استمع إلى الملخص
- شهدت الأيام الأخيرة احتجاجات من مناصري حزب الله على طريق المطار، مما أدى إلى مواجهات مع الجيش اللبناني. حزب الله نفى مسؤوليته عن الاعتداءات وأكد على سلمية التظاهرات.
- التقى الرئيس عون برئيس بعثة اليونيفيل، مؤكداً على التحقيق في الاعتداء على موكب البعثة. حزب الله طالب الحكومة بالتراجع عن منع الطائرات الإيرانية، داعياً للحفاظ على الاستقرار الداخلي.
قرّر مجلس الوزراء اللبناني تمديد مهلة تعليق الرحلات الجوية من وإلى إيران لما بعد 18 فبراير/شباط الجاري، من دون أن يأتي على ذكر توقيت الاستئناف. وترأس رئيس الجمهورية جوزاف عون بعد ظهر اليوم الاثنين اجتماعاً في قصر بعبدا ضم رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، وزير الدفاع ميشال منسى، وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني ورئيس جهاز أمن المطار العميد الركن فادي كفوري، وخصص للبحث في التطورات المتعلقة بمطار رفيق الحريري الدولي.
وخلال الاجتماع، جرى تكليف وزير الخارجية والمغتربين متابعة الاتصالات الدبلوماسية لمعالجة مسألة الرحلات الجوية بين طهران وبيروت وتأمين عودة المسافرين اللبنانيين الذين ما زالوا في إيران. كما تقرّر إعطاء التوجيهات اللازمة والصارمة للأجهزة العسكرية والأمنية بعدم التهاون أو السماح بإقفال طريق المطار والمحافظة على الأملاك العامة، والتأكيد على التدابير والإجراءات المتّبعة في تفتيش الطائرات كافة وتكليف جهاز أمن المطار متابعة الالتزام بالتوجيهات اللازمة، وتكليف وزير الأشغال العامة والنقل تمديد مهلة تعليق الرحلات من إيران وإليها.
وأثنى عون وسلام على عمل الأجهزة العسكرية والأمنية للمحافظة على الأمن المحيط بالمطار وإبقاء الطريق المؤدية إليه سالكة. يأتي ذلك، بعدما عمدت المديرية العامة للطيران المدني في لبنان الخميس الماضي إلى إعادة جدولة توقيت بعض الرحلات الآتية إلى لبنان مؤقتاً، منها الآتية من إيران حتى 18 فبراير، وذلك "حرصاً على تأمين سلامة وأمن مطار رفيق الحريري الدولي".
وقال رئيس منظمة الطيران المدني في إيران حسين بورفرزانه، أمس الأحد، إنّ "مسؤولين في سلطات الطيران في لبنان أبلغوا طهران بتعليق الرحلات الجوية الإيرانية إلى بيروت حتى الثلاثاء 18 فبراير"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية. ومنع لبنان الخميس الماضي طائرة إيرانية من التوجه إلى مطار بيروت بعدما تبلغت السلطات اللبنانية تحذيراً أميركياً من أن إسرائيل سوف تستهدف المطار في حال هبوط الطائرة.
وقال رئيس الوزراء اللبناني أول من أمس السبت بعد لقائه عون إن "سلامة أمن المطار وسلامة المسافرين وأمن اللبنانيين فوق كل اعتبار، ولن نتسامح مع أي إخلال بأمنه". وأضاف حول الطائرة الإيرانية "هناك مسألة تتعلق بسلامة المطار وسلامة الطيران المدني والمسافرين، وهناك إشكالات عدة في ما يخص الرحلات بين طهران وبيروت نتيجة العقوبات الأوروبية على أكثر من شركة طيران إيرانية، ولبنان مرتبط باتفاقات مع السوق الأوروبية المشتركة، يجب عليه احترامها".
تحركات مناصري حزب الله
وشهد طريق المطار أيام الخميس والجمعة والسبت سلسلة تحركات من قبل مناصري حزب الله اعتراضاً على الإجراءات التي اتخذتها السلطات اللبنانية بحق الطائرة الإيرانية، وقد تخلتلها اعتداءات على الأملاك العامة والخاصة وآليات عسكرية، ومواجهات مع الجيش اللبناني ما أسفر عن سقوط عدد من الإصابات في صفوف العسكريين والمدنيين.
كذلك، اعتدى المعتصمون على قافلة تابعة لقوات حفظ السلام من اليونيفيل، حيث أضرمت النيران في إحدى مركبات القافلة، ما أسفر عن إصابة نائب قائد قوات اليونيفيل المنتهية ولايته، الذي كان في طريقه إلى بلاده بعد انتهاء مهمته، علماً أن حزب الله سارع إلى التنصّل من هذا الاعتداء، ومن أحداث يومي الخميس والجمعة، منظماً بشكل رسمي تحركاً يوم السبت لإظهار سلمية التظاهرة.
وبحسب الجيش اللبناني فإنّه "تم التنسيق مسبقاً مع منظمي الاعتصام يوم السبت لناحية الالتزام بالتعبير السلمي عن الرأي، وعدم قطع الطريق المؤدية إلى المطار، غير أن عدداً من المحتجين عمد لاحقاً إلى قطع الطريق والتعرض لعناصر الوحدات العسكرية المولجة بحفظ الأمن، والتعدي على آلياتها، ما أدى إلى إصابة 23 عسكرياً، بينهم ثلاثة ضباط، بجروح مختلفة، ما اضطر هذه الوحدات إلى التدخل لمنع التعدي على عناصرها وفتح الطريق".
وأضاف "لقد جاء تدخل الجيش تطبيقاً لقرار السلطة السياسية بهدف منع إقفال الطرقات والتعديات على الأملاك العامة والخاصة، ولضمان سير المرافق العامة والحفاظ على أمن المسافرين وسلامتهم، حفاظاً على الأمن والاستقرار".
عون يلتقي لاثارو
على صعيد متصل، جدّد عون اليوم خلال لقائه رئيس بعثة اليونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو إعرابه عن إدانته للاعتداء على موكب البعثة، مؤكداً أنّ "التحقيقات جارية مع عددٍ من الموقوفين لكشف الملابسات وإنزال العقوبات بحقِّ المرتكبين". وقال عون إن "القضاء وضع يده على الأحداث التي وقعت على طريق المطار وأصدر مذكرات توقيف بحق عدد من الذين اعتدوا على موكب اليونيفيل"، مضيفاً أن "حرية التعبير والمعتقد مصونة لكن الأمن خط أحمر وممنوع المساس به وأعمال الشغب غير مسموح بها".
وطالب حزب الله أمس الأحد، الحكومة اللبنانية بالتراجع عن منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت، واتخاذ إجراءات جدية لمنع العدو الإسرائيلي من فرض إملاءاته والتعدي على السيادة الوطنية". وقال حزب الله إن الاعتصام الذي نظمه يوم السبت، كان تحركاً سلمياً وتعبيراً عن الرفض الشعبي للخضوع للإملاءات الخارجية، مستهجناً إطلاق الجيش اللبناني القنابل المسيلة للدموع باتجاه المعتصمين، معتبراً ما حصل "محاولة مشبوهة لزج الجيش في مواجهة مع أهله وشعبه".
وأسفرت هذه الأحداث عن توترات في الشارع اللبناني، وأدت إلى رفع الخطاب الهجومي بوجه الرئيس جوزاف عون، ورئيس الوزراء نواف سلام ربطاً بالقرار المتخذ بحق الطائرة الإيرانية، وكذا طريقة التعاطي مع ملف الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، وقد وصل إلى حدّ الاعتداء على نصب لعون في منطقة الجرمق – العيشية (بلدة التي يتحدر منها)، في قضاء جزين جنوب لبنان، وكتبوا شعار حزب الله واسم الأمين العام السابق حسن نصر الله.
ودان حزب الله في بيان اليوم الاثنين الاعتداء، معتبراً إيان مشبوهاً وفتنوياً، "خصوصاً في هذا التوقيت الحساس، حيث تستعد البلاد ليوم مفصلي يتمثّل في استحقاق الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب". وأشار إلى أنّ "هذا السلوك المُدان يتعارض بشدّة مع القيم والمبادئ التي يؤمن بها حزب الله والتي جسّدها سيّد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، ويناقض نهجه وقناعاته"، مؤكداً استنكاره "لهذا العمل الذي يريد الإساءة للعلاقة مع رئيس الجمهورية"، وداعياً إلى "تفويت الفرصة لكل المحاولات المشبوهة لزعزعة الاستقرار الداخلي".