لبنان: تبرير أميركي لانتهاكات إسرائيل وكلمة لقاسم غداة قصف ضاحية بيروت

29 مارس 2025   |  آخر تحديث: 16:03 (توقيت القدس)
من موقع الاستهداف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية لبيروت، 28 مارس 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت عودة الحياة بعد القصف الإسرائيلي، وسط خروقات يومية للاتفاق، ودفاع واشنطن عن تل أبيب، ودعوتها لنزع سلاح الجماعات المسلحة مثل حزب الله.
- اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القصف الإسرائيلي غير مبرر، مشيراً لعدم وجود نشاط عسكري لحزب الله، في ظل ترقب كلمة الأمين العام لحزب الله حول التصعيد.
- أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون على دخول لبنان مرحلة جديدة، مشدداً على الوحدة والإصلاحات، بينما اعتذر نبيه بري عن تقبل التهاني بسبب الأوضاع الراهنة.

عادت الحركة إلى طبيعتها في شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت غداة القصف الإسرائيلي الذي طاول منطقة الحدث، في أول استهداف للضاحية منذ دخول وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني. وشهد يوم أمس الجمعة تصعيداً إسرائيلياً كبيراً، مع استمرار الخروقات اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار جنوباً وبقاعاً، في وقت سارعت واشنطن كعادتها إلى الدفاع عن تل أبيب معتبرة أنها تمارس حقها بالدفاع عن النفس.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في وقت متأخر ليل الجمعة، إن إسرائيل تدافع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية من لبنان، وإن من واجب الحكومة اللبنانية نزع سلاح الجماعات المسلحة مثل جماعة حزب الله، وذلك بعد التصعيد الذي شهدته جبهة لبنان إثر إطلاق صواريخ من الجنوب، وردّ الاحتلال بغارات واسعة على قرى ومناطق الجنوب، فضلاً عن استهداف الضاحية، علماً أن حزب الله نفى مسؤوليته عن عملية إطلاق الصواريخ.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، وفق ما أوردته وكالة رويترز: "تدافع إسرائيل عن شعبها ومصالحها بالرد على هجمات صاروخية من إرهابيين في لبنان". وأضاف "بحسب اتفاق وقف أعمال القتال، حكومة لبنان مسؤولة عن نزع سلاح (جماعة) حزب الله، ونتوقع من القوات المسلحة اللبنانية (الجيش) نزع سلاح هؤلاء الإرهابيين لمنع مزيد من الأعمال الحربية".

وجاء هذا في وقت اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني جوزاف عون الذي زار باريس أمس الجمعة، أن القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت غير مبرر، قائلاً: "لم نتوصل بأي معلومات عن نشاط عسكري لحزب الله في الجنوب". يذكر أن فرنسا تتشارك مع الولايات المتحدة الأميركية رئاسة آلية مراقبة تنفيذ التزامات لبنان وإسرائيل في اتفاق وقف إطلاق النار.

في غضون ذلك، تتجه الأنظار إلى كلمة يلقيها الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، مساء اليوم السبت، بمناسبة يوم القدس العالمي، ويُتوقّع أن يتناول فيها التصعيد الإسرائيلي الأخير، علماً أن كلمة قاسم كانت مقررة يوم أمس الجمعة، قبل أن تعلن العلاقات الإعلامية في حزب الله إلغاء الاحتفال الذي أُعدّ في يوم القدس العالمي على خلفية استهداف الضاحية.

على صعيد آخر، قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، اليوم السبت: "دخلنا اليوم في مرحلة جديدة من تاريخ وطننا، بعد عقود من العنف، والحروب، والأزمات الاقتصادية والمالية، وترهل كيان الدولة"، مشدداً في رسالة تهنئة للبنانيين بمناسبة عيد الفطر على أن "لا عودة إلى الوراء لمن يحسب أن همتنا ستتراخى، وعزمنا سيلين، لتحقيق ما عاهدت نفسي واللبنانيين على تحقيقه، بالتكاتف والتعاضد مع الحكومة والمجلس النيابي وقوى المجتمع المدني".

وعبّر عون عن إيمانه الراسخ "بأن ما يميز لبنان هو التمسك بقيم الوحدة، والتعاضد، والترفع عن الأنانيات والمصالح الشخصية التي تدعو إليها الأديان السماوية". وقال: "لا خلاص للبنان إذا لم نعش وفق هذه القيم التي تشكل السبيل الوحيد، إلى جانب تنفيذ القوانين وإحقاق العدالة، لمحاربة الفساد، وتحقيق الإصلاحات البنيوية في مؤسساتنا الوطنية، والنهوض بلبنان لمجاراة التطور والحداثة في العالم".

من جانبه، أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اعتذاره عن عدم تقبل التهاني بعيد الفطر المبارك، بسبب الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، من جراء مواصلة إسرائيل اعتداءاتها على لبنان وجنوبه، وتماديها في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وبنود القرار 1701، واستمرار حرب الإبادة التي تشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.

المساهمون