لجنة التحقيق في اقتحام الكونغرس: تغريدة لترامب كانت دعوة لحمل السلاح

لجنة التحقيق في اقتحام الكونغرس: تغريدة لترامب كانت "دعوة لحمل السلاح"

13 يوليو 2022
اقتحم أنصار ترامب مبنى الكونغرس في 6 يناير بعد فوز بايدن بالانتخابات (Getty)
+ الخط -

رأى مشرعون أميركيون، الثلاثاء، أن أعضاء من مجموعات يمينية وأنصاراً آخرين لدونالد ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 بعد تغريدة للرئيس السابق اعتُبرت "دعوة إلى حمل السلاح".

في الوقت نفسه، قالت نائبة رئيس لجنة مجلس النواب للتحقيق في الهجوم على الكونغرس النائبة ليز تشيني، إن ترامب (76 عاماً)، حاول أخيراً الاتصال بأحد شهود اللجنة، مشيرة إلى أن الشاهد الذي لم تكشف هويته، لم يرد على مكالمة ترامب وأبلغ محاميه، مؤكدة أن اللجنة "قدمت هذه المعلومات إلى وزارة العدل".

وخلال جلسة الاستماع العلنية السابعة التي بثت مباشرة عبر التلفزيون، قامت لجنة مجلس النواب المكونة من سبعة ديمقراطيين وجمهوريَّين اثنين، بدراسة تأثير تغريدة كتبها ترامب في 19 ديسمبر/كانون الأول 2020، حث فيها أنصاره على النزول إلى واشنطن في 6 يناير لتنظيم مسيرة حاشدة وعد بأن تكون "جامحة".

وأُرسلت التغريدة بعد أكثر من ساعة من لقاء ترامب في البيت الأبيض بمحاميه رودي جولياني والجنرال السابق مايك فلين والمحامية سيدني باول، في اجتماع استراتيجي وصفه أحد المساعدين بأنه "ينم عن خلل عقلي".

وقال عضو اللجنة جيمي راسكين إن "تغريدة ترامب عند الساعة 01:42 صاخبة، وحرّضت مؤيديه، ولا سيما المتطرفين الخطرين في (مجموعات) "أوث كيبرز" (حراس القسم)، و"براود بويز" (الشبان الفخورون)، وغيرهم من المجموعات العنصرية والقومية البيضاء التي تريد القتال ضد الحكومة".

واقتحم أعضاء من المجموعتين المذكورتين الكونغرس في 6 يناير، مع آلاف الموالين لترامب، في محاولة لمنع المصادقة على فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية التي قال ترامب زوراً إن عملية تزوير شابتها.

واعتبرت النائبة ستيفاني ميرفي، العضو في اللجنة أيضاً، أن التغريدة "شكلت دعوة إلى التحرك، وفي بعض الحالات دعوة إلى حمل السلاح للعديد من أكثر مؤيدي الرئيس ترامب ولاء".

من جهتها، ذكرت اللجنة أن اثنين من أقرب مؤيدي ترامب، وهما فلين والمستشار السياسي روجر ستون، تربطهما صلات بمجموعة "حراس القسم".

استراتيجية متعمدة

ولفتت اللجنة أيضاً إلى أن المسيرة إلى الكابيتول كان مخططاً لها مسبقاً، لكن ترامب قرّر عدم الإعلان عنها حتى الخطاب الذي ألقاه أمام أنصاره صباح السادس من يناير بالقرب من البيت الأبيض.

وقالت مورفي إن "الأدلة تؤكد أن هذه لم تكن دعوة عفوية إلى التحرك، بل استراتيجية متعمدة قررها الرئيس مسبقاً".

وكانت مساعدة مارك ميدوز كبير موظفي ترامب، كاسيدي هاتشينسون، قد أكدت في إفادة في جلسة سابقة أن الرئيس كان ينوي الذهاب إلى الكابيتول بنفسه، لكن عملاء الخدمة السرية منعوه من القيام بذلك.

وتحاول اللجنة تحديد ما إذا كان لترامب أو لشركائه دور في التخطيط للتمرد العنيف أو تشجيعه، وقد استدعت عدداً كبيراً من مستشاري ومساعدي الرئيس السابق للإدلاء بإفاداتهم.

وعرضت الثلاثاء أول مقاطع فيديو مسجلة لشهادة أدلى بها في جلسة مغلقة، الأسبوع الماضي، المستشار السابق للبيت الأبيض بات سيبولوني، وقال في هذه الشهادة إنه أقر بعدم وجود دليل على حدوث تزوير كبير في الانتخابات، وأنه كان يجب على ترامب التنازل لبايدن.

واستمعت اللجنة أيضاً إلى شاهدين، هما المتحدث السابق باسم "حراس القسم" جيسون فان تاتنهوف، وستيفن أيريس، وهو رجل من ولاية أوهايو انضم إلى الحشد الذي اقتحم مبنى الكونغرس.

وأكد فان تاتنهوف أن "حراس القسم" هي "منظمة خطيرة" تعتقد أن ولاءها لترامب سيمنحها "شرعية" كمجموعة شبه عسكرية. أما أيريس فقد قال للجنة إنه جاء إلى واشنطن لأن "الرئيس أثار غضب الجميع"، لكنه لم يعد يصدق تأكيداته أن الانتخابات "سُرقت".

وتم توقيف أكثر من 850 شخصاً على خلفية اقتحام أنصار ترامب الكونغرس. ووُجه الاتهام رسمياً لخمسة أعضاء في مجموعة "براود بويز" في يونيو/حزيران، بتهم التآمر لإثارة الفتنة، بينما يواجه 11 من أعضاء "أوث كيبرز" التهم نفسها، التي يمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 20 عاماً.

وأسفر الهجوم على مبنى الكابيتول عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح 140 ضابط شرطة. وتم عزل ترامب للمرة الثانية من قبل مجلس النواب بعد أعمال الشغب، ووجهت إليه تهمة التحريض على التمرد، لكن مجلس الشيوخ برأه.

وفي بيان نشر أمس الثلاثاء على منصة "تروث سوشال"، دان ترامب الذي كان يلمح إلى الترشح للبيت الأبيض مرة أخرى في 2024، اللجنة، ووصف أعضاءها بـ"المأجورين السياسيين والبلطجية".

وكتب "هل رأيتهم من قبل؟ (...) نعم. إنهم في الأساس المجانين أنفسهم الذين قادوا البلاد إلى الجنون بأكاذيبهم وباختلاقهم القصص".

(فرانس برس)