استمع إلى الملخص
- عزز الجيش اللبناني انتشاره في جنوب الليطاني بالتنسيق مع اليونيفيل، داعيًا الأهالي للتريث في العودة بسبب الألغام والمخلفات الإسرائيلية.
- شهدت مناطق جنوب لبنان خروقات جديدة، حيث أغلقت القوات الإسرائيلية الطرق ومنعت الأهالي من الوصول، وتعرضت بلدة طيرحرفا لدمار شامل، مما دفع البلديات للعمل على إزالة السواتر وفتح الطرق.
تتجه الأنظار في لبنان إلى موعد انتهاء مهلة الستين يوماً لانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من القرى التي توغّل فيها جنوباً، والذي يصادف يوم غد الأحد، وسط استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار منذ توقيعه في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية، اليوم السبت، أن الرئيس جوزاف عون تابع اتصالاته ومشاوراته الكثيفة لمواكبة الأوضاع في الجنوب، في ضوء التطورات الأخيرة والممارسات الإسرائيلية الخطيرة، مشيرة إلى أنه تلقى اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عرض خلاله التطورات في الجنوب، والجهود المبذولة لضبط التصعيد، وإيجاد الحلول المناسبة التي تضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والإجراءات الواجب اعتمادها لنزع فتيل التفجير.
وأشارت الرئاسة إلى أن ماكرون أوضح أنه يجري اتصالات من أجل الإبقاء على وقف إطلاق النار واستكمال تنفيذ الاتفاق. من جهته، أكد عون للرئيس الفرنسي ضرورة إلزام إسرائيل تطبيق مندرجات الاتفاق حفاظاً على الاستقرار في الجنوب، وعلى وقف انتهاكاتها المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الأمر الذي سيعيق عودة الأهالي إلى مناطقهم.
وقال الجيش اللبناني في بيان، اليوم السبت، إنه يواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق، وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، مشيراً إلى حدوث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الإسرائيلي، وفق ما جاء في بيانه.
مع انقضاء مهلة الستين يومًا التي تلي وقف إطلاق النار، تدعو قيادة الجيش الأهالي إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي، وتشدد على أهمية تحلّي المواطنين بالمسؤولية والالتزام بتوجيهات قيادة الجيش، وإرشادات… pic.twitter.com/qoGU7wkf23
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) January 25, 2025
ودعت قيادة الجيش الأهالي إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية نظراً إلى وجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي، مشيرة إلى أنها تتابع الوضع العملاني بدقة، لا سيما لناحية الخروقات المستمرة للاتفاق، والاعتداءات على سيادة لبنان، إضافة إلى تدمير البنية التحتية وعمليات نسف المنازل وحرقها في القرى الحدودية من جانب العدو الإسرائيلي.
وأعلن الجيش اللبناني في بيان مساء اليوم عن انتشار وحدات عسكرية في بلدات القوزح ودبل وحانين وبيت ليف - بنت جبيل في القطاع الأوسط في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف "تتابع قيادة الجيش التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل في ما خص الوضع في المنطقة المذكورة، ضمن إطار القرار 1701". وجددت قيادة الجيش دعوتها المواطنين إلى عدم الاقتراب من المناطق التي ينسحب منها العدو الإسرائيلي والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية.
وفي إطار تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، أعلن الجيش اللبناني في بيانٍ ثانٍ أن وحداته تسلّمت مركزاً سابقاً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، ومركزين سابقين لتنظيم فتح الانتفاضة، في جوار مخيم البداوي في طرابلس شمالي لبنان، كما ضبطت كميات من الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى أعتدة عسكرية وأجهزة مراقبة. وقال: "تأتي هذه المهمات ضمن إطار حفظ الأمن والاستقرار وبسط سلطة الدولة في مختلف المناطق اللبنانية".
