لقاءات وتغريدات السفيرة الأميركية في بغداد تحرج "الإطار التنسيقي"

لقاءات وتغريدات السفيرة الأميركية في بغداد تحرج "الإطار التنسيقي": لا تعليقات

02 مارس 2023
كثّفت السفيرة الأميركية لقاءاتها بالمسؤولين العراقيين (Getty)
+ الخط -

يعترض نواب وأعضاء في تحالف "الإطار التنسيقي"، الذي يضم قوى عراقية حليفة لإيران، على أنشطة وتحركات السفيرة الأميركية الأميركية في بغداد ألينا رومانوسكي، خاصة في ما يتعلق بجولات السفيرة الميدانية وزيارتها المسؤولين المحليين في المدن والمحافظات والعاصمة بغداد، معتبرين أن تلك الأنشطة تدخل في الشأن العراقي وانتهاك لسيادة البلد، مطالبين بمنعها.

وبدا واضحاً أن تحالف "الإطار التنسيقي" أتاح لنوابه انتقاد تلك الحركات من دون أن يصدر أي تصريح أو موقف لقيادات الصف الأول فيه، مثل نوري المالكي وهادي العامري وعمار الحكيم وقيس الخزعلي، في إشارة يُفهم منها أنها محاولة من التحالف للتخلص من الانتقادات والنقد اللاذع الذي يتعرض له التحالف، خاصة من جمهور التيار الصدري والقوى المدنية، في ما يتعلق بالنشاط الأميركي الواضح خلال ولاية حكومة محمد شياع السوداني، التي شكلها تحالف "الإطار التنسيقي" نهاية أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي. 

وخلال الفترة الأخيرة، كثّفت السفيرة لقاءاتها بالمسؤولين العراقيين، إذ التقت برئيس الوزراء، ورئيس الجمهورية، ورئيس البرلمان، ومن ثم نائب رئيس البرلمان، ومستشار الأمن الوطني العراقي، ووزير الخارجية، ووزيرة الهجرة، ووزيرة البيئة، ووزير الثقافة، ووزير النفط، ووزير التخطيط، ووزير العدل، ووزير الكهرباء، ووزيرة المالية، ومحافظ البنك المركزي، ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، وزعيم تحالف النصر حيدر العبادي، ، فضلاً عن تكرار لقاءاتها مرات عدة مع عدد من المسؤولين.   

وأحرجت السفيرة قيادات "الإطار" بسبب نشرها، على صفحتها على تويتر، جميع تلك اللقاءات التي أجرتها، كاشفة عن فحوى كل زيارة من تلك الزيارات، والتي منها بحثها مع النائب الأول لرئيس البرلمان محسن المندلاوي أجندة الفصل التشريعي للبرلمان، والقوانين المهمة، ومنها الموازنة، وقانون الانتخابات، وغيرها، وهو ما أثار قلق "الإطار التنسيقي".

وعبّر محمود الحياني، عضو كتلة "الفتح" بزعامة هادي العامري، عن رفضه تلك الزيارات، وعدّها تدخلا في الشأن العراقي، وقال في تصريح صحافي: "يجب اتباع الدستور والقانون عند لقاء جميع السفراء الموجودين في العراق"، معتبراً أن "جميع تدخلات السفيرة الأميركية في الأمور الداخلية لشؤون الحكومة مرفوضة جملة وتفصيلاً".

وشدد على أن "التحركات الأخيرة واللقاءات هي بمثابة ارتجال من بعض الشخصيات السياسية مع السفارة الأميركية لدى العراق"، مؤكداً أن "هنالك رفضاً واضحاً للوجود العسكري الأميركي في البلد من جميع القوى السياسية".

من جانبه، دعا النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، محمد الصيهود، اليوم الخميس، الحكومة لأن "يكون لها موقف من هذه التحركات التي تمثل تدخلاً سافراً في العراق".

أما رئيس كتلة حقوق البرلمانية، الجناح السياسي لمليشيا "كتائب حزب الله" العراقية، النائب سعود الساعدي، فقد قدم طلباً إلى وزير الخارجية فؤاد حسين بتقديم مذكرة احتجاج للسفارة الأميركية لمنع تدخلات السفيرة في الشؤون الداخلية التشريعية والتنفيذية، مشدداً على "رفض انتهاك السيادة العراقية واحترام الدستور العراقي وأحكام المواثيق الدولية والأممية".

واعتبر النائب عن كتلة "صادقون"، الجناح السياسي لمليشيا "عصائب أهل الحق"، أحمد الكناني، اللقاءات "انتهاكاً استفزازياً"، مؤكداً، في تغريدة له، أن ما تفعله السفيرة في العراق ليس ضمن واجبها، ولا اختصاصها أن تتدخل في أجندة البرلمان، ولا شأن لها بالتشريعات مهما كانت أهميتها". وشدد على أن "العتب كله يقع على عاتق النائب الأول لرئيس البرلمان محسن المندلاوي، لقبوله بهذا التعدي على سيادة العراق!". 

ولم ينتقد السياسي العراقي، صادق الموسوي، الزيارات بقدر ما انتقد تغريدات السفيرة ونشرها ما تباحثت به مع المسؤولين، وقال: "رسالة إلى السفيرة الأميركية: تغريداتك وزيارتك للمسؤولين ونشر ما تم التباحث معهم ليس من مصلحتك ولا من مصلحة الولايات المتحدة.. كل هذا يدفع العراقيين إلى الكره والحقد عليكم"، مشدداً على أن "الاستمرار على هذا المنوال يعتبره العراقيون تدخلاً سافراً في شؤونهم، وسيدفع باتجاه الثورة عليكم في كل العراق". 

وكان تحالف "الإطار التنسيقي"، الذي انبثقت عنه حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد عبر عن دعمه الحوارات بين البنك المركزي العراقي والبنك الفيدرالي الأميركي، وعملية الإصلاح المالي والمصرفي. 

وقال الناشط السياسي المدني العراقي علي الفتلاوي، لـ"العربي الجديد"، إن الانتقادات كان يجب أن تخرج من قادة التحالف الحاكم أنفسهم، لكنهم استبدلوها بأعضاء صغار ومن خلال تغريدات على تويتر وفيسبوك، الهدف منها التخلص من حرج كبير أوضح زيف شعارات كانوا يطلقونها".

وتساءل: "أين شعار إخراج القوات الأميركية قبل تشكيلك الحكومة، وأين شعار الثأر لمهندس وسليماني. يبدو أنها تلاشت وأنها مجرد شعارات لشيطنة مخالفيهم من القوى المدنية، تحديداً عندما اتهمونا بعبارة أبناء السفارة". وختم بالقول: "لا أدري من أبناء السفارة الآن؟".