استمع إلى الملخص
- النقاط الخمس التي ترغب إسرائيل في البقاء فيها تشمل تلة الحمامص وتلة العويضة، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية، مع تأكيد لبنان على رفضه لأي بقاء إسرائيلي فيها ومطالبته بانتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
- الرئيس اللبناني جوزاف عون ناقش مع وزير خارجية البرتغال التطورات السياسية، مؤكدًا على دعم حل الدولتين وعودة اللاجئين السوريين، بينما تواصل البرتغال دعمها للبنان.
الرئاسة اللبنانية: عون أكد مراراً إصرار لبنان على الانسحاب الكامل
مصدر: لبنان لن يقبل ببقاء قوات الاحتلال في أي موقع
يواصل جيش الاحتلال اعتداءاته على القرى الحدودية جنوبي لبنان
تتكثف الاتصالات الدولية على المستوى اللبناني من أجل الضغط على إسرائيل للانسحاب الكامل من لبنان بحلول يوم 18 فبراير/شباط الجاري، خصوصاً أنّ الإعلام الإسرائيلي بدأ يشيع أجواءً باحتمال تأخر الخطوة، وبقاء جيش الاحتلال أقله في خمس نقاط حدودية استراتيجية، بهدف الحفاظ على منطقة عازلة.
وأكدت الرئاسة اللبنانية أنّ "لا صحة لأي اتفاق بين لبنان وإسرائيل على تمديد وقف النار لما بعد عيد الفطر"، مشيرة إلى أن الرئيس جوزاف عون أكد مراراً إصرار لبنان على الانسحاب الكامل للعدو الإسرائيلي ضمن المهلة المحددة في 18 فبراير الجاري. وفي وقت سابق اليوم، دعا عون الاتحاد الأوروبي لـ"الضغط على إسرائيل لاستكمال انسحابها ضمن المهلة المحددة في 18 فبراير الجاري"، مؤكداً "ضرورة التزامها بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في هذا السياق".
وقال مصدر في قصر بعبدا لـ"العربي الجديد"، إن "لبنان يكرّر تمسّكه بضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من كل شبر على الأراضي اللبنانية، ولن يقبل ببقاء قوات الاحتلال في أي موقع بما في ذلك المواقع الخمسة التي يجري الحديث عنها، وكل اتصالاته تصبّ بهذا الإطار، وهناك تطمينات خصوصاً أميركية، لكن بلا ضمانات بأن الانسحاب سيتمّ في الموعد، لكن نحن نريد الترجمة ميدانياً".
وأشار المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إلى أنّ "كل نقطة في الجنوب هي لبنانية، ولن نرضى بأن تكون محتلة، تحت أي ذريعة، وهذا الموضوع يناقش أيضاً مع لجنة الإشراف على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار التي تترأسها الولايات المتحدة"، مشدداً على أن "لبنان لم يتبلغ اليوم أي تمديد لمهلة الانسحاب المقررة في 18 فبراير، كما تردد". وجدّد المصدر تأكيد "قدرة وجهوزية الجيش اللبناني على الانتشار على الحدود وفي الأماكن التي سينسحب منها جيش الاحتلال، وهو ينسق هذه العمليات مع اللجنة الخماسية".
وبحسب المعلومات، فإن النقاط التي يريد جيش الاحتلال البقاء فيها هي تلة الحمامص، تلة العويضة، جبل بلاط، اللبونة، والعزية، والبحث يجري عن حلّ هذه المسألة عبر اللجنة الخماسية، في ظلّ رفض لبناني للطرح الإسرائيلي، وقد يكون ذلك عبر انتشار قوات اليونيفيل فيها إلى جانب الجيش اللبناني.
النقاط التي يريد جيش الاحتلال البقاء فيها هي تلة الحمامص، تلة العويضة، جبل بلاط، اللبونة، والعزية
وركزت وسائل إعلامية أجنبية وعربية اليوم على بيان صادر عن المتحدث باسم جيش الاحتلال يحذر فيه سكان الجنوب اللبناني من التنقل، مرفقاً فيه مسألة تمديد الاتفاق، راكنة إلى هذه العبارة للقول إن إسرائيل مدّدت مهلة 18 فبراير، علماً أنّ هذه العبارة يستخدمها المتحدث باسم جيش الاحتلال في كل بيان له منذ تاريخ التمديد الأول للمهلة في 26 يناير الماضي.
أهمية النقاط الخمس بالنسبة إلى إسرائيل
في غضون ذلك، بحث الرئيس اللبناني خلال لقائه اليوم الأربعاء في قصر بعبدا الجمهوري وزير خارجية البرتغال باولو رينجال، آخر التطورات السياسية على صعيد لبنان والمنطقة. وتناول عون التطورات الأخيرة في غزة، إذ جدّد تأكيد الموقف اللبناني الثابت من القضية الفلسطينية الداعم لحل الدولتين الذي يحفظ حقوق الفلسطينيين وينهي معاناتهم ويحقق الاستقرار المنشود في منطقة الشرق الأوسط. كما أكد أهمية المبادرة العربية للسلام التي أقرّتها القمة العربية في عام 2002، رافضاً الطروحات التي تؤدي إلى حصول أي نوع من أنواع تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو المساس بحقوقهم المشروعة التي كرستها قرارات الأمم المتحدة.
من ناحية ثانية، تطرق عون إلى ملف اللجوء السوري، وأكد ضرورة "عودة النازحين السوريين إلى بلادهم بعد تغيير النظام فيها وانتفاء الأسباب التي تبرّر بقاءهم في لبنان". وقال إنّ "على دول الاتحاد الأوروبي أن تضغط لإعادة النازحين إلى بلادهم لا لاستمرار بقائهم في لبنان".
من جهته، أكد رينجال "حرص البرتغال على دعم لبنان على مختلف الأصعدة"، لافتاً إلى أن بلاده تتطلع اليوم إلى "ضرورة تجاوز الاختلافات ودعم المؤسسات لا سيما المؤسسة العسكرية لبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، وإلى تعزيز دور قوات الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل)".
كذلك، شدد الوزير البرتغالي على أنّ بلاده تدعم بشكل ثابت حلّ قيام الدولتين وإعادة إعمار قطاع غزة وإعطاء السلطة الفلسطينية القدرة على إدارة هذه العملية، بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة كما في لبنان.
وعلى الصعيد الميداني، يواصل جيش الاحتلال اعتداءاته على القرى الحدودية جنوبي لبنان، حيث قامت جرافاته اليوم الأربعاء بتنفيذ أعمال تجريف عند أطراف بلدة الضهيرة، كما عمدت قواته إلى إحراق عددٍ من المنازل في بلدة العديسة.
وأطلق جيش الاحتلال رشقات رشاشة من بلدة مارون الراس عند مدخلها لجهة أطراف مدينة بنت جبيل، كما شهدت المنطقة الجنوبية لبلدة عيتا الشعب المحاذية للخط الأزرق مع فلسطين المحتلة عملية تفجير لمزرعة عند الحدود، وذلك بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية في لبنان "الوطنية للإعلام".