لبنان: رئيس لجنة مراقبة وقف النار في بيروت غداً وسط امتعاض من الأداء

29 ابريل 2025
عون يلتقي الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، 11 مارس 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يزور الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز لبنان لمناقشة وقف إطلاق النار، حيث يلتقي بالرئيس جوزاف عون لبحث الضغط على إسرائيل لتطبيق الاتفاق وإعادة الأسرى اللبنانيين.
- يجتمع جيفرز مع رئيس البرلمان نبيه بري، الذي يطالب الولايات المتحدة وفرنسا بالتدخل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، ويعرض الخروقات الإسرائيلية التي تجاوزت الألفين.
- يستمر الجيش اللبناني في تنفيذ عمليات ضمن القرار 1701، ويواجه تحديات بسبب الخروقات الإسرائيلية، مع تأكيد الرئيس عون على أهمية الحوار والدعم الدولي لضمان الاستقرار.

يجول رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز على المسؤولين في لبنان يوم غدٍ الأربعاء، على وقع امتعاض رسميّ من "الجهود الخجولة" التي تُبذَل من قبل عرّابي الاتفاق، ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية، للضغط على إسرائيل لإجبارها على وقف اعتداءاتها.

ويستهلّ جيفرز لقاءاته في بيروت باجتماع يعقده في الصباح الباكر مع الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا الجمهوري، حيث سيكون هناك تشديد لبناني على الطلب من رئيس اللجنة، الضغط على إسرائيل لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وإعادة الأسرى اللبنانيين المتبقي منهم 15، بعدما تم الافراج عن 5 بالتنسيق مع واشنطن في مارس/ آذار الماضي، إلى جانب الانسحاب من التلال الخمس، بحسب معلومات "العربي الجديد".

وقال مصدر مقرّب من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لـ"العربي الجديد"، إنّ الأخير سيلتقي جيفرز صباح الأربعاء، "وسيكرر دعوة الولايات المتحدة، كراعية إلى جانب فرنسا في الاتفاق، بالقيام بالدور المنوط بها، والتحرّك سريعاً من أجل وقف إسرائيل اعتداءاتها بشكل فوري على لبنان". وشدد المصدر على أنّ "لبنان سيعرض على رئيس اللجنة الخروقات الفاضحة التي ارتكبتها إسرائيل للاتفاق، والتي تفوق الألفين، وأسفرت عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، إلى جانب تدمير قرى، وبلدات، ومنازل، وبنى تحتية، وبيوت جاهزة، عدا عن الاعتداءات المتفرقة في العمق اللبناني، والتي كان آخرها في الضاحية الجنوبية لبيروت، وكلّه أمام مرأى العالم، من دون أي تحرك خارجي جدّي، خصوصاً من عرابَي الاتفاق، لوضع حدّ للعدو، في حين أن لبنان لم يخرق الاتفاق، ولا يزال يسلك الطرق الدبلوماسية، وسيقدّم شكاوى كذلك اعتراضاً على هذه الاعتداءات".

ولفت المصدر إلى أنّه "منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار، وإسرائيل ترتكب اعتداءات يومية وتصعّد في بعض الأحيان عملياتها، وليس هناك تحرك جدّي للجنة لوضع حدّ لها أو توجيه رسائل حادة لها، بينما لبنان التزم بالاتفاق بالكامل، وسيكون هناك عرض للدور الكبير الذي يقوم به الجيش اللبناني في هذا الإطار". وأشار كذلك إلى أنّ "هناك موقفاً رسمياً بات واضحاً، بأن لبنان ملتزم بالاتفاق وتعهّداته، وما يعرقل استكمالها هو استمرار الاعتداءات الإسرائيلية واحتلال المواقع الخمس، من هنا الأولوية اليوم تبقى لوقف هذه الانتهاكات، الانسحاب من التلال الخمس، وإطلاق الأسرى، وبعدها تُطرح المواضيع الأخرى".

من جانبه، قال مصدر في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجيش مستمرّ في عملياته، وغالبيتها لا يُعلن عنها رسمياً، وذلك في إطار تنفيذ القرار 1701، وترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار، وهذه العمليات توثَّق في تقارير وتُعرَض على اللجنة". وأشار المصدر إلى أن "الجيش نفذ منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مئات المداهمات التي لم تقتصر على جنوب الليطاني، وهي تتوسّع في كل مرحلة، وقد طاولت شماله أيضاً، وكذلك البقاع، وبعلبك الهرمل، والضاحية الجنوبية، وجرى إقفال مخازن ذخيرة وأنفاق، ومواقع تابعة لحزب الله أو مجموعات مسلحة أخرى ومصادرة معدات وأسلحة، والعمليات ستُستكمل، في حين سجّلنا أكثر من 2700 خرق إسرائيلي، ما أسفر عن سقوط أكثر من 190 شهيداً وما يزيد عن 490 جريحاً".

ولفت إلى أن "هناك تحديات كبرى تواجه الجيش، وحاجات لا تزال مطلوبة وبسرعة له، ولكن مع ذلك، فإنه يقوم بكل ما يلزم لبسط سلطة الدولة، علماً أن ما يؤثر سلباً على ذلك هو الخروقات الإسرائيلية المستمرة واحتلالها مواقع لبنانية". وبالتزامن مع الزيارة الأخيرة لجيفرز منتصف الشهر الماضي، أعادت إسرائيل، بناءً على طلب من الولايات المتحدة الأميركية، إلى لبنان خمسة مواطنين لبنانيين كانوا محتجزين لديها، وقد أكدت اللجنة "مواصلة عقد اجتماعات منتظمة لتحقيق التنفيذ الكامل لوقف الأعمال العدائية".

وعقب الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت أول من أمس الأحد، شدد الرئيس اللبناني جوزاف عون على أنه "على الولايات المتحدة وفرنسا كضامنتين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، أن تتحملا مسؤولياتهما، وتجبرا إسرائيل على التوقف فوراً عن اعتداءاتها"، مؤكداً أن "استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات، ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها".

وأكد عون في مواقف له أمام وفد أميركي، اليوم الثلاثاء، أنّ "قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه، لأنه يلقى تأييداً واسعاً من اللبنانيين والدول الشقيقة والصديقة"، لكنه لفت إلى أنّ "سحب السلاح لن يكون سبباً لاضطرابات أمنية في البلاد، بل سيتم من خلال الحوار مع المعنيين الحريصين أيضاً على الاستقرار والسلم الأهلي، ودور الدولة المركزية، والتطورات التي حصلت في المنطقة لا تزال تساعد على المضي في اعتماد الحلول السلمية، وإن تطلب ذلك بعض الوقت تفادياً لاي عثرات". وأشار عون إلى "حاجة الجيش والقوى المسلحة للمساعدة العاجلة لتتمكن الوحدات العسكرية من تحمّل مسؤولياتها في حفظ الأمن والاستقرار في البلاد"، مشيراً للوفد إلى أنه "من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية أن يبقى لبنان مستقراً وآمناً، وعليها أن تساعد لبنان لتحقيق ذلك".