لبنان: ردود متباينة على قرار الحريري تعليق عمله السياسي

لبنان: ردود متباينة على قرار الحريري تعليق عمله السياسي

24 يناير 2022
قرر الحريري اليوم تعليق عمله السياسي (حسين بيضون)
+ الخط -

توالت ردود الفعل في لبنان على إعلان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري تعليق مشاركته في الحياة السياسية، أبرزها على لسان رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، الذي اعتبر في حديث لوكالة "رويترز" أن قرار الحريري يعني "إطلاق يد حزب الله والإيرانيين في لبنان".

وقال جنبلاط، في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، "تيتم الوطن اليوم والمختارة (مقر جنبلاط) حزينة وحيدة".

من جهته، قال رئيس الوزراء نجيب ميقاتي إن "كلام سعد الحريري اليوم صفحة حزينة للوطن ولي شخصياً، ولكنني أتفهم الظروف المؤلمة التي يعيشها والمرارة التي يشعر بها"، مضيفاً "سيبقى الوطن يجمعنا والاعتدال مسارنا ولو تغيرت الظروف والأحوال".

ولم يعلن ميقاتي موقفه رسمياً بعد بشأن الترشح للانتخابات النيابية في ظل تقاطع المعلومات بهذا الخصوص، وتتقدمها نيته العزوف لأسباب تعددت منها ربطاً بدوره كرئيس حكومة في العملية الانتخابية، وأخرى تتصل بخطوة الحريري التي قد تستكمل على مستوى نادي رؤساء الحكومات السابقين تمام سلام، وفؤاد السنيورة، ونجيب ميقاتي.

بدوره، فضّل رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة عدم التعليق الآن على الكلام المثار وقرار الحريري عدم الترشح للانتخابات النيابية وتعليق مشاركته بالحياة السياسية ودعوته "تيار المستقبل" لاتخاذ الخطوة نفسها، مكتفياً بالقول لـ"العربي الجديد"، "أرصد حالياً ردود الفعل والتي على أساسها نفكر ما العمل".

وقال رئيس الوزراء السابق تمام سلام، الذي كان أعلن قبل أيامه عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية، إن "موقف الحريري لا يعبر فقط عما توصل إليه من اقتناع في هذه المرحلة التي يمرّ بها لبنان واللبنانيون بل يعكس أيضاً الخلل العميق في التوازنات السياسية والوطنية المفقودة للحفاظ على وحدة الوطن وأبنائه".

وكان لرئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، حليف "حزب الله"، والذي دائماً ما يُحكى عن تعويله على دعم الحريري له كمرشح رئاسي، موقف أيضاً، مساء اليوم، بقوله "بمعزل عمن يتفق أو يختلف معه فإن الرئيس سعد الحريري وجه من وجوه الاعتدال في لبنان وغيابه عن الساحة السياسية سيخلق فرصة للضعفاء الذين سيعمدون إلى المزايدات التي تعزز التطرف والتطرف هو أكبر خطر على مستقبل لبنان".

في المقابل، فضّل عددٌ من نواب "التيار الوطني الحر" (بزعامة النائب جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون) عدم التعليق اليوم على كلمة الحريري، مؤكدين، لـ"العربي الجديد"، أن التيار يعقد اجتماعه الدوري غداً وسيخرج بموقف بهذا الخصوص.

وتبعاً لمعلومات "العربي الجديد"، فإنّ تكتل باسيل سيرد على كلام الحريري الذي طاوله شخصياً، وعمّه الرئيس ميشال عون، بحديثه عن التسويات التي أتت على حسابه وألحقت به خسائر جمّة من بينها انتخاب عون رئيساً للجمهورية.

في السياق، اكتفى مصدر نيابي في "حزب الله"، فضل عدم الكشف عن اسمه،  بالتأكيد أن "الحريري صاحب القرار الأول والأخير وهو العالم بمصلحته وتياره السياسي وكنا نحبّذ بقاءه في الساحة السياسية والنيابية ولا سيما لما يمثله في الطائفة السنية لكنه ارتضى العزوف"، مبدياً بعض الانزعاج من الرسائل التي مررها حول النفوذ الإيراني.

يشار إلى أن قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" اكتفت بسطرين من مقدمة موسعة وزارياً ويمنياً في نشرتها الإخبارية المسائية، بإشارتها إلى أن "اللافت في الحياة السياسية اللبنانية اليوم كان إعلان الحريري تعليق عمله السياسي، وبالتالي عدم ترشحه أو أي شخص باسم التيار في الانتخابات النيابية المقبل".

ومن المعروف أن رئيس البرلمان و"حركة أمل"، نبيه بري، تمنى على الحريري، في أكثر من لقاء واتصال، التراجع عن قراره، بيد أنه لم يتمكن من ثنيه.

ومن ردود الفعل التي رصدت، إعلان النائب سيزار المعلوف، الذي أصبح خارج تكتل "حزب القوات اللبنانية" (برئاسة سمير جعجع)، اليوم، عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية المنتظر عقدها في لبنان يوم 15 أيار/مايو المقبل، في موقف كان قد لوّح إليه قبل يومين.

ومن المتوقع أن يخطو العديد من النواب، سواء من التابعين للمستقبل وأحزاب أخرى، خطوة العزوف نفسها، ولا سيما أن من بينهم متضررين من قرار الحريري لما كان يمثله لهم من ضمانة عند التحالف الانتخابي، وهو واقع سيكون له دوره أصلاً في تغيير المعادلة والحسابات الانتخابية، وبالتالي فإن "قنبلة الحريري" ستنفجر انتخابياً بالكثير من الطامحين للوصول إلى البرلمان.

على المقلب الشعبي، شهدت مناطق في بيروت، حيث التأييد الأكبر للحريري، تحركات بمجرد ختام كلمته، ترافقت مع قطع للطرقات بالمستوعبات والإطارات المشتعلة.

وطالب مناصرو "المستقبل" الحريري بالتراجع عن قراره، خصوصاً أنهم يخشون المرحلة المقبلة من بعده، لما يمثله من رمز للاعتدال وضمانة لهم ولغياب أي بديل عنه يمثل الطائفة السنية على حدّ تعبيرهم، ملوحين إلى تحركات تصعيدية في الأيام المقبلة.

المساهمون