استكمالًا لعملية تسلُّم الجيش مراكز عسكرية كانت تشغلها تنظيمات فلسطينية داخل الأراضي اللبنانية، تسلّمت وحدات من الجيش مركزًا سابقًا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، ومركزَين سابقَين لتنظيم فتح الانتفاضة، في جوار مخيم البداوي - طرابلس. كما ضبطت كميات من الأسلحة… pic.twitter.com/HFZ15i00rt
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) January 25, 2025
إلى ذلك، تحدثت وسائل إعلام تابعة لحزب الله عن سلسلة خروقات نفذها جيش الاحتلال في جنوب لبنان اليوم، قبل ساعات من انتهاء مهلة الستين يوماً، التي أعلن الجانب الإسرائيلي صراحة أنه لن يلتزم بها. وأشارت هذه الوسائل إلى إصابة مواطن لبناني في القنطرة بإطلاق نار من قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأهالي الذين حاولوا الدخول إلى بلدتهم في جنوب لبنان. وصباحاً، قامت قوات الاحتلال بقطع كلّ الطرقات المؤدية إلى البلدات الحدودية من كفركلا إلى كل البلدات المشرفة على وادي السلوقي في جنوب لبنان.
وفي السياق، قالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إنه كان من المقرر أن يقوم أهالي الجنوب بزيارة بلداتهم لتفقد منازلهم وأرزاقهم، إلا أن قوات الاحتلال استبقت ذلك بتهديدات، وأغلقت مداخل القرى الجنوبية بالسواتر الترابية لمنع الأهالي من الوصول إليها. وشملت الإجراءات الإسرائيلية إغلاق الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى بلدة كفركلا من بلدتي برج الملوك ودير ميماس، إضافة إلى تجريف المدخل الشمالي لبلدة يارون، وحرث الطرق والمفترقات الفرعية المؤدية إلى قرى بني حيان، طلوسة، حولا، عيترون. وقامت قوات الاحتلال، وفق الوكالة، بعمليات تجريف وتحريف للبنية التحتية في منطقة المفيلحة، وخلة الخشب قرب ميس الجبل. كما تلقى عدد من أهالي الجنوب اتصالات هاتفية من أرقام دولية بلكنة إسرائيلية ولهجة عربية ركيكة، تحذرهم من التوجه إلى القرى الأمامية يوم غد الأحد وتدعوهم إلى تجنب المناطق الجنوبية.
وفي ظل هذه التوترات، شهدت منطقة سبيا كفرشوبا تفجيراً إسرائيلياً ضخماً، بينما انتشر الجيش اللبناني في المنطقة. وعلى الرغم من انتشار الجيش وفق ما نصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، إلا أن قوة من جيش الاحتلال، معززة بجرافتين ودبابتي ميركافا، تقدمت باتجاه منطقة وادي سبيا في كفرشوبا، حيث تعمل على إطلاق النار وتمشيط المنطقة. كما توجه فريق من الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني اللبناني إلى بلدتي الجبين وشيحين للبحث عن جثامين شهداء المقاومة بعد انتشار الجيش فيهما.
إلى ذلك، نقلت الوكالة الوطنية للإعلام المشهد من بلدة طيرحرفا بعد دخولها مع الجيش للمرة الأولى، لافتة إلى أن حجم الدمار لا يوصف، إذ إن كل شيء سوي بالأرض، وهناك دمار شامل في البلدة. وقال رئيس البلدية قاسم حيدر: "إن الدمار شامل في البلدة ولا توجد مقومات للحياة، كل شيء سوي بالأرض من بنى تحتية، وشبكات كهرباء ومياه، ومنازل وطرق، وبساتين زيتون، وأشجار معمّرة ودور عبادة"، لافتاً إلى أن هذا الدمار يظهر همجية ووحشية العدو الإسرائيلي.
وفي الموازاة، تعمل بلديات القطاعين الغربي والأوسط على إرسال جرافات ومعدات مدنية لفتح الطرق، وإزالة السواتر التربية التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي، قبل توجه الأهالي إليها صباح غد، موعد الانسحاب الاسرائيلي المقرر. ودعا عدد من البلديات الأهالي إلى التريث في دخول القرى، ريثما يُنتهى من أعمال إزالة الردم وفتح الطرق، وفق الوكالة الوطنية.