Skip to main content
لبنان: الحريري يلوح مجدداً بالاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة والبحث في الخطوات المقبلة
ريتا الجمّال ــ بيروت
الحريري متمسّك بصيغة الـ24 وزيراً (حسين بيضون)

عاد الحديث جدياً عن نية رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري الاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة، وهو الأمر الذي قد يحسمه "ضوء أخضر" من داعمه الأكبر رئيس البرلمان نبيه بري، والاتفاق استباقياً على الخطوات اللاحقة، