لجنة لجمع السلاح بالساحل السوري وعودة تدريجية للنازحين من حميميم

18 مارس 2025   |  آخر تحديث: 16:24 (توقيت القدس)
قوات أمن سورية في اللاذقية، 7 مارس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسعى السلطات السورية لضبط الأمن في الساحل السوري، حيث بدأت حملة لتسليم الأسلحة غير الشرعية بالتعاون مع وجهاء القرى، مما أدى إلى تسليم مئات القطع من الأسلحة الخفيفة والصواريخ المضادة للدروع.

- شهدت المنطقة عودة الهدوء بعد الاشتباكات الأخيرة، مع تعزيز الحواجز العسكرية، وزيارة وفد حكومي لقاعدة حميميم لحث النازحين على العودة إلى منازلهم بعد تأكيد استقرار الأوضاع.

- دعت القوات الروسية في حميميم المدنيين للعودة، مشيرة إلى تحسن الوضع تدريجيًا، مع تقديم الحكومة السورية الدعم اللازم لتسهيل العودة.

تسعى السلطات السورية لإعادة الأمن إلى منطقة الساحل السوري وضبط السلاح غير الشرعي المنتشر بكثافة في المنطقة، وحل معضلة لجوء نحو 9 آلاف شخص إلى قاعدة حميميم واعتصامهم داخلها هرباً من الاشتباكات التي دارت الأسبوع الفائت بين الجيش السوري ومسلحين من فلول النظام السابق وما صاحبها من انتهاكات أدت إلى مقتل مئات المدنيين.

وأعلنت وزارة الداخلية السورية تسلّم أسلحة من وجهاء قرى في طرطوس واللاذقية ضمن حملة بدأت قبل يومين بعد عدة اجتماعات لضبط الوضع الأمني. وقالت وزارة الداخلية إن إدارة الأمن العام تعمل على تسلّم نحو 600 قطعة من الأسلحة الخفيفة من وجهاء منطقة الشيخ بدر وناحية القميصية وناحية برمانة المشايخ في ريف محافظة طرطوس، كذلك أعلنت تسلّم كميات أخرى من الأسلحة في قرية غنيري بريف جبلة بموجب اتفاق مسبق مع وجهاء المنطقة، فيما عثرت قوات الأمن العام في محيط قرية حميميم بريف جبلة على عدة أسلحة، ومنها أربع قواعد صواريخ مضادة للدروع من نوع تاو.

وفي حديث لـ"العربي الجديد"، كشف نور الدين بريمو، مسؤول العلاقات الإعلامية في محافظة اللاذقية، عن تشكيل لجنة أمنية أخيراً في المحافظة، وهذه اللجنة باتت تنسق مع وجهاء القرى وأهاليها لتسليم السلاح، مضيفاً أنه بعد إقبال وتعاون من الأهالي، امتدت أعمال اللجنة إلى مناطق جديدة، وفي مناطق أخرى تواصل الأهالي بأنفسهم مع اللجنة لتسليم الأسلحة.

وتهدف الخطوة إلى ضبط انتشار السلاح غير الشرعي وحصره بيد قوات الجيش السوري، ولا سيما بعد أحداث الساحل الأخيرة، وهجوم مسلحين من فلول النظام وما أظهره الهجوم من وجود كميات كبيرة من الأسلحة خارج سلطة الدولة، رغم عمليات التسوية التي جرت لضباط النظام وجنوده خلال الشهرين الماضيين.

وشهدت الأيام الأخيرة عودة الهدوء إلى مدن الساحل وقراه، وغياب الحملات الأمنية والعمليات العسكرية، مع تثبيت حواجز عسكرية إضافية في مداخل المدن الرئيسية والطرقات المؤدية إلى الريف. وفي محاولة لحل أزمة قاعدة حميميم بعد نزوح نحو 9 آلاف شخص إليها، معظمهم مدنيون، زار وفد حكومي مكون من مدير منطقة جبلة ومسؤول أمن المنطقة القاعدة الروسية، وأكد للأهالي أن قراهم وبلداتهم باتت آمنة، وحثوهم على العودة إلى منازلهم على غرار آخرين سبقوهم. واستعرض الوفد، بحسب المكتب الصحافي في محافظة اللاذقية، الإجراءات الحكومية لضبط الأمن وتوفير الاحتياجات الأساسية لتسهيل العودة.

في السياق ذاته، نشرت وكالة "سانا" تسجيلًا مصورًا يوثق عودة عدد من الأهالي من مطار حميميم إلى ريف اللاذقية، مشيرة إلى أن ذلك يأتي بعد استعادة إدارة الأمن العام للسيطرة والاستقرار. وكانت القوات الروسية في القاعدة قد دعت المدنيين إلى المغادرة، مؤكدة تحسن الوضع في سورية تدريجيًا، وفق وثيقة انتشرت على وسائل التواصل. وأوضحت الوثيقة أن الحكومة السورية، بدعم منظمات إنسانية دولية، تعمل على تهيئة الظروف في اللاذقية منذ 10 أيام. وأشارت قيادة حميميم إلى أنها أنقذت المدنيين خلال التوترات الأخيرة، لكنها أكدت محدودية مواردها وعدم قدرتها على استضافة اللاجئين لمدة طويلة، داعية إياهم إلى التصالح مع السلطات والعودة بحياة طبيعية، مع وعد بتقديم حزم غذائية للمغادرين.

المساهمون