لبنان يترقب زيارة أورتاغوس: بحث في مقترحات تثبيت وقف إطلاق النار

03 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 13:15 (توقيت القدس)
مورغان أورتاغوس في قصر بعبدا، بيروت 7 فبراير 2025 (ريتا الجمّال/العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تترقب الساحة اللبنانية زيارة مورغان أورتاغوس إلى بيروت لمناقشة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار ودور الجيش اللبناني في الجنوب، بالإضافة إلى قضايا الأسرى والمواقع المحتلة، وسط توتر العلاقات مع إسرائيل.
- من المتوقع أن تنقل أورتاغوس رسائل حول سلاح حزب الله وضرورة التزام لبنان بالاتفاق، مع دعم ذرائع إسرائيل، ومناقشة التفاوض المباشر لحل الخلافات.
- أثارت أورتاغوس في زيارتها الأولى ضجة بتصريحاتها حول حزب الله، مؤكدة على التزام الولايات المتحدة بوضع خطوط حمراء لمنع ترويعه للشعب اللبناني.

يترقب لبنان الزيارة التي ستجريها نائبة المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى بيروت والرسائل التي ستحملها في جعبتها، خصوصاً أن جولتها الأولى في فبراير/شباط الماضي تركت أثرها على الساحة المحلية ربطاً بتصريحات مباشرة وشديدة اللهجة أطلقتها من على منبر الرئاسة اللبنانية وعبّرت خلالها عن امتنان الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل لهزيمة حزب الله.

وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد" إنّ "لبنان تبلّغ بزيارة مرتقبة لأورتاغوس إلى بيروت في الساعات المقبلة، على أن تلتقي المسؤولين اللبنانيين يوم غد الجمعة، إلاّ إذا طرأ أمرٌ ما يرجئ الزيارة". وأضافت المصادر: "هناك ملفات ستطرح على الطاولة، منها المقترحات الأميركية للحلّ وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وحمايته، وسيكون هناك أيضاً موقف لبناني بهذا الشأن، فهو لا يريد الحرب، وملتزم بالاتفاق، وثوابت لا تمكن الإزاحة عنها".

ومن المتوقع أن تنقل المبعوثة الأميركية، خليفة الوسيط عاموس هوكشتاين، رسالة واضحة إلى المسؤولين اللبنانيين حول سلاح حزب الله وضرورة التزام لبنان باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مع دعم ذرائع إسرائيل باستمرارها في تنفيذ هجمات على الأراضي اللبنانية، وضمنها على الضاحية الجنوبية لبيروت، ربطاً بالصواريخ التي أطلقت من لبنان، إلى جانب التطرق إلى موضوع الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل، والمواقع الخمس التي لا تزال محتلة، والملف البري، وغيرها من القضايا.

وأشارت المصادر إلى أنّ "الأميركيين يريدون استعجال تطبيق قرار وقف إطلاق النار بشكل كامل، وستكون هناك إحاطة للموفدة الرئاسية بمدى التزام لبنان بتنفيذ الاتفاق، ومدى تمادي العدو في خروقاته، كما الدور الكبير الذي يلعبه الجيش اللبناني في المناطق التي انتشر فيها، خصوصاً جنوب الليطاني، علماً أن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة وبقاء جيش الاحتلال في النقاط الخمس يعرقل العديد من مهام الجيش، وهو ما يجب التوقّف عنده، والتشديد على ضرورة حلّه، خصوصاً أن المبعوثة الأميركية في زيارتها الأولى إلى لبنان كانت أكدت الانسحاب الإسرائيلي الكامل تبعاً للموعد (الثاني) الذي كان متفقاً عليه في 18 فبراير الماضي". ولفتت المصادر نفسها إلى أنّ "لبنان سيطلب من أورتاغوس تعزيز عمل لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، وتكثيف الجهود الأميركية من أجل منع تدهور الوضع".

ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، خرقت إسرائيل الاتفاق مئات المرات. وقالت المصادر: "هناك ضرورة لوضع حد للانتهاكات التي ازدادت تمادياً، وصولاً إلى ضرب العاصمة بيروت، في حين أن الجانب اللبناني لم يخرق الاتفاق، وما أطلق من صواريخ، أعلن حزب الله عدم مسؤوليته عنه، وكذلك أظهرت التحقيقات المستمرة المتواصلة لكشف جميع المتورطين".

وحول ما إذا كانت أورتاغوس ستطرح مسألة التفاوض المباشر بين لبنان وإسرائيل لحلّ النقاط الخلافية، قالت المصادر إنّ "الرئيس جوزاف عون كان واضحاً بقوله من باريس أنه عند الحديث عن تفاوض، يجب أن يكون هناك أخذ وعطاء، فلا أسرى إسرائيليين لدى لبنان، كما أنّ لبنان لا يحتل أي أرض في إسرائيل، في حين أن هناك أسرى لبنانيين لدى إسرائيل، ونقاطاً خمساً لبنانية محتلة أيضاً، أما الخلاف حول النقاط البرية الـ13، فهذه يمكن أن تحصل تحت أي مظلة سواء أميركية أو فرنسية أو أممية، ولكن قبل ذلك، يجب إطلاق سراح الأسرى وخروج العدو من كامل النقاط التي يحتلها ووقف اعتداءاته على الأراضي اللبنانية، أما مسألة سلاح حزب الله، فهي تحلّ داخلياً، وعلى الأميركيين أن يعوا ويفهموا أكثر طبيعة الوضع في لبنان".

وفي زيارتها الأولى إلى بيروت، والأولى لها خارج الولايات المتحدة، في 7 فبراير الماضي، أطلقت أورتاغوس سلسلة مواقف بعد لقائها الرئيس جوزاف عون أثارت ضجة في الأوساط المحلية بقولها إننا "ممتنون لحليفتنا إسرائيل لهزيمة حزب الله. ولكن هذا بفضل الشعب اللبناني. والشكر إلى الرئيس عون ورئيس الوزراء نواف سلام، وكل شخص في هذه الحكومة ملتزم بإنهاء الفساد، وملتزم بالإصلاحات، وملتزم بالتأكد من أن حزب الله ليس جزءاً من هذه الحكومة بأي شكل من الأشكال، وأن يظل حزب الله منزوع السلاح ومهزوماً عسكرياً".

وأضافت أورتاغوس في جولتها اللبنانية قبيل تشكيل سلام حكومته: "بالتأكيد لا أخاف من حزب الله، ولا أخاف منه لأنه هُزِم عسكرياً. وقد وضعنا خطوطاً حمراء واضحة من الولايات المتحدة مفادها أنه لن يتمكن من ترويع الشعب اللبناني، وهذا يشمل كونه جزءاً من الحكومة. لذا، فقد بدأت نهاية حكم حزب الله الإرهابي في لبنان وفي جميع أنحاء العالم. لقد انتهى الأمر".