لبنان يكثف تحقيقاته في إطلاق الصواريخ: 7 موقوفين ولا علاقة لحزب الله
استمع إلى الملخص
- تسعى الحكومة اللبنانية لكشف ملابسات الحادثتين بسرعة لتجنب استغلال إسرائيل لها كذريعة لخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وتكثف الجهود الدبلوماسية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية.
- أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون على رفض أي اعتداء على لبنان، ودعا المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في تطبيق القرارات الدولية.
كشفت مصادر رسمية في لبنان عن إيقاف سبعة أشخاص في إطار التحقيقات المكثفة لتحديد هوية مطلقي الصواريخ على دولة الاحتلال الإسرائيلي يومي 22 و28 مارس/ آذار الماضي، مشيرة إلى أن "التحقيقات حتى الساعة تظهر بأن لا دور لحزب الله بالعمليتين".
وتسعى الحكومة اللبنانية إلى كشف ملابسات الحادثتين بأسرع وقت ممكن لسحب ذرائع إسرائيل في مواصلة خرقها اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والالتزام ببنوده، وذلك على الرغم من أن الأخيرة خرقت الاتفاق مئات المرات حتى قبل إطلاق الصواريخ.
وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إنّ "عدد الموقوفين بلغ حتى الساعة سبعة"، مضيفة أن "التحقيقات لا تزال مستمرّة من أجل تحديد المسؤوليات وكشف جميع المتورّطين في العمليتين، علماً أنّ العدد قابلٌ للارتفاع بأي لحظة وكذلك التراجع ربطاً بمسار التحقيقات وإفادات الشهود والموقوفين". ولفتت المصادر إلى تعاون كبير بين الأمن العام ومخابرات الجيش في هذا الملف.
وكشفت المصادر أنّ "الموقوفين حتى الآن هم لبنانيون وفلسطينيون، وسبق أن جرى الاستماع إلى سوريين اثنين يعملان في مكان مطلّ على المنصّة التي أطلقت منها الصواريخ في 22 مارس الماضي، وذلك بناءً لإشارة القضاء المختصّ ومن ثم تم تركهما بعدما تبيّن أن لا علاقة لهما بالعملية"، مشيرة إلى أنّ هناك موقوفين أيضاً لدى المديرية العامة للأمن العام ويجري الاستماع إلى أقوالهم، وذلك قبل إحالتهم إلى مخابرات الجيش.
وشددت المصادر نفسها على أنّ "هناك توجيهات رسمية بمتابعة هذا الملف نظراً لأهميته وخطورته، وانعكاساته الميدانية، والجهود مكثفة من أجل كشف جميع الملابسات وتوقيف كلّ المتورطين وإنزال أشدّ العقوبات بهم". وقالت المصادر إنّ "لبنان ملتزم تطبيق وقف إطلاق النار، بعكس الإسرائيلي الذي يواصل خرقه منذ اليوم الأول، ويتمادى في اعتداءاته على الأراضي اللبنانية، عدا عن احتلاله المواقع الخمسة جنوباً، وضمنها ما حصل اليوم الثلاثاء، باستهدافه الضاحية الجنوبية لبيروت ما أسفر عن سقوط عددٍ من الشهداء والجرحى".
وأضافت: "العدو تذرع يوم الجمعة الماضي بقصفه الضاحية ربطاً بإطلاق صواريخ من لبنان، وها هو فجر اليوم يقصف المنطقة من جديد، وينتهك بشكل سافر الاتفاق، ما يؤكد أنه يختلق الذرائع لمواصلة اعتداءاته، ومع ذلك فإنّ الجانب اللبناني يقوم بكلّ ما يلزم لتحديد هوية مطلقي الصواريخ ومخططاتهم، وتوقيف من يريد أن يعطي ذريعة إضافية للعدو، ويكثف كذلك دبلوماسياً من اتصالاته الدولية لوضع حدّ لهذه الانتهاكات".
وكان الجيش اللبناني قد أعلن في 28 مارس أنه تمكّن من تحديد موقع انطلاق الصواريخ في منطقة قعقعية الجسر - النبطية شمال نهر الليطاني، وباشر التحقيق لتحديد هوية مطلقيها، كما عثر في 22 مارس على ثلاث منصّات صواريخ بدائية الصنع في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني بين بلدتَي كفرتبنيت وأرنون - النبطية، وعمل على تفكيكها.
وأعلن الأمن العام اللبناني، أول أمس الأحد، أنه كثف عملياته الاستخبارية لـ"كشف المتورطين" في إطلاق الصواريخ، مشيراً إلى توقيف عدد من المشتبه بهم، وبدء "الجهات المعنية التحقيقات معهم لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة".
واتخذت إسرائيل من هاتين العمليتين ورغم نفي حزب الله وقوفه خلفهما ذريعة لشن هجمات واسعة على لبنان، خصوصاً في البقاع والجنوب، إلى جانب قصف الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة الماضي، قبل استهدافها فجر اليوم للمرة الثانية، بزعم اغتيال عنصر في الحزب.
وكرّر الرئيس اللبناني جوزاف عون في أكثر من تصريح رفض أي اعتداء على لبنان و"أي محاولة مشبوهة أو خبيثة لإعادة لبنان إلى دوامة العنف"، مناشداً "جميع أصدقاء لبنان في العالم من باريس إلى واشنطن للتحرّك سريعاً لوقف التدهور ومساعدة لبنان على تطبيق القرارات الدولية على كامل حدوده وترابه الوطني".
وقال عون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الجمعة الماضي، إنّ "الجيش اللبناني يقوم بتحقيقاته لمعرفة من أطلق الصواريخ وتدلّ تجربتنا السابقة والأدلة الموجودة على الأرض على أنه ليس حزب الله والذي بدوره نفى مسؤوليته عنها"، مضيفاً: "إذا أردنا قياس نسبة خروقات إسرائيل مع لبنان فلا مقارنة".
وأردف: "إذا أخذنا بعين الاعتبار الإمكانات بالعديد والعتاد للجيش اللبناني والمساحة الجغرافية المطلوبة تغطيتها ستكون هناك خروقات، وطبعاً هناك أطراف ثالثة من مصلحتها خربطة الوضع لمصلحتها على حساب مصلحة لبنان لكن المتابعة من جانب الدولة والجيش اللبناني مستمرة لكشف من وراء الصواريخ ولا نقبل أن يستخدم أحد لبنان منصة مصالح له".
من جانبه، قال ماكرون إنّنا "ننتظر التقارير الكاملة حيال ما حصل من أحداث في لبنان، وحتى الساعة ليست هناك أي أنشطة تبرّر الضربات الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن "لا أدلة لدينا حول المسبّب لهذه الضربات".