لبنان: الوسيط الأميركي متفائل بالوصول لاتفاق ترسيم الحدود البحرية

لبنان: الوسيط الأميركي متفائل بالوصول إلى اتفاق على ملف ترسيم الحدود البحرية

01 اغسطس 2022
زيارة هوكشتاين يطبعها التفاؤل (حسين بيضون)
+ الخط -

عبّر الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، عاموس هوكشتاين، اليوم الاثنين، بعد لقائه مسؤولين لبنانيين عن تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي في الأسابيع المقبلة، معلناً العودة في وقتٍ لاحقٍ إلى بيروت لاستكمال المفاوضات.

وعقد اجتماع موسّع في قصر بعبدا الجمهوري، كان قد دعا إليه الرئيس ميشال عون، وحضره رئيس البرلمان نبيه بري، ونائبه إلياس بوصعب، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إلى جانب مستشار بري علي حمدان، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وقد انضمّ إليه هوكشتاين والسفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، وجرى خلاله بحث آخر المستجدات على صعيد ملف ترسيم الحدود البحرية، وعرض المجتمعون الموقفين اللبناني والإسرائيلي، والمقترحات التي يضعها كل فريق على طاولة المفاوضات.

واستعيض عن اللقاءات المنفصلة لهوكشتاين مع الرؤساء الثلاثة باجتماع بعبدا، في خطوة يضعها مصدر مقرّب من عون لـ"العربي الجديد" في إطار توحيد الموقف اللبناني الرسمي لتقوية وضعية لبنان وإظهار جدية التعاطي مع الملف، مع ارتفاع احتمالات الوصول إلى حلٍّ في المدى القريب. وقد تم إلغاء الاجتماعين اللذين كانا مقرّرين بين كلّ من بري والوسيط الأميركي من جهة والأخير وميقاتي بعد الظهر.

وقال هوكشتاين بعد انتهاء اللقاء: "أنا ممتنٌ للرئيس عون على الاجتماع مع الرؤساء، وأنا متفائلٌ جداً بالوصول إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة، وأتطلع إلى التمكّن من العودة إلى المنطقة لإجراء الترتيب النهائي".

من جهته، أشار بوصعب في تصريحات له إلى أن "الفجوة ضاقت، والفترة الزمنية التي تفصلنا عن عودة الوسيط الأميركي مع جواب إلى بيروت ستكون قصيرة"، لافتاً إلى أن الأجواء إيجابية، والجميع خرج من الاجتماع مرتاحاً.

كما أكد بوصعب أن أحداً لم يطلب منا "قضم البلوكات أو تقاسم الثروة، ولبنان طالب ببلوكاته كاملة".

ونقلت مصادر قصر بعبدا الجمهوري للصحافيين أجواء تفيد بأن موقف لبنان كان واحداً بحيث أبلغ الرؤساء الثلاثة الوسيط الأميركي بتمسّك لبنان بالاقتراح الذي كان تقدَّم به سابقاً لناحية الخط 23 وحقل قانا، والتمسك بالحقول النفطية كافة.

وأشارت إلى أن الأجواء إيجابية، وخلال أسابيع سيصل الردّ، مع التأكيد على عدم تقاسم الثروات في البلوكات كاملة كما لم يُطلَب من لبنان مدّ أية أنابيب.

وقالت المصادر إنه ليست هناك مدة محددة لعودة الوسيط هوكشتاين إلى لبنان، ولكن يُرجح أن تكون ضمن أسبوعين.

آموس هوكستين (حسين بيضون)

من جهته، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، بعد لقائه الوسيط الأميركي، إن هناك تقدماً هائلاً في المفاوضات بشأن ترسيم الحدود، وهي مستمرّة ولم تنتهِ بعد ونحن ننتظر رد الفعل الإسرائيلي.

بدوره، أكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، خلال لقائه قائد الجيش جوزيف عون، أهمية استخراج النفط والغاز بما يساعد على إعادة انتعاش الاقتصاد في لبنان وذلك بعد الوصول إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وقال "إن شاء الله خير ويتحقق ذلك قريباً".

ولفت إلى أن "الوضع في لبنان استثنائي، يمرّ بمرحلة تفتت داخلي وهذا ما يجب علينا معالجته عبر تغيير الوضع الاقتصادي".

وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد أكد خلال الاحتفال بعيد الجيش اللبناني، صباح اليوم الاثنين، أنه بالتوازي مع حرص لبنان على المحافظة على الهدوء والاستقرار على الحدود الجنوبية، فنحن حريصون على حقوقنا في مياهنا الإقليمية وثرواتنا الطبيعية وهي حقوق لا يمكن التساهل فيها تحت أي اعتبار.

وأشار عون إلى أن المفاوضات غير المباشرة الجارية لترسيم الحدود الجنوبية البحرية هدفها الأول والأخير الحفاظ على حقوق لبنان، والوصول من خلال التعاون مع الوسيط الأميركي إلى خواتيم تصون حقوقنا وثرواتنا، وتحقق فور انتهاء المفاوضات فرصة لإعادة انتعاش الوضع الاقتصادي في البلاد.