لعمامرة: الاتفاق المغربي الإسرائيلي يبعد الرباط أكثر عن الجزائر

لعمامرة: الاتفاق المغربي الإسرائيلي يبعد الرباط أكثر عن الجزائر

03 ديسمبر 2021
الجزائر لا تكف عن انتقاد المغرب (بلال بنسالم/ نورفوتو/ Getty)
+ الخط -

يتواصل القلق في الجزائر بشأن توقيع المغرب اتفاقيات تعاون أمني مع إسرائيل، إذ أكد وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، أن الاتفاق الذي جرى توقيعه بمناسبة زيارة وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس إلى الرباط الأسبوع الماضي يزيد في ابتعاد المملكة عن الجزائر أكثر.

وقال لعمامرة، في تصريح صحافي الجمعة على هامش الندوة الثامنة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا بوهران، إن "كل خطوة تتخذها السلطات المغربية في التحالف العسكري الخبيث مع إسرائيل تبعدها أكثر عن الجزائر وشعبها"، مضيفا أن "التحالف العسكري المغربي الصهيوني يعكس نقطة التقاء بين توسعين إقليميين يدفعهما إنكار وجود ضحاياهم المحرومين من حقوقهم الوطنية غير القابلة للتصرف".

وكان المسؤول الجزائري يشير إلى اتفاقيات التعاون الأمني بين الرباط وتل أبيب، ويفهم من هذا الموقف أن الاتفاق سيعقد العلاقات المتأزمة أصلا بين البلدين، فقد أعلنت الجزائر، أواخر أغسطس/ آب الماضي، قطع علاقاتها مع الرباط، متهمة المملكة بارتكاب "أعمال عدائية" ضدها. ووصفت وزارة الخارجية المغربية القرار الجزائري بـ"الأحادي الجانب" و"غير المبرَّر تماماً"، معبِّرة عن "رفض المملكة القاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي بُني عليها" القرار.

واعتبر لعمامرة أن خطوة "السلطات المغربية تشير بوضوح إلى تصاعد غير مسبوق للهيمنة الصهيونية الزاحفة"، زاعماً أن "المغرب وضع نصب عينيه الصحراء الغربية والجزائر مما يجعل أحكامه خاطئة بهذا الشأن، ودبلوماسية المغرب الأحادية التي تركز فقط على الصحراء الغربية والجزائر لا تتصور أن الدبلوماسية الجزائرية هي دبلوماسية متعددة الأبعاد والوظائف في خدمة أهداف نبيلة متعددة".

وخلال السنوات الماضية، لا تكاد العلاقات الجزائرية المغربية تتلمس طريقاً لحل الخلافات، حتى تعيد التصريحات السياسية الأزمة إلى النقطة الصفر. ويشكل ملف الصحراء أبرز القضايا الخلافية بين البلدين، إذ تتهم الرباط الجزائر بتقديم الدعم إلى جبهة "البوليساريو"، فيما تعتبر الجزائر القضية مسألة أممية.

وتحتضن الجزائر إلى غاية يوم السبت، أشغال الندوة الثامنة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، بعنوان "مساعدة الأعضاء الأفارقة الجدد في مجلس الأمن للأمم المتحدة على التحضير لمعالجة مسائل السلم والأمن في القارة الإفريقية"، يشارك فيها وزراء الدول الأعضاء في مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي وكذا الأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن للأمم المتحدة، علاوة على خبراء وممثلين سامين لهيئات أفريقية ومنظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

وتهدف الندوة بحسب الخارجية الجزائرية إلى "تسليط الضوء على ضرورة ترقية العمل الأفريقي المشترك من خلال تعزيز التنسيق والتعاون بين الأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن للأمم المتحدة وبقية أعضاء الاتحاد الأفريقي من أجل إعلاء وإسماع صوت أفريقيا داخل قبة مجلس الأمن والدفاع الفعال عن المواقف الأفريقية بشأن قضايا السلم والأمن، وكذا وضع حد للتهميش الذي تتعرض له إفريقيا على مستوى هيئات صنع القرار الدولي".