لبنان: 5 شهداء في غارات إسرائيلية على البقاع وجرود الهرمل

08 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 18:33 (توقيت القدس)
غارات إسرائيلية على جرود الهرمل، 8 سبتمبر 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شنت إسرائيل غارات على مناطق البقاع وجرود الهرمل في لبنان، مما أدى إلى سقوط خمسة شهداء وإصابة آخرين، وأدان الرئيس اللبناني هذه الاعتداءات لانتهاكها اتفاق وقف الأعمال العدائية.
- زعم الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت مواقع لحزب الله، بما في ذلك معسكرات لقوة الرضوان، وسط استمرار الخروقات الإسرائيلية وتصاعد الضغوط الأمريكية على لبنان.
- تعمل قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) مع الجيش اللبناني لتعزيز الاستقرار، مع إعادة انتشار الجيش في الجنوب بدعم من اليونيفيل، وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701.

سقط خمسة شهداء وأصيب خمسة آخرون بجروح، اليوم الاثنين، بسلسلة غارات إسرائيلية استهدفت البقاع وجرود الهرمل، وذلك في حصيلة أولية أعلنت عنها وزارة الصحة اللبنانية في ساعات بعد الظهر. كذلك، أفادت وزارة الصحة عن إصابة مواطن بجروح بسبب قنبلة صوتية ألقتها مسيّرة للعدو الإسرائيلي على بلدة ميس الجبل جنوب لبنان.

وأدان الرئيس اللبناني جوزاف عون خلال استقباله، اليوم الاثنين، وفد البرلمان العربي "الاعتداءات التي ترتكبها إسرائيل ضد لبنان خلافاً لاتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي تستهدف قرى وبلدات لبنانية وسكانها الآمنين، وكان آخرها اليوم القصف الذي تعرّضت له منطقة جرود الهرمل في البقاع، وأدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى".

من جهته، أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن غارات على منطقة البقاع في لبنان، مستهدفاً مواقع لحزب الله، من بينها معسكرات لقوة الرضوان، بحسب زعمه. وأضاف في بيان أنه رصد عناصر من الحزب داخل هذه المعسكرات التي "استخدمت لتخزين وسائل قتالية". وزعم الجيش في بيانه حول الهجوم أن "حزب الله استخدم المعسكرات لإجراء تدريبات" وتأهيل لعناصره، وذلك بهدف تخطيط وتنفيذ مخططات ضد قوات الجيش الإسرائيلي وإسرائيل".

وتواصل إسرائيل خروقاتها اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتعمد إلى تصعيدها في بعض الأوقات وتوسعة رقعتها، لتشمل مناطق خارج الجنوب اللبناني، وذلك في وقت لم تتمكن واشنطن من إعطاء لبنان حتى الساعة أي ضمانات بوقف هذه الاعتداءات، رغم الخطوات التي قامت بها حكومته على صعيد حصر السلاح بيد الدولة، وإقرار أهداف الورقة الأميركية بعد إدخال تعديلات لبنانية عليها.

وزادت إسرائيل من اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية في الفترة الماضية، التي أسفرت عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى، إضافة إلى التدمير المستمرّ للقرى والبلدات الحدودية، وتوسعة نطاق وجودها في النقاط التي تحتلها جنوباً، وذلك على الرغم من مقررات الحكومة اللبنانية التي اتخذتها في جلستي 5 و7 أغسطس/آب الماضي، وترحيبها في جلسة 5 سبتمبر/أيلول الجاري بخطة الجيش لحصر السلاح.

وكانت واشنطن قد أكدت للبنان، عبر موفدها توماس برّاك، ضرورة قيام إسرائيل بخطوة مقابلة بعد هذه المقرّرات، إلّا أن مواقفها تراجعت بهذا الإطار، وزادت الضغوط الأميركية على لبنان، بهدف القيام بخطوات عملية لتطبيق الخطة، علماً أنّ الجيش اللبناني أنهى بشكل كبير وجود حزب الله في جنوب الليطاني، وعمد إلى تفكيك جزء كبير من المنشآت والمخازن العسكرية، ويؤكد أن العائق الذي يحول دون استكمال انتشاره هو استمرار الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية، كما بدأ خطة تسليم السلاح داخل المخيمات الفلسطينية.

وتأتي الاعتداءات الإسرائيلية اليوم بعد الاجتماع الذي عقدته لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية في رأس الناقورة، أمس الأحد، بمشاركة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الأميرال براد كوبر، والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، ونقلت مصادر مشاركة فيه تأكيدات عن تفعيل عمل اللجنة، خصوصاً في ظل امتعاض لبنان الرسمي من دورها، وعدم تحرّكها بوجه خروقات جيش الاحتلال.

وقال مصدر عسكري لبناني لـ"العربي الجديد"، إنه "خلال الاجتماع أكد الجيش اللبناني ضرورة التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار، خصوصاً أن خروقاتها تعوق استكمال الجيش انتشاره في جنوب الليطاني، وإتمام مهامه بالشكل المطلوب، كما عرض التحديات التي يواجهها الجيش، والحاجات المطلوبة للقيام بمهامه بالشكل المطلوب، وعرض أيضاً تفاصيل مرتبطة بالخروقات التي وثقها الجيش اللبناني".

وبحسب مصادر لبنانية رسمية فإن "لبنان بُلّغ بتغيير رئيس لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية الجنرال مايكل ليني، وأن ولايته ستنتهي بعد أسبوعين أو ثلاثة بحدّ أقصى"، لافتة إلى أن "هذا التغيير دوري يحصل كل ستّ أشهر".

على صعيدٍ متصل، قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، اليوم الاثنين، إن "حفظة السلام يعملون بشكلٍ وثيق مع الجيش اللبناني لاستعادة الاستقرار في المنطقة، ويساعدونه في تعزيز حضوره، من خلال الدوريات والتدريبات والتنسيق اليومي"، مشيرة إلى أنه "بفضل دعم اليونيفيل، أعاد الجيش انتشاره في أكثر من 120 موقعاً في جنوب لبنان، مما يعزز سلطة الدولة، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701".

المساهمون