لبنان: غارة إسرائيلية في خلدة ومشاورات حول ورقة برّاك

03 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 22:01 (توقيت القدس)
من موقع الغارة الإسرائيلية في خلدة، 3 يوليو 2025(فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شنت طائرة إسرائيلية غارة على سيارة في خلدة جنوب بيروت، مستهدفة عنصرًا يُعتقد أنه من فيلق القدس، مما أدى إلى سقوط شهيد وثلاثة جرحى.
- تشهد بيروت مشاورات مكثفة للرد على مقترح أميركي يتضمن سحب سلاح حزب الله مقابل انسحاب إسرائيلي من جنوب لبنان، مع خطوات متبادلة تشمل إطلاق الأسرى وتحسين العلاقات اللبنانية-السورية.
- أكدت كتلة حزب الله البرلمانية على ضرورة تظهير موقف لبنان قوياً، ورفضت الشروط الأميركية، مشددة على أن السلاح شأن داخلي.

شنّت طائرة إسرائيلية، صباح اليوم الخميس، غارة استهدفت سيارة على طريق عام منطقة خلدة جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، أدت إلى سقوط شهيد وثلاثة جرحى وفق حصيلة أولية. وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن المستهدف في الغارة عنصر في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يُدعى قاسم الحسيني، من دون تأكيد رسمي حتى الساعة لهوية المستهدف.

وفي بيان صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية، أُكِّد سقوط ضحية واحدة على الأقل وثلاثة جرحى في القصف الذي طاول السيارة المستهدفة. في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه نفّذ عملية ضد "عنصر كان يهرب الأسلحة داخل لبنان لمصلحة فيلق القدس"، في سياق ما وصفه بملاحقة شبكات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الأراضي اللبنانية.

وفي سياق متصل، تواصل إسرائيل خروقاتها المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث استهدفت غارات إسرائيلية أطراف بلدات العيشية والمحمودية وإقليم التفاح وبرغز (جنوباً). كذلك استهدفت غارات إسرائيلية أخرى محيط مجرى نهر الليطاني بين بلدتي دير سريان وزوطر (جنوباً). وفي وقت سابق فجر اليوم، تسللت مجموعة من قوات الاحتلال إلى منزل يقع عند أطراف بلدة كفركلا جنوبي لبنان، وفخخته وفجرته من بُعد.

على المستوى السياسي، تشهد بيروت حركة مشاورات مكثفة للردّ على المقترح الأميركي الذي حمله المبعوث توماس برّاك خلال زيارته في 19 يونيو/حزيران الفائت، وذلك قبيل عودته مطلع الأسبوع المقبل للحصول على الجواب اللبناني الرسمي.

وبحسب تسريبات متداولة حول الورقة الأميركية، يتضمن المقترح بنداً مثيراً للجدل يقضي بسحب سلاح حزب الله وكل الفصائل المسلحة – لبنانية وغير لبنانية – من شمال نهر الليطاني، مقابل ضغط أميركي على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس المحتلة جنوبي لبنان. كما تنصّ الخطة على خطوات متبادلة تشمل إطلاق الأسرى، ووقف الاعتداءات، وتوفير مساعدات مالية لإعادة الإعمار.

وتقترح ورقة برّاك خريطة طريق تبدأ بنزع الصواريخ الثقيلة ثم الطائرات المسيّرة، إلى جانب تحسين العلاقات اللبنانية-السورية، وضبط الحدود، وترسيمها، وتسوية ملف مزارع شبعا، التي تعتبرها الولايات المتحدة أرضاً سورية. كما تدعو إلى تنفيذ إصلاحات مالية صارمة، ومكافحة الاقتصاد الموازي، وإغلاق المؤسسات المالية التابعة لحزب الله.

مصادر رسمية لبنانية أكدت لـ"العربي الجديد" أن الرد اللبناني لم يجهز بعد، وما زالت هناك نقاط عالقة قيد البحث، مشيرة إلى اجتماعات متواصلة لتوحيد الموقف الرسمي.

وعقدت كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة"، اليوم الخميس، جلستها الدورية برئاسة النائب محمد رعد، أكدت خلالها في تعليقها على ورقة الاقتراحات الأميركية "حرصها على وجوب تظهير موقف لبنان الدولة والشعب قوياً وسيادياً واضحاً، خصوصاً أنه التزم بشكلٍ كامل بإعلان وقف الحرب، فيما ضرب العدو الصهيوني ولا يزال بهذا الإعلان عرض الحائط".

وأضافت: "ليكن واضحاً أيضاً أنّ لبنان متمسك بمطالبه وحقوقه الوطنيّة الكبرى والسيادية وملتزم بها رغم كل الضغوط والتواطؤ والدعم الفاضح من بعض الدول الكبرى لمصلحة العدو الصهيوني، بدل قيامها بمساعدة لبنان وإلزام العدو بتنفيذ ما يُلزمه الاتفاق بتنفيذه دون تباطؤ أو تحايل أو تذرع واهٍ ومفضوح". وشددت الكتلة على "ضرورة أن تكون كل المقاربات ضمن الإطار السيادي الوطني لمناقشة استراتيجية الامن الوطني، والإجراءات والمسارات التي تتصل بالأمن والاستقرار والتعافي وحفظ السيادة وبسط سلطة الدولة". ورأت أنّ "المقدمات الطبيعية والبديهية لذلك كله يتمثل بانسحاب العدو من مناطقنا المحتلة والتزامه كامل الشروط المنصوص عليها في إعلان وقف إطلاق النار".

وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإنّ اجتماعات مكثفة عقدت أمس الأربعاء بين النائب عن كتلة حزب الله البرلمانية محمد رعد ورئيس البرلمان نبيه بري، والتواصل لا يزال قائماً، للتوصل إلى موقف موحّد بشأن المقترح الأميركي، وسط إصرار من جانب حزب الله على رفض "الخضوع للشروط والإملاءات الأميركية"، والتمسّك بمبدأ أن السلاح هو شأن لبناني يُبحث به ضمن استراتيجية واضحة في الداخل، كما أولوية وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب من النقاط الخمس.

من جهته، شدد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، على أن "موضوع السلاح شأن داخلي لا علاقة لإسرائيل به، ولا يحقّ لها التدخل أو الإشراف أو المراقبة"، قائلاً: "لا ينفع معنا التهديد ولا القوة، ولن نسلّم سلاحنا أو أرضنا للعدو. هذه قضايا نعالجها نحن، ولن نقبل الضغوط أو الإملاءات". وأضاف: "الحق معنا، وإسرائيل وأميركا هما المعتديتان، ولن نرضخ لأي محاولة لانتزاع حقوقنا التي كفلتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية".

المساهمون