استمع إلى الملخص
- الجنرال الفرنسي غيوم بونشين سيمثل فرنسا في اللجنة، حيث يتمتع بخبرة في العمل مع الأمم المتحدة، وتأتي هذه التحركات في ظل اجتماع اللجنة الخماسية برئاسة الولايات المتحدة.
- فرنسا تؤكد التزامها بالهدنة، مع زيارة مرتقبة لوزير الدفاع الفرنسي لبيروت، بينما تواصل يونيفيل رصد الانتهاكات وتحث على الالتزام بالقرار 1701.
العميد إدغار لاوندس يمثل لبنان في لجنة المراقبة
الجيش يواصل استكمال انتشاره في مناطق جنوب الليطاني
رئيس لجنة المراقبة يجتمع مع اليونيفيل في الجنوب
كشف مصدر في الجيش اللبناني، اليوم الثلاثاء، عن اختيار العميد إدغار لاوندس لتمثيل لبنان في لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي. وأشار المصدر لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ العميد لاوندس قائد قطاع جنوب الليطاني، ومن الضباط الكاثوليك الأقدم في السلك، وهو من الشخصيات العسكرية الأساسية التي تولّت عمليات التنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لحفظ الأمن والاستقرار في الجنوب، "وسيمثل لبنان في اللجنة خير تمثيل".
ولفت المصدر إلى أنّ "الجيش اللبناني يسجل خروقات العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار، وهو على تواصل بهذا الشأن مع رئيس اللجنة، ممثل الولايات المتحدة الأميركية، اللواء جاسبر جيفرز، واليونيفيل"، مبيناً أن الجيش "يواصل استكمال انتشاره في مناطق جنوب الليطاني، ومتمسّك بتطبيق القرار 1701، ولهذه الغاية كان إعلان وزارة الدفاع الحاجة إلى تطويع جنود متمرّنين في الوحدات المقاتلة في الجيش من الراغبين ومستوفي الشروط".
وشدد المصدر على أنّ "الجيش جاهزٌ لمواجهة كل الأخطار التي تهدّده، وفي مقدّمها العدو الإسرائيلي، ومن المتوقع أن يرفع أعداد العناصر المنتشرين في الجنوب إلى حوالى 8 آلاف أو 10 آلاف في المرحلة المقبلة".
من هو الجنرال بونشين ممثل فرنسا في لجنة المراقبة؟
أما فرنسياً، بحسب معلومات "العربي الجديد"، فإنّ الجنرال غيوم بونشين سيمثل فرنسا في لجنة المراقبة، وهو يُعدّ من كبار الضباط الفرنسيين، وصاحب خبرة طويلة في العمل مع الأمم المتحدة وحفظة السلام، حيث تولى رئاسة قوة بعثة الأمم المتحدة في مالي، من يوليو/ تموز وحتى ديسمبر/ كانون الأول 2023، وأشرف على انسحاب 12 ألف جندي من عملية حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وفق القرار 2690 (الذي أنهى بموجبه مهام بعثة حفظ السلام الأممية في مالي والمعروفة اختصاراً باسم "مينوسما").
وقضى بونشين السنوات الأولى من حياته المهنية في القوات البرية الفرنسية مع مشاركة تشغيلية كبيرة في أوروبا وأفريقيا، ونفذ العديد من العمليات في السنغال وقوة "ليكورن"، وتولى رئاسة فريق رصد العمليات والاتصال في أفغانستان والعمليات المشتركة في تشاد، وغيرها من المهام.
اجتماع في جنوب لبنان
وعقد رئيس لجنة مراقبة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار، اللواء الأميركي جاسبر جيفرز، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً مع رئيس بعثة قوة الأمم المتحدة المؤقتة وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو في مقرّ يونيفيل بالناقورة جنوبيّ لبنان بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، نوقشت خلاله الجهود للمساعدة في استعادة الاستقرار.
وتأتي أولى "تحرّكات" اللواء الأميركي في إطار نشاطات اللجنة الخماسية، برئاسة الولايات المتحدة وعضوية فرنسا، على وقع امتعاض لبناني من تأخر عملها، في ظلّ الخروقات الإسرائيلية التي تخطّت الخمسين خرقاً، منذ بدء سريان الهدنة قبل أسبوع، وأدت إلى سقوط عددٍ من الشهداء والجرحى، واستدعت أمس الاثنين، رداً "دفاعياً أولياً تحذيرياً" من جانب حزب الله، على موقع رويسات العلم التابع لجيش الاحتلال، الأمر الذي زاد الخشية اللبنانية كما الدولية من انهيار الاتفاق.
زيارة مرتقبة لوزير الدفاع الفرنسي لبيروت
وعلى وقع تواصل الخروقات الإسرائيلية للتهدئة، قال مصدر دبلوماسي فرنسي لـ"العربي الجديد"، إنّ "فرنسا ستقوم بكلّ الجهود المطلوبة للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، وعدم العودة إلى الوراء، وهي على الرغم من الخروقات التي سُجّلت منذ بدء سريانه، إلّا أنها ترى أن الاتفاق ممكن أن يصمد، وهذا يتطلب من الأطراف كافة التزامه واحترام بنوده والتقيد بها".
وأشار المصدر إلى أنّ "من المرتقب أن يزور وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو بيروت في الأيام القليلة المقبلة لبحث آخر التطورات عقب دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ". وأضاف أن الزيارة تندرج "في إطار تأكيد أهمية الاستقرار في لبنان، ودعم فرنسا للشعب اللبناني، ووقوفها إلى جانبه، مع تكرار أيضاً ضرورة إتمام الاستحقاقات، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية، في ظلّ دقة المرحلة التي تتطلب وجوده على رأس الدولة".
من جانبها، أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل"، في بيان، اليوم الثلاثاء، أنها وجنود حفظ السلام التابعين لها على استعداد "لدعم أي اتفاقية أو آلية لإنهاء العنف عبر الخط الأزرق"، مشددة على مواصلة رصد انتهاكات القرار 1701 والإبلاغ عنها، وحثّ جميع الأطراف على التزامه التام نصاً وروحاً.
وقال مصدر في يونيفيل لـ"العربي الجديد"، إنّ "اليونيفيل مستمرة وملتزمة دعم تنفيذ القرار 1701، وتدعو الأطراف كافة إلى التزامه وتطبيق بنوده للحفاظ على الأمن والاستقرار". وأشار المصدر إلى أننا "ننظر بقلق وحذر إلى الخروقات التي رُصِدت لوقف إطلاق النار، ولكننا نعوّل على الأطراف التزام ما اتفقوا عليه لعدم العودة إلى الوراء"، مشدداً على أنّ "الحلول العسكرية لن تجدي أي نفع، وهذا ما ظهر خلال أكثر من سنة من الحرب".
ودعا رئيس البرلمان نبيه بري، أمس الاثنين، اللجنة المكلفة مراقبة تنفيذ الاتفاق إلى "مباشرة مهامها بشكل عاجل وإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها وانسحابها من الأراضي التي تحتلّها قبل أي شيء آخر". وبدوره قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، صباح اليوم الثلاثاء، أمام زواره إن "إعلان قيادة الجيش الحاجة إلى تطويع جنود متمرنين في الوحدات المقاتلة في الجيش يندرج في سياق تنفيذ قرار مجلس الوزراء بزيادة عديد الجيش لتعزيز انتشاره في مختلف مناطق الجنوب".
وأكد أن "الاتصالات الدبلوماسية مستمرة، وتكثفت أمس لوقف الخروقات الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية". وقال ميقاتي: "لقد شددنا في خلال هذه الاتصالات على أولوية استتباب الأوضاع لعودة النازحين إلى بلداتهم ومناطقهم وتوسعة انتشار الجيش في الجنوب".
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أن تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 لتحقيق السلام والأمن الدائمين، ويتعهدان باتخاذ خطوات نحو التنفيذ الكامل له، دون انتهاك. ولا تمنع هذه الالتزامات أياً من إسرائيل أو لبنان من ممارسة "حقهما الطبيعي في الدفاع عن النفس، بما يتماشى مع القانون الدولي". ودون الإخلال بقوات اليونيفيل ومسؤولياتها، أو الالتزامات الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 وقراراته السابقة، ستقتصر القوات العسكرية والبنية التحتية والأسلحة المنتشرة في منطقة جنوب الليطاني على القوات العسكرية والأمنية الرسمية للبنان.
وتعتزم الولايات المتحدة وفرنسا العمل ضمن اللجنة التقنية العسكرية للبنان (MTC4L) لتمكين وتحقيق انتشار شامل للجيش اللبناني قوامه 10 آلاف جندي في جنوب لبنان في أقرب وقت ممكن. علاوة على ذلك، تعتزم الولايات المتحدة وفرنسا العمل مع المجتمع الدولي لدعم الجيش اللبناني بشكل مناسب لتحقيق هذا الهدف وتحسين قدراته.