لجنة إيرانية تزور العراق للاطلاع على اتفاق إبعاد جماعات كردية معارضة من شريطها الحدودي
كشفت مصادر عراقية في العاصمة بغداد، اليوم الأربعاء، عن زيارة مرتقبة للجنة أمنية عسكرية إيرانية إلى العراق للاطلاع على تنفيذ الاتفاق الأمني، الذي يقضي بتفكيك معسكرات الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة الموجودة في إقليم كردستان، شمالي العراق، بالقرب من الشريط الحدودي مع إيران.
ونهاية أغسطس/آب الماضي، أعلنت كل من بغداد وطهران توقيع اتفاقية أمنية بين البلدين تقضي بتفكيك معسكرات المعارضة الكردية الإيرانية الموجودة في إقليم كردستان على الحدود مع إيران، شمالي العراق.
وتقضي الاتفاقية بإيقاف طهران عملياتها العسكرية داخل البلدات الحدودية العراقية، مقابل قيام بغداد بتفكيك تجمعات تلك المعارضة وإبعادها عن الحدود مع إيران، وتسليمها المطلوبين منهم.
قلق إيراني
وقال مصدر مسؤول في قيادة العمليات المشتركة العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "لجنة أمنية عسكرية إيرانية ستجري زيارة إلى مناطق داخل إقليم كردستان العراق، حيث الأماكن السابقة التي كانت توجد فيها معسكرات المعارضة الكردية الإيرانية".
وبحسب المصدر، فإن هناك قلقا إيرانيا من أن جماعات المعارضة ما زالت تحتفظ بحاضنات أو مواقع لها في منطقة الشريط الحدودي.
وبين المصدر أن اللجنة الإيرانية ستجري أيضًا اجتماعات مع المسؤولين في حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية في بغداد من أجل إكمال تنفيذ بنود الاتفاق الأمني، خصوصاً الفقرة المتعلقة بتسليم المطلوبين من تلك الأحزاب إلى إيران، فيما لا يزال هذا الأمر غير محسوم من قبل الجانب العراقي، خصوصاً لوجود رفض أممي لتسليم هؤلاء إلى طهران خشية من تصفيتهم من قبل النظام الإيراني.
وأضاف أن "العراق التزم بقضية إبعاد معسكرات المعارضة الكردية الإيرانية ونزع السلاح منها، وهو يعمل حالياً بالتنسيق مع الأمم المتحدة لبناء مخيمات لهم حتى تكون مخيمات لجوء رسمية تشرف عليها الحكومة والأمم المتحدة، لمنع أي استهداف لها من قبل إيران كونهم موجودين بعلم وإشراف الدولة العراقية".
من جهته، أكد القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الحاكم بمدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق غياث السورجي، لـ"العربي الجديد"، أن هناك زيارات متبادلة ستكون ما بين طهران وبغداد من أجل متابعة تنفيذ الاتفاق، "خصوصاً أن إيران جادة في أن يكون تطبيق الاتفاق بنسبة عالية، دون أي مماطلة من بغداد، فهي على أساس هذا الاتفاق أوقفت عمليتها العسكرية داخل الأراضي العراقية".
ومساء الثلاثاء الماضي، أعلنت اللجنة العليا لتنفيذ الاتفاق الأمني المشترك مع إيران، والتي شكلتها الحكومة العراقية الشهر الماضي، وتضم عدداً من الوزراء والقادة الأمنيين من بغداد وحكومة إقليم كردستان - العراق، إخلاء المقرات الموجودة قرب الحدود مع إيران، والتي كانت تشغلها مجاميع المعارضة الإيرانية بشكل نهائي.
وأضافت اللجنة أنه "تم نقلهم إلى مكان بعيد عن الحدود، ونزعت الأسلحة منهم تمهيداً باعتبارهم لاجئين وفق ضوابط مفوضية اللاجئين، فيما انتشرت قوات الحدود الاتحادية بتلك المناطق للوجود بشكل دائم ورفع العلم العراقي فيها".