لبنان: تفعيل مبادرة بري يعيد التفاؤل الحكومي الحذر

لبنان: تفعيل مبادرة بري يعيد التفاؤل الحكومي الحذر

28 مايو 2021
مبادرة بري تقوم على حكومة من 24 وزيراً من دون ثلث معطل (حسين بيضون)
+ الخط -

عادت مبادرة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الحكومية إلى الواجهة من جديد لتضفي أجواء إيجابية لكن حذرة باحتمال تشكيل الحكومة في القريب العاجل بعد لقاءٍ يُمهَّد له بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري فور عودة الأخير إلى لبنان.

وأكد النائب قاسم هاشم، عضو كتلة "التنمية والتحرير" (يتزعمها بري)، اليوم الجمعة، لـ"العربي الجديد"، إعادة تفعيل مبادرة الرئيس بري بعد الاتصالات التي جرت على هامش جلسة مجلس النواب، السبت الماضي، التي ناقش المجلس خلالها رسالة الرئيس عون حول تأخير تشكيل الحكومة.

وأشار هاشم إلى أنّ "المشاورات في الأيام القليلة الماضية ساهمت في كسر بعض الجمود وإعادة بث الأفكار للوصول إلى تفاهم وفق القاعدة الأساسية التي يسير عليها رئيس البرلمان وتتمثل بحكومة مؤلفة من أربعة وعشرين وزيراً غير حزبيين ومن أصحاب الاختصاص، ولا ثلث معطلاً فيها لأي فريق سياسي".

وحول العقد الأساسية التي لا تزال تحول دون تشكيل الحكومة، والخلاف الحاصل بين الرئيسين عون والحريري حول من يُسمّي الوزيرَيْن المسيحيَّيْن، أكد هاشم أنّ "الرئيس بري يعمل على تذليلها من خلال بعض الاقتراحات والطروحات الجديدة والآليات التي ستُعتمد وتخفف من حال التوتر، وتساهم في إيجاد حل للعقدة بعد الاتصالات التي ستُجرى بين الرئيسين المعنيين بتشكيل الحكومة".

وكشف في هذا الإطار عن أنّ "هذا الحراك قد يتوّجه باتصالات مباشرة بين عون والحريري، أو لقاء يصار فيه إلى التداول بالتشكيلة الوزارية".

ولفت هاشم إلى أنّ "المشاورات مستمرّة على أكثر من مستوى وقناة بانتظار عودة الحريري من الخارج بحيث سيتم العمل على تسخين الاتصالات مع المعنيَّيْن بتشكيل الحكومة، وكل من يمكن أن يلعب دوراً إيجابياً في تجاوز العقد والعراقيل للوصول إلى تفاهم سريع". غير أنه استدرك قائلاً إنّ "الحذر يبقى قائماً على قاعدة الرئيس بري "ما تقول فول غير ما يصير بالمكيول"؛ أي انتظار لحظة الحسم والتأليف وعدم التفاؤل قبل حصول العملية رسمياً، ولا سيما أنّ التجارب كثيرة بهذا الإطار، ما يحتم علينا إبقاء الأجواء الإيجابية وإن كانت نسبتها أعلى من قبل".

ويشدد هاشم على أنّ "الزخم اليوم بات أكبر، وتوسعت مروحة المطالبات بتشكيل الحكومة، نظراً لتداعيات التعطيل السلبية في ظلّ ما تمرّ به البلاد من ظروف اقتصادية ومالية صعبة جداً".

من جهة ثانية، دخل البطريرك الماروني بشارة الراعي على خطّ مبادرة بري، حيث هناك تنسيق متواصل بينهما لطرح خيارات من شأنها أن تقرب المسافات بين الرئيسين عون والحريري، وتدفع بهما إلى التقارب والتنازل لمصلحة البلاد، وفق ما يقوله مصدرٌ مقرب من البطريرك الراعي، لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أنّ "الاتصالات مكثّفة بين بري والبطريرك لحل الأزمة الحكومية، والعمل يجري على إقناع الحريري بالتوجه إلى قصر بعبدا لعقد لقاء مع الرئيس عون وتقديم تشكيلة وزارية جديدة يتفق عليها الطرفان، على أن يصار إلى التشاور بينهما حول مسألة الوزيرين المسيحيين واختيار شخصيتين مستقلتين يتوافقان عليهما معاً".

ويوضح المصدر أنّ "من المشاكل التي يعمل على حلّها، مسألة تمسك رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل (صهر الرئيس عون)، بموقفه لناحية فصل حزبي الديمقراطي اللبناني (يتزعمه النائب طلال أرسلان)، والطاشناق (أمينه العام النائب هاغوب بقرادونيان)، عن حصة رئيس الجمهورية، في حين يعتبر الحريري أنّ هذين الحزبين محسوبان على عون – باسيل، وضمن تكتله النيابي ولا يمكن اعتبارهما مستقلّين، وبمجرد فصلهما سيحصل فريق العهد الرئاسي على الثلث المعطل".

في السياق، استقبل البطريرك الراعي، اليوم الجمعة، السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري، الذي تمنّى "تغليب المصلحة الوطنية العليا في لبنان على أي مصلحة فردية تحول دون إيجاد الحلول الناجعة التي تعيد للبلاد الاستقرار والأمن والازدهار"، وفق تصريح له.

من جهته، تحدث الراعي عن "ضرورة الحفاظ على حسن العلاقات مع المملكة" العربية السعودية، متمنياً "إعادة النظر في القرار الذي اتخذته في ما يتعلق بوقف تصدير المنتجات الزراعية من لبنان إلى السعودية، فكان تأكيد من البخاري على أنه يتم العمل على تذليل الأسباب التي أدت إلى اتخاذ هذا القرار"، آملاً أن "يحصل هذا الأمر سريعاً".

في المقابل، أكد "حزب الله" أنه يلعب دوراً على خطّ الحلحلة والتشاور مع بري في كل جديد يطرأ على الاتصالات ونتائجها، وقد شدد أمينه العام حسن نصر الله، الثلاثاء الماضي، على أنّ الحل عبر طريقين لا ثالث لهما، "الأول يتمثل بتوجه الحريري إلى قصر بعبدا الجمهوري للقاء الرئيس ميشال عون والاجتماع لساعاتٍ وأيامٍ مكثفة حتى تشكيل الحكومة، والثاني، عبر رئيس البرلمان نبيه بري"، الذي وصفه بـ"الصديق الوحيد القادر على المبادرة والمساعدة".

على صعيدٍ آخر، تسلّم عون، اليوم الجمعة، دعوة رسمية من رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون نقلها إليه القائم بالأعمال البريطاني في بيروت مارتن لونغرن، للمشاركة في قمة زعماء العالم في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، في دورته السادسة والعشرين، التي ستعقد بدعوة من المملكة المتحدة في مدينة غلاسكو في اسكتلندا بين 1 و12 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وشدد جونسون، في رسالته، على "عمق العلاقات اللبنانية - البريطانية والحرص على تطويرها في المجالات كافة"، في حين أكد عون مشاركة لبنان في هذه القمة التي تكتسب، على حدّ قوله، "أهمية استثنائية، لأنها تشكل فرصة جوهرية كي تعمل دول العالم معاً على خفض ظاهرة الانحباس الحراري".

المساهمون