حذّر وزير الخارجية الإسرائيلي، يئير لبيد، في إحاطة مع مراسلي الشؤون السياسية، من أن يشهد العام الحالي (2022)، قرارات من منظمات أممية ودولية تتهم إسرائيل بانتهاج نظام فصل عنصري "أبارتهايد"، على غرار النظام الذي ساد في جنوب أفريقيا.
ونقل موقع يديعوت أحرونوت عن لبيد، أنه حذّر من أن يحمل العام الحالي، خطرا حقيقيا متمثلا في أن تعلن منظمة واحدة، على الأقل من منظمات الأمم المتحدة، أن إسرائيل تمارس نظام "أبارتهايد" ضد الفلسطينيين، مما قد يسبب تداعيات سياسية صعبة، لا سيما في مجالات الرياضة والثقافة، وأن يفتح ثغرة أمام طرد إسرائيل من مسابقات ومباريات دولية.
وأقر لبيد، في لقائه مع المراسلين السياسيين في الصحف الإسرائيلية، أن جزءا كبيرا من نشاط وزارته سيكون موجها لصد محاولات عرض إسرائيل دولة "أبارتهايد" في منظمات مثل، المحكمة الجنائية لجرائم الحرب في لاهاي، ولجان التحقيق التابعة للأمم المتحدة (مثل لجنة التحقيق في العدوان الإسرائيلي الأخير في مايو/أيار على غزة)، ولجنة الأمم المتحدة لمنع العنصرية، ومحكمة العدل الدولية.
وتوقع لبيد أن يواصل الفلسطينيون ضغوطهم في لاهاي للتحقيق الفعال ضد إسرائيل، وهو ما سيكون له انعكاس على مواطنين إسرائيليين (في إشارة لضباط وجنود من جيش الاحتلال والمستوطنين). وأضاف أن لجنة التحقيق الدولية في العدوان الأخير على غزة حصلت على تفويض واسع الصلاحيات لم يحدد بزمن، وبميزانية كبيرة، وما لا يقل عن 19 موظفا، ويتوقع أن تصدر اللجنة تقريرها الأولي في يونيو/حزيران. وتخشى إسرائيل من أن تكون اللجنة المذكورة أول من يعرّف إسرائيل بأنها دولة أبارتهايد.
وتقدر الحكومة الإسرائيلية أن تصدر لجنة الأمم المتحدة ضد التمييز العنصري، التي قدم الفلسطينيون لها شكوى ضد إسرائيل عام 2018، جاء فيها أن إسرائيل تمارس نظام أبرتهايد ضد الفلسطينيين ، قرارا هي الأخرى وترفع تقريرا يحدد أن إسرائيل دولة أبارتهايد.
وأعرب لبيد، في حديثه أمام الصحافيين، عن اعتقاده بأنه بدون حوار سياسي مع الفلسطينيين، فإن الأمر سيزداد تفاقما، وقال "علينا أن نحذر من وضع يقول فيه العالم إن الفلسطينيين يدعون للمفاوضات بينما ترفض إسرائيل ذلك"، زاعمًا أن ذلك ليس صحيحا "لأن الفلسطينيين يستخدمون في خطابهم ثروة لغوية تتحدث عن الاتجاه لمفاوضات، بينما يركضون من جهة ثانية للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ويرفعون دعاوى ضد إسرائيل ويواصلون في الوقت نفسه دفع الرواتب للمخربين".
وردّد لبيد المعزوفة الإسرائيلية نفسها بأنّ من يتهمون دولة الاحتلال بممارسة الأبارتهايد هم مجموعة من "معادي السامية"، قائلا إن هذا كذب، وهؤلاء "حفنة ممن يعادون السامية. لقد تجاهلت إسرائيل ذلك، فكبر هذا الأمر، وكذلك هو الأمر بالنسبة لنزع الشرعية عن إسرائيل وتصويرها بأنها دولة أبرتهايد فهذا جزء من الأمر".
واعتبر لبيد "أن موضوع تصوير إسرائيل دولة أبارتهايد، سيصبح على مدار هذا العام تهديدا حقيقيا ستكون له إرهاصات استراتيجية، مشيرا إلى أن حكومة الاحتلال تستعد لمواجهة هذا التهديد حتى لا يتكرر ما حدث مع حركة المقاطعة الدولية التي تم بداية الاستهزاء بها إلى أن تبين لهم أن ذلك غير صحيح".