لبنان يبحث مقترحات براك: هذا ما يطلبه الأميركيون من البلد
استمع إلى الملخص
- لبنان يسعى لضمانات لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، ويبدأ خطوات لسحب السلاح في جنوب الليطاني، مع خارطة لسحب السلاح الفلسطيني في المخيمات.
- وزير الخارجية اللبناني يدعو الاتحاد الأوروبي لدعم الجيش وتجديد ولاية اليونيفيل، ويؤكد على ضرورة الاهتمام الدولي بالتصعيد الإسرائيلي وعودة النازحين السوريين.
عاد الحراك إلى دوائر المقار الرسمية في لبنان لدراسة ردّ واشنطن على الجواب اللبناني بشأن مقترحات المبعوث الأميركي، توماس برّاك، التي يتصدّر مضمونها سلاح حزب الله وضرورة الإسراع في حلّ الملفّ لتفادي تداعيات المماطلة والتهديدات الداخلية التي قد تترتب عن كلّ تأخير. ولم يتأخر الردّ الأميركي على الجواب اللبناني، الذي سُلِّم إلى برّاك خلال زيارته بيروت الاثنين الماضي، وذلك في رسالة توضح جدّية تعاطي الولايات المتحدة مع الملف وإصرارها على إنجازه بأسرع وقت، حتى يستفيد لبنان من الفرصة المتاحة أمامه ويلحق "ركوب قطار التغيير" وفق تعبيرها المستمرّ.
وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد" إن "الردّ الأميركي وصل وبدأت دراسته، وسيكون هناك حرص كما حصل مع الجواب الأول، على وحدة الموقف والتوافق حوله"، لافتة إلى أنّ "المقترحات الأميركية ليست إلزامية وغير قابلة للمساس، وللبنان رأيه وموقفه وملاحظاته التي سيقدّمها ربطاً بما وصله من مضمون". وأشارت المصادر إلى أن "الرد الأميركي يشدد على ضرورة حلّ مسألة سلاح حزب الله وكافة الفصائل المسلحة بأسرع وقتٍ، على أن تتولى الحكومة وضع الآلية والجدول الزمني لتنفيذ ذلك، فهناك إصرار على أن تكون الخريطة واضحة بهذا الشأن، لا أن تكون عامة ومبهمة وضبابية وأن تشمل مهام الجيش اللبناني في هذا الإطار".
ولفتت إلى أن "الولايات المتحدة تريد من لبنان أن يحدّد بشكل مفصّل آلية سحب السلاح ومراحله، مع حلّ مسألة السلاح الثقيل بالدرجة الأولى. على أن لا يتجاوز ذلك نهاية العام الجاري، باعتبار أن استمراره والتأخير في إتمام الملف من شأنه أن يبقي التهديدات قائمة، سواء الإسرائيلية أو حتى داخلياً على الصعيد اللبناني". كذلك، أشارت المصادر نفسها إلى أن "واشنطن لا تمانع سحب السلاح على مراحل، تبعاً للمناطق، لكن على أن يتم البدء بالسلاح الثقيل، وتقوم في المقابل بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من النقاط الخمس التي تحتلها".
وترى المصادر أنه "من المبكر التعليق على الرد الأميركي، لكن هناك مسلمات لبنانية نعيد ونكررها حول ضرورة حصول لبنان على ضمانات بوقف الاعتداءات الإسرائيلية والخروقات والانسحاب من النقاط الخمس وإطلاق سراح الأسرى، مع التزام كامل من لبنان بحصر السلاح، واستعادة قرار الحرب والسلم، ونشر الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية"، وتضيف "المقترحات الأميركية تتحدّث عن الية وخريطة لسحب السلاح، وهذا ما بدأه لبنان أساساً، في جنوب الليطاني، حيث تم سحب السلاح وتفكيك مواقع ومنشآت عسكرية، على أن يستكمل الجيش انتشاره عند انسحاب الاحتلال من النقاط الخمس، وتعهّد باستكماله على مراحل وبالحوار الداخلي، فالقرار اتُخذ ولا رجوع عنه. والأمر نفسه حصل على صعيد السلاح الفلسطيني، وجرى وضع خارطة له ومراحل تنفيذه على صعيد المخيمات الفلسطينية الموجودة داخل الأراضي اللبنانية، وهو ما يظهر جدية لبنان بالتعاطي مع هذا الملف".
وكثف برّاك في الأيام الماضية من مواقفه وتصريحاته حول لبنان، متحدثاً عن خطر وجودي في حال عدم التحرّك، وأشار إلى مخاوف من أن منع الحكومة اللبنانية من نزع سلاح حزب الله من شأنه أن يؤدي إلى حرب أهلية، مشيراً إلى أننا لا نتحدث عن السلاح الصغير، بل الثقيل، الذي يؤثر أو يهدد إسرائيل. وارتكزت مقترحات برّاك الأولى، التي وضعها على طاولة المسؤولين اللبنانيين في 19 يونيو/حزيران الماضي، على بنود عدّة أبرزها: سحب سلاح حزب الله وتطبيق إصلاحات اقتصادية، خصوصاً على صعيد مكافحة اقتصاد الكاش أو النقدي، إلى جانب العلاقات مع سورية وترسيم الحدود، بينما طالب لبنان بحصول ضمانات بشأن وقف الاعتداءات الإسرائيلية التي لا تزال مستمرة حتى اليوم، وانسحاب جيش الاحتلال من النقاط الخمس، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل، مع مراعاة الهواجس اللبنانية ولا سيما بشأن طريقة التعاطي مع سلاح الحزب باعتباره شأناً داخلياً.
رجي يدعو أوروبا لدعم الجيش اللبناني
وجدد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي، الثلاثاء، على هامش اجتماع الاتحاد الأوروبي مع دول الجوار الجنوبي "تأكيد التزام لبنان بسيادته الكاملة"، محذّراً من أن "استمرار احتلال إسرائيل خمسة تلال استراتيجية، رغم الاتفاق الذي عقد بوساطة أميركية - فرنسية، لا يزال يشكّل عقبةً أساسية أمام التهدئة". وشدّد رجّي على "ضرورة أن يحظى التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الجنوب والبقاع باهتمام دولي عاجل". كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى دعم الجيش اللبناني والمساعدة في تجديد ولاية اليونيفيل في مجلس الأمن.
كما أكد "ضرورة العودة السريعة للنازحين السوريين، إذ إن الظروف في سورية لم تعد تبرر استمرار النزوح"، وأشار إلى أنه أجرى لقاءً مقتضباً مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في بروكسل، وجدّد خلاله دعوته لزيارة بيروت بهدف مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز التنسيق الثنائي.