استمع إلى الملخص
- أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون على ضرورة انسحاب إسرائيل من التلال الخمس وانتشار الجيش اللبناني على الحدود، مشددًا على حصرية السلاح بيد الدولة وأهمية الإصلاحات ومكافحة الفساد.
- شدد وزير الداخلية أحمد الحجار على إجراء الانتخابات في موعدها، مع جهود دبلوماسية وأمنية لتأمينها، مؤكدًا على سيادة الدولة اللبنانية.
رفع لبنان مستوى اتصالاته الخارجية بعد الاستهداف الإسرائيلي أمس الأحد للضاحية الجنوبية لبيروت، من أجل الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، والحصول على ضمانات بعدم قيامها بأيّ عدوان في فترة الانتخابات البلدية والاختيارية التي تبدأ الأحد المقبل في 4 مايو/أيار المقبل من جبل لبنان وتنتهي في الجنوب والنبطية يوم 25 منه.
وجدّد العدوان الإسرائيلي، وهو الثالث على الضاحية منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، المخاوف من تصعيد للعمليات العدائية وتوسعة رقعتها أكثر في العمق اللبناني خصوصاً أنّ الاستهداف أمس كان مفاجئاً ولم يرتبط بأي عملية نُفِّذت من لبنان، كما حصل سابقاً، عدا عن أن العديد من سكان المنطقة يؤكدون أنّ الموقع المستهدف ليس سوى خيمة تحوي على مساعدات، لا صواريخ فيها، بعكس المزاعم الإسرائيلية.
في الإطار، تقول مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاتصالات لم تتوقف منذ يوم أمس مع الجهات الخارجية خصوصاً الولايات المتحدة وفرنسا من أجل الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها كما الانسحاب من لبنان، حيث إن استمرار هذه الخروقات يعرّض لبنان واتفاق وقف إطلاق النار للخطر ويبقي احتمال عودة الحرب قائماً".
وتشير المصادر إلى أنّ "لبنان أمام شهر فيه الكثير من التحديات، مع قراره خوض الانتخابات البلدية والاختيارية والتي ستشمل بيروت وضمنها الضاحية، والبقاع والجنوب وكل لبنان، وهناك حال استنفار كبرى سواء على صعيد التحضير الأمني واللوجستي والإداري كما على المستوى الخارجي من أجل تكثيف الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها بأسرع وقت.. نأمل أن يكون الضغط جديا وحقيقيا ويُترجَم ميدانياً، لأننا حتى الساعة لم نحصل على ضمانات بذلك".
ولفتت المصادر إلى أنّ "لبنان أوصل رسائل للخارج بأنّ الضغط ليس كما يجب على إسرائيل، وهناك ضرورة لتكثيفه، خصوصاً أنّ لبنان ملتزم بالكامل بما تعهد به باتفاق وقف إطلاق النار، ولم يخرقه، والمهام التي يقوم بها الجيش اللبناني واضحة وظاهرة للجميع لا بل تحصل على اشادة دولية وعربية، وما يعرقل استكمال انتشاره ومهامه هو استمرار العدو في خروقاته التي تخطت الألفي خرق، واحتلاله النقاط الخمس، من هنا ضرورة أن يرى العالم من يخرق ومن يلتزم".
عون: من غير المسموح العودة إلى لغة الحرب
في الإطار، قال الرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم الاثنين خلال استقباله وفدا من مجلس الشيوخ الفرنسي إنّ "الانسحاب الإسرائيلي من التلال الخمس يشكّل ضرورة للإسراع في استكمال انتشار الجيش حتى الحدود، بحيث تتولى الدولة وحدها مسؤولية أمن الحدود"، مشيراً إلى أن "الجيش اللبناني منتشر على الحدود الشمالية الشرقية، ويقوم بواجباته كاملةً، ويتولى أيضاً مكافحة الإرهاب، ومنع عمليات التهريب، وحفظ الأمن الداخلي".
وشدد عون على أن "حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية قرارٌ اتُّخذ، ومن غير المسموح العودة إلى لغة الحرب". كذلك أشار الرئيس اللبناني إلى أننا "بدأنا اتخاذ الإصلاحات الضرورية، وسيتم استكمالها لأنها حاجة لبنانية قبل أن تكون مطلباً خارجياً"، مؤكداً أن "التركيز على مكافحة الفساد جزء أساسي من الإصلاحات، بهدف خدمة المواطن وتعزيز النظام العام".
من ناحية ثانية، قال عون "ستُشكَّل لجان مشتركة لبنانية - سورية لمعالجة المواضيع العالقة، بما في ذلك ترسيم الحدود البرية والبحرية، وأوضاع النازحين السوريين الموجودين في لبنان لأسباب اقتصادية". وأكد عون أن "الانتخابات البلدية ستُجرى في موعدها، ودور الدولة هو تأمين العملية الانتخابية أمنياً وإدارياً، فيما يبقى الخيار للبنانيين في اختيار من يمثلهم في المجالس البلدية والاختيارية"، مشدداً على أن "ما نسعى إليه في كل ما نقوم به هو بناء الدولة وإعادة الثقة بها، في الداخل والخارج".
وزير الداخلية: اتصالات دبلوماسية لتأمين الانتخابات
على صعيد متصل بالاستحقاق البلدي والاختياري، شدد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام خلال إطلاق غرفة العمليات للانتخابات في وزارة الداخلية والبلديات اليوم الاثنين على أنّ "الانتخابات البلدية لعلّها تكون خطوة أولى نحو تفعيل اللامركزية الإدارية وقد طال وقت انتظارها، وهي تساهم في تجديد الدم بشرايين الوطن"، مشيراً إلى أنه "بعد إنجازها الحكومة ستنكبّ على دراسة المشاريع المختلفة".
من جانبه، أكد وزير الداخلية أحمد الحجار أنّه "لا يمكن للوزارة ولا الدولة أن تخضع لأجندة العدو الإسرائيلي، والانتخابات ستجرى في موعدها"، مشدداً على أننا "نعمل لتأمين الانتخابات البلدية والاختيارية مع كل القوى الموجودة على الأرض، من محافظين وقائمقامين، المسؤولين عن إدارة الانتخابات، ومع الجيش والقوى الأمنية، وعبر الاتصالات الدبلوماسية الحثيثة مع كل الدول الصديقة وخاصة العضوية في لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار".
وأكد الحجار أن "القرار الذي اتخذ عبارة عن تكريس السيادة اللبنانية وقرار الدولة بإجراء الانتخابات بوقتها بكل المناطق، في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع والشمال وغيرها (...) نحن نعود لأجندة الدولة اللبنانية وليس أجندة العدو الإسرائيلي".
وأضاف "هناك تحسّب للوضع الأمني بشكل عام بكل المناطق اللبنانية ولا خيار في الدولة اللبنانية إلا بممارسة سيادتنا بإجراء الاستحقاقات بوقتها والدولة تقوم بالجهد كله على الأرض لاتخاذ الإجراءات اللازمة وهناك عمل دبلوماسي يقوم به الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام الذي حضر اليوم تحديداً بعد اعتداء أمس ليؤكد أن الدولة عازمة على تكريس سيادتها عبر إجراء الانتخابات رغم التحديات والصعوبات كلّها واللبنانيون لن يرضخوا لمن يريد فرض أجندة خارجية".