لبنان يترقب زيارة وزير خارجية قطر... ودياب يستنجد بـ"ورقة اللاجئين"

لبنان يترقب زيارة وزير خارجية قطر... ودياب يستنجد بـ"ورقة اللاجئين"

06 يوليو 2021
الزيارة تكتسي أهمية كبيرة (حسين بيضون)
+ الخط -

تتجه الأنظار في لبنان، اليوم الثلاثاء، إلى الزيارة الثالثة التي يقوم بها وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، منذ انفجار مرفأ بيروت في أغسطس/ آب 2020، ويلتقي خلالها الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء المكلف سعد الحريري، وقائد الجيش العماد جوزيف عون.

وعلّق المسؤولون اللبنانيون جدول مواعيدهم الصباحية، إذ كان لافتاً إرسال مكتبي الإعلام في رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب للصحافيين والمندوبين أنّ نشاطهما اليوم يبدأ عند الساعة الخامسة والنصف من بعد الظهر، وهو التوقيت الذي تنطلق فيه جولة وزير الخارجية القطري.

يذكر أنّ اللقاءات في الفترة الأخيرة تكون بعيدة بغالبيتها عن الإعلام، والمشاورات أكثرها هاتفية أو بين الوسطاء، ولا يخرج عنها إلا تسريب معلومات متناقضة عبر الإعلام تدور في فلك "اعتذار الحريري أو تريثه" في ما يخص تشكيل الحكومة المتعثر لأشهر.

وقال مصدرٌ مقرّب من بري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه الزيارة قد تشكل مسعى لتقريب وجهات النظر ومساعدة لبنان في الحلحلة، والرئيس بري سيصارح الجانب القطري بجوهر الأزمة، وهو داخلي، ويعرض المسار الذي سلكته مبادرته وأين توقفت".

ونفى المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، ما يتم تداوله عن لقاء يجمع اليوم بري والحريري، مؤكداً أن اللقاء الوحيد حتى الساعة لرئيس البرلمان هو مع وزير الخارجية القطري.

وفي زيارته الأخيرة في فبراير/ شباط الماضي، أكد الوزير القطري دعم بلاده الشعب اللبناني، واستمرار جهود الدوحة لاستكمال مشاريع إعادة الإعمار لمساعدة لبنان على النهوض والخروج من أزمته، مشدداً على أن "أي برنامج اقتصادي متكامل لدعم لبنان يتطلب وجود حكومة حتى تستطيع الدولة القطرية العمل بالشراكة معها على برامج اقتصادية ووفق معايير معينة".

وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن "قطر مستعدة دائماً للعب دور إذا طلب منها الأطراف اللبنانيون أن يكون لها أي دور في تسهيل الحوارات، وهي ستدعم أي مسار لتشكيل حكومة تحدث استقراراً سياسياً في لبنان"، مشدداً في الوقت نفسه على أنّ "تشكيل الحكومة شأن لبناني داخلي، وعلى التكتلات السياسية تغليب المصلحة الوطنية".

وعلى الصعيد نفسه، يكتسب لقاء وزير خارجية قطر وقائد الجيش اللبناني أهمية كبيرة، إذ يأتي في سياق المساعي الدولية والعربية والمؤتمرات التي تعقد لدعم المؤسسة العسكرية التي تواجه أزمة اقتصادية غير مسبوقة باعتبارها الضمانة اليوم للاستقرار الداخلي.

وقال مسؤول في قيادة الجيش، لـ"العربي الجديد"، إنّ العماد عون "يتطلّع بتقدير إلى كلّ الخطوات التي تبذل لدعم الجيش اللبناني بشتى الوسائل والهبات والمساعدات"، مضيفا أنه "سيعرض واقع الأزمة بالتفصيل على وزير خارجية قطر، والتحديات التي تواجهها المؤسسة وأبرز احتياجاتها". كما سيعرض "واقع بيروت بعد انفجار المرفأ، وعمليات الترميم وإعادة الإعمار، والمهام التي قام بها الجيش في هذا الإطار".

وسبق لقائد الجيش أن التقى، في 14 يونيو/ حزيران الماضي، السفير القطري لدى لبنان محمد حسن الجابر، ومدير عام صندوق قطر للتنمية خليفة جاسم الكواري، الذي جدد تأكيده مساندة دولة قطر للبنان وعلى تنفيذ الصندوق للمشاريع التنموية والتعليمية والصحية التي تم الإعلان عنها تنفيذاً لتوجيهات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

في موازاة ذلك، وجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حسان دياب، اليوم الثلاثاء، جملة رسائل إلى الخارج، طغى على أكثرها طابع "الضغط" و"التحذير"، وذلك خلال لقائه عددا من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية بهدف الحصول على المساعدة.

ولجأ دياب إلى "ورقة" اللاجئين السوريين (تصرّ السلطات اللبنانية على وصفهم بالنازحين)، وكذلك الفلسطينيين، ومعاناة اللبنانيين من الأزمة، مشدداً على أن "الاستقرار في لبنان هو نقطة ارتكاز الاستقرار في المنطقة".

وناشد دياب العالم المساعدة في "إنقاذ اللبنانيين من الموت، ومنع زوال لبنان"، الذي "بات على مسافة أيام قليلة من الانفجار الاجتماعي"، مشدداً، في المقابل، على أنه "مع وجود نحو مليون ونصف المليون نازح سوري ومئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، سيكون من الصعب التكهّن بنتائج انهيار الاستقرار في لبنان".

وتابع محذراً: "عندما يحصل الارتطام الكبير سيتردّد صدى تداعياته خارج جغرافية لبنان، ولن يستطيع أحد عزل نفسه عن خطر انهيار لبنان".

وفي وقتٍ يربط المجتمع الدولي والخارج عامةً مساعدة لبنان بتشكيل حكومة تقوم بالإصلاحات، يرفض الاستمرار في إعطاء الطبقة السياسية شيكات على بياض، وبالتالي جرعات إضافية للفساد والهدر، ويكتفي بالتقديمات الإنسانية الأساسية على الصعيد الصحي والغذائي.

ويبرز في الفترة الأخيرة دعم المجتمع الدولي الكبير للجيش اللبناني بصفته "الضمانة للاستقرار الداخلي"، وهو ما دفع دياب إلى التعبير عن رفضه لهذه المعادلة، مؤكداً أن "ربط مساعدة لبنان بتشكيل حكومة أصبح يشكل خطراً على حياة اللبنانيين والكيان اللبناني".

دياب، الذي لم ينسَ استعراض ما يعتبره "إنجازات" قامت بها حكومته لـ"تأجيل الانفجار" ورمي مسؤولية الانهيار الكبرى على القوى السياسية التي تتصارع حكومياً منذ 11 شهراً، شدد على أن "العالم لا يستطيع أن يعاقب اللبنانيين أو أن يديرَ ظهره للبنان، والضغوط التي تمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثر على الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمناً باهظاً يهدد حياته ومستقبله".