك من الاحترام والتفاهم المتبادلين". وكشف السيسي عن توقيع وثيقة "لترفيع العلاقات المصرية الإسبانية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية"، مؤكدًا تطلع القاهرة إلى تطبيقها بشكل فعال "جنبًا إلى جنب، مع جميع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المبرمة بيننا، بهدف تعميق التعاون الاقتصادي والاستثماري، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وهي الأمور التي حظيت بأهمية كبيرة خلال مباحثاتنا اليوم".

وفي السياق ذاته، أكد سانشيز أن "اليوم مهم جدًا لأن إسبانيا ومصر قررتا رفع العلاقات الثنائية إلى مرتبة شراكة استراتيجية، ومن ثم يكون لدينا الإطار السياسي الذي يستحقه هذا التعاون".

كما شدد السيسي على ضرورة "تعزيز وجود الاستثمارات الإسبانية، والبناء على قصص نجاح الشركات الإسبانية العاملة في مصر"، فضلًا عن تكثيف التعاون في توطين الصناعة بمصر في مجالات الطاقة المتجددة والنقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في إدارة وتنمية الموارد المائية، في ظل ما تمثله مسألة الأمن المائي من أهمية بالغة لمصر".

وفي هذا الصدد، أشار رئيس الوزراء الإسباني إلى أن "شركات إسبانية كثيرة ترغب في المشاركة بالمشاريع الاستراتيجية التي تطلقها حكومة مصر، وهناك إمكانيات كبيرة لتعزيز هذا الحضور، مؤكدًا أن منتدى الأعمال الذي سيُعقد هذا المساء سيكون فرصة لاكتشاف المزيد من الفرص الاستثمارية".

كما أكد سانشيز أن "مصر من البلدان الرئيسية التي تتلقى تمويلًا رسميًّا من أجل التنمية، ولا سيما في قطاع السكك الحديدية، من خلال صندوق تدويل الأعمال والوكالة الإسبانية لائتمان قروض التصدير". وأعرب عن طموحه لتعميق وتعزيز التعاون بين البلدين في "مجالات استراتيجية مثل الطاقات المتجددة وإدارة المياه والأمن والدفاع"، مضيفًا أن لدى البلدين "مستقبلًا واعدًا.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

دعوة لتعزيز العلاقات بين القاهرة ومدريد

وفي ختام المؤتمر، توجه السيسي بالشكر إلى رئيس الوزراء الإسباني على دعوته لزيارة مدريد، معربًا عن تطلعه إلى "الترحيب بكم وبجلالة الملك وجلالة الملكة في مصر، وكذا للمشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، وهي الزيارات التي سوف تسهم بالقطع، في تعميق علاقات التعاون، وترسيخ أواصر الصداقة التاريخية الممتدة، التي تجمع بلدينا وشعبينا الصديقين".

المساهمون