لبنان يرمي الكرة في ملعب برّاك: على إسرائيل بدء خطواتها
استمع إلى الملخص
- شدد لبنان على أهمية التجديد لقوات اليونيفيل لدورها في ترسيخ الاستقرار، وينتظر موقفاً أميركياً واضحاً لدعم هذه الجهود.
- سجلت "الدولية للمعلومات" 85 خرقاً إسرائيلياً منذ موافقة الحكومة اللبنانية على حصرية السلاح، مما أدى إلى سقوط 11 شهيداً و20 جريحاً، مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية.
رمى المسؤولون اللبنانيون، أمس الاثنين، الكرة في ملعب الوفد الأميركي توماس برّاك الذي زار بيروت، على قاعدة أن لبنان قام بالخطوة الأولى وعلى إسرائيل اليوم أن توافق على ورقة واشنطن، وتلتزم الأطراف بمضمونها، بدءاً بوقف الأعمال العدائية، ما يبقي الأنظار شاخصة في الساعات والأيام المقبلة باتجاه الردّ الإسرائيلي، على وقع استمرار انتهاكاته للأجواء والأراضي اللبنانية.
وجال الموفدان الأميركيان توماس برّاك ومورغان أورتاغوس، أمس الاثنين، على المسؤولين اللبنانيين في بيروت، حيث تركز البحث على التطورات الأخيرة، ربطاً بمقررات الحكومة اللبنانية بشأن حصر السلاح بيد الدولة، وإقرار أهداف الورقة الأميركية، وأيضاً على ملف التجديد لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، والمتابَع من قبل أورتاغوس.
وسمع الوفد الأميركي من المسؤولين في بيروت كلاماً يؤكد قيام لبنان بدوره، بينما المطلوب الآن التزام الأطراف الأخرى بمضمون ورقة الإعلان المشتركة، ومزيد من دعم الجيش اللبناني، وتسريع الخطوات المطلوبة دولياً لإطلاق ورشة إعادة الإعمار في المناطق التي استهدفتها الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدين ضرورة قيام أميركا بالضغط على إسرائيل لبدء خطواتها سريعاً، انطلاقاً من مبدأ "الخطوة بخطوة".
وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، إن "لبنان ينتظر اليوم ما سيكون الردّ الاسرائيلي، حيث إنّ مجلس الوزراء اللبناني قام بدوره، وعلى أميركا أن تضغط على إسرائيل من أجل وقف اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية وانسحابها من النقاط الخمس جنوباً، والإفراج عن الأسرى اللبنانيين لديها"، مشيرة إلى أن "لبنان ماضٍ في مسألة حصرية السلاح بيد الدولة، ولن يتراجع عن هذه الخطوة".
وأشارت المصادر إلى أن "أجواء جولة برّاك كانت إيجابية، لكن العبرة تبقى في النتائج الملموسة، وأكد المسؤولون اللبنانيون أمس ضرورة التزام الأطراف بمضمون الورقة، مع تشديد على ضرورة دعم الجيش اللبناني للقيام بمهامه بالشكل اللازم وتقديم المساعدات المناسبة له". ولفتت إلى أن "الجيش كُلّف بمهمة وضع خطة لحصر السلاح، وسيقدمها في جلسة مجلس الوزراء مطلع الشهر المقبل، وهو يعمل عليها، ونحن جميعاً حريصون على السلم الأهلي والمصلحة الوطنية العليا"، مشيرة إلى أن "التواصل سيبقى قائماً مع برّاك، وقد تكون له زيارة قريبة إلى لبنان لمتابعة التطورات".
كذلك، أكدت المصادر أن "لبنان يتمسّك بالتجديد لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، فدورها أساسي وضروري في هذه المرحلة لترسيخ الاستقرار، كما مساندة الجيش في مهامه، وننتظر أن يتبلور الموقف الأميركي بشأن هذه المسألة".
وفي حديث له مع "العربي الجديد" اليوم الثلاثاء، يؤكد نائب رئيس الوزراء اللبناني طارق متري أن "لا شيء جديدا يعطيه لبنان أو يقوله للموفد الأميركي، باستثناء الحصول على التزام إسرائيلي بأهداف الورقة الأميركية، وعندما يتم ذلك تصبح الورقة ملزمة للطرفين، ومن أولى بنودها ضمان ديمومة وقف الأعمال العدائية، بما في ذلك جميع الانتهاكات البرية والبحرية والجوية"، مشدداً على أنه "إذا التزمت إسرائيل، عليها أن تطبق ذلك، وفي حال لم تلتزم واستمرّت باعتداءاتها وانتهاكاتها، عندها تصبح الورقة بلا قيمة".
ويشير متري إلى أن "لبنان لم يأخذ ضمانة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية، لكن في حال حصل الأميركيون على موافقة أو التزام إسرائيلي بالورقة، فهذا يعني ما يشبه الضمانة، باعتبار أن الاتفاق يبدأ بوقف الأعمال العدائية". في المقابل، يكتفي مصدر نيابي في حزب الله بالقول لـ"العربي الجديد"، إن "موقفنا لم يتغيّر، لا من نيات أميركا، وأدوار الموفدين الأميركيين في بيروت وأجنداتهم، ولا من مقررات الحكومة اللبنانية التي يجب أن تتراجع عنها، فالأولوية اليوم بالنسبة إلينا التزام إسرائيل بما جرى الاتفاق عليه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ووقف اعتداءاتها وانتهاكاتها المستمرّة، وقبل ذلك لا حديث بشيء".
على صعيدٍ ثانٍ، وصل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام صباح اليوم إلى مطار الملكة علياء الدولي في عمّان، يرافقه وزيرا الدفاع ميشال منسى، والخارجية يوسف رجي، وكان في استقباله وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء الأردني عبد اللطيف النجداوي، إلى جانب طاقم السفارة اللبنانية في عمّان، وسفير المملكة الأردنية الهاشمية في لبنان وليد الحديد.
وضمن المواقف الصادرة اليوم، أكد الرئيس عون لقائد "اليونيفيل" اللواء ديوداتو أبانيارا "تمسّك لبنان ببقاء القوات الدولية في الجنوب طوال المدة اللازمة لتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية"، مشدداً على "أهمية التعاون بين الجيش واليونيفيل وأهالي البلدات والقرى الجنوبية".
وأكد عون أن "لبنان بدأ اتصالات مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، والدول الشقيقة والصديقة لتأمين التمديد لليونيفيل نظراً لحاجة لبنان إليها من جهة، ولضرورة المحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب، ومواكبة تمركز الجيش بعد قرار الحكومة زيادة القوى اللبنانية العاملة في الجنوب إلى 10 آلاف عسكري، وهذا أمر يتطلب تعاوناً مع اليونيفيل التي تقوم بواجباتها كاملة وتنتشر في بلدات ومواقع عدة لها أهميتها في الحفاظ على الامن في الجنوب".
وشدد على أن "أي تحديد زمني لانتداب اليونيفيل مغاير للحاجة الفعلية إليها سوف يؤثر سلباً على الوضع في الجنوب الذي لا يزال يعاني من احتلال إسرائيل لمساحات من أراضيه".
85 خرقاً إسرائيلياً منذ موافقة الحكومة على حصر السلاح
وبالتزامن مع جولة الوفد الأميركي في بيروت، واصل جيش الاحتلال اعتداءاته على الأراضي اللبنانية، أمس الاثنين، بحيث ألقى قنبلة من مسيّرة على بلدة الخيام في قضاء مرجعيون، أدت إلى إصابة أربعة أشخاص من الجنسية السورية بجروح. وسُجّل اليوم الثلاثاء تحليق على علو منخفض لطائرات الاحتلال في الأجواء اللبنانية، ولا سيما فوق بلدات جنوبية وبقاعية. وأفادت كذلك وسائل إعلام تابعة لحزب الله بتعرض محيط منطقة بركة النقار جنوبي بلدة شبعا، جنوبي لبنان، لإطلاق الرصاص من جيش الاحتلال في مزارع شبعا المحتلة.
وفي رصدٍ لـ"الدولية للمعلومات" (شركة أبحاث ودراسات وإحصاءات مستقلة)، نشرته أمس الاثنين، فقد وصل عدد الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، بعد موافقة الحكومة اللبنانية على حصرية السلاح من يوم الأربعاء 6 أغسطس/ آب الحالي، ولغاية أول من أمس الأحد، إلى 85 خرقاً أدت إلى سقوط 11 شهيداً و20 جريحاً، وأضرار وحرائق في 10 أماكن، مشيرة إلى أن أكثرية الخروقات هي تحليق للمسيّرات.