لجنة المراقبة تجتمع الجمعة لضمان تنفيذ وقف النار بين لبنان وإسرائيل

05 ديسمبر 2024
مركبات تابعة لـ"يونيفل" تقوم بدورية في جنوب لبنان، 2 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بدأت اللجنة الخماسية متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بعد تأخر أثار استياء لبنان بسبب الخروقات الإسرائيلية المتكررة. دعا نبيه بري اللجنة للتحرك العاجل، بينما كثف نجيب ميقاتي اتصالاته الدولية.
- أكدت الدبلوماسية الفرنسية على آلية الإشراف بالتعاون مع القوات المسلحة اللبنانية والإسرائيلية ويونيفيل. يرأس اللجنة الجنرال جاسبر جيفيرز، ويشارك الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، بينما يمثل فرنسا العميد غيوم بونشان.
- دعا حزب الله آلية المراقبة لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، ويعقد مجلس الوزراء جلسة في صور لمواكبة انتشار الجيش جنوباً بحضور قائد الجيش العماد جوزاف عون.

يشغل الجنرال جاسبر جيفيرز منصب رئيس اللجنة إلى جانب هوكشتاين

قائد الجيش اللبناني سيحضر جلسة لمجلس الوزراء السبت

تنفيذ القرار 1701 والخطة العسكرية سيُطرحان في جلسة الحكومة

بدأت "اللجنة الخماسية" تحرّكاتها لمتابعة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي بعد دخوله حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وسط تساؤلات حول أسباب تأخّر عملها، خصوصاً في ظلّ الخروقات الإسرائيلية المستمرّة للاتفاق والتي تخطّت المائة، وأسفرت عن سقوط المزيد من الشهداء والجرحى، إضافة إلى عمليات التفجير والنسف والتدمير الممنهج.

وأبدت الجهات اللبنانية امتعاضها من تأخّر عمل اللجنة، في ظلّ تمادي الاحتلال في انتهاكاته وأعماله العدوانية التي تمثل خرقاً فاضحاً لبنود الاتفاق، ما استدعى رئيس البرلمان نبيه بري إلى دعوة اللجنة إلى مباشرة مهامها بشكل عاجل، وإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها وانسحابها من الأراضي التي تحتلها، في حين كثّف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من اتصالاته خصوصاً مع الأميركيين والفرنسيين لمعالجة هذا الموضوع، وسط مخاوف من أن تعيد هذه الخروقات أجواء القلق.

وقال مصدرٌ في السفارة الفرنسية في بيروت لـ"العربي الجديد"، إنّ "لجنة المراقبة والإشراف على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار ستجتمع غداً الجمعة، وممثل فرنسا العميد غيوم بونشان أبلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بذلك خلال لقائه اليوم الخميس". وأشار المصدر إلى أنّ "تشكيل اللجنة استغرق وقتاً خصوصاً على صعيد اختيار الأعضاء والموظفين من مدنيين وعسكريين، ولكن اللجنة على تواصل وتنسيق مستمرّ مع الجهات المعنية والرسمية وتتابع ما يحصل في الميدان، وهي ستبذل كلّ الجهود المطلوبة للحفاظ على قرار وقف إطلاق النار وتأمين استمراريته، على أمل أن تلتزم الأطراف به وتحترمه على المدى الطويل وتتوقف الخروقات التي سُجّلت في الأيام الماضية".

وبحسب الدبلوماسية الفرنسية، فإنّ "آلية الإشراف ستضمن متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، بالتعاون الوثيق مع القوات المسلّحة اللبنانية وجيش الدفاع الإسرائيلي وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) في لبنان. وستتعاون الآلية كذلك مع اللجنة العسكرية الفنية لدعم لبنان من أجل الإسهام في نهوض القوات المسلحة اللبنانية ونشرها في جنوب لبنان، التي تكرّر فرنسا تأكيد دعمها لها، في إطار تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

ويشغل الجنرال جاسبر جيفيرز منصب رئيس اللجنة، إلى جانب الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الذي يتولى منصب الرئيس المدني المشارك حتى يجري تعيين مسؤول مدني دائم، وذلك في إطار فريق أميركي مؤلف من نحو 20 شخصاً. ومن المرتقب أن يزور هوكشتاين بيروت قريباً لمواكبة العمل، في حين يمثل فرنسا العميد غيوم بونشان وسيدعمه زهاء عشرة موظفين عسكريين ومدنيين من وزارة أوروبا والشؤون الخارجية ووزارة القوات المسلحة، مع الإشارة إلى أنّ لبنان اختار قائد قطاع جنوب الليطاني، العميد إدغار لاوندس لتمثيله.

لبنان: أولويتنا وقف إطلاق النار والخروقات الإسرائيلية

في السياق، استقبل رئيس البرلمان نبيه بري، اليوم الخميس، في مقرّه عين التينة، رئيس اللجنة الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز والوفد العسكري المرافق، بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان، حيث جرى عرض للأوضاع العامة ولا سيما الميدانية منها، منذ بدء سريان وقف إطلاق النار ومهام اللجنة. كذلك، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، اليوم الخميس، مع رئيس الوفد العسكري الفرنسي الجنرال غيوم بونشان، وجرى بحث التطورات.

وأكد ميقاتي، خلال اللقاء، أن "أولويات الموقف اللبناني هي وقف إطلاق النار والخروقات الإسرائيلية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب". ويواصل الجيش اللبناني تعزيز انتشاره في الجنوب بعد بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) ضمن إطار القرار 1701.

وقالت قيادة الجيش، في بيان اليوم الخميس، إنها "تتابع مع المراجع المختصة الخروقات المستمرة التي يقوم بها العدو الإسرائيلي، فيما تستمر الوحدات العسكرية في تنفيذ مهماتها، بما فيها عمليات دهم في مختلف المناطق اللبنانية بحثاً عن مطلوبين، إضافة إلى تعزيز الانتشار على الحدود الشمالية والشرقية، تحسباً لأي طارئ، بخاصة خلال هذه المرحلة الاستثنائية التي تتطلب من جميع الفرقاء التعاون من أجل المصلحة الوطنية".

حزب الله: على آلية المراقبة أن تمارس دورها

وعلى صعيد حزب الله، كرّر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" البرلمانية، النائب علي فياض، اليوم، أنّ "العملية التي نفذتها المقاومة الإسلامية مؤخراً وتمثلت باستهداف موقع رويسات العلم الصهيوني في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة تمثل عملاً تذكيرياً دفاعياً أولياً في مقابل الاستهدافات والتجاوزات التي قام بها العدو الإسرائيلي على مدى الأيام الماضية".

ودعا فياض "القوى المعنية بآلية المراقبة والتطبيق بأن تمارس دورها في وجه ما يقوم به العدو الإسرائيلي من ممارسات يحاول من خلالها أن يفرض قراءته وتفسيره لورقة الإجراءات التطبيقية، مستنداً في حقيقة الأمر إلى التفاهم الجانبي بينه وبين الأميركيين، الأمر الذي يضع أميركا في موقع المسؤولية المباشرة وفي موقع الشراكة الكاملة في هذه الانتهاكات التي يتعرض لها إعلان الإجراءات التطبيقية".

ورأى أن "العدو لم يترك عملاً إلّا ومارسه بحق الأهداف المدنية، ففي كفركلا استهدف منشآت رياضية، وفي الخيام يمعن في تدمير البيوت وجرف الطرق، فيما جرّف في أماكن أخرى أماكن عبادة"، معتبراً أنه "من غير الممكن أن تكون هذه الممارسات ترجمة لورقة الإجراءات التطبيقية لوقف إطلاق النار، بل إنّ هذا الأمر يتجاوز هذه الورقة ويشكل نسفاً للإجراءات التي تتحدث عنها، وتقويضاً لمصداقية الجهات التي تعنى بمراقبة تنفيذ ما يتصل بالإجراءات التطبيقية".

وقال فياض إن "هذا الأمر يشكل تهديداً مباشراً للآلية المتفق عليها، واستمراراً للأعمال العدائية، ويهدد الموضوع برمته، وفي هذا السياق نؤكد تمسّكنا بإعلان وقف الأعمال العدائية والقتالية التي نصت عليها الورقة وحق لبنان في الدفاع عن نفسه". كما دعا "الحكومة اللبنانية، وانطلاقاً من اهتمامها ومتابعتها لكل هذه التفاصيل، إلى مزيد من اليقظة والانتباه واستنفار كل أدواتها الدبلوماسية والسياسية لمتابعة هذا الموضوع على أعلى مستوى".

جلسة وزارية في صور لمواكبة انتشار الجيش جنوباً

على صعيد متّصل، يعقد مجلس الوزراء جلسة صباح يوم السبت في ثكنة بنوا بركات، في مدينة صور، بحضور قائد الجيش العماد جوزاف عون، وذلك في خطوة تضامنية مع الجنوب اللبناني وإظهار عزم لبنان تطبيق بنود الاتفاق بشكل كامل، على أن تُخصّص الجلسة لبحث آلية انتشار الجيش جنوباً. وقال وزير الإعلام زياد مكاري، خلال تلاوته مقرّرات جلسة الحكومة أمس الأربعاء، إنّ العماد عون سيكون موجوداً في جلسة السبت، ومن المفترض أن يعرض خلالها خطة الجيش للانتشار في الجنوب.

ولفت مكاري إلى أنّ "القرار السياسي أعطي للجيش في وجود العماد عون، بعدما أقررنا الأمر، ولم يكن هناك خلاف، وقد تحدث قائد الجيش عن مراحل تنفيذ الخطة، وطبعاً لم يتكلم عن تفاصيل الخطة لأنه يتخوّف من أن يخرج الأمر إلى الإعلام، لأن هناك شفافية، فنحن عندما نكون في الجلسة تنتشر أخبارنا عبر الهواتف". وأوضح أنّ "كل الأمور المتعلقة بموضوع الجنوب والخطة العسكرية، وتنفيذ القرار 1701 ستُطرح في بند وحيد، وسيجري البحث فيها مبدئياً في ثكنة بنوا بركات عند التاسعة والنصف من يوم السبت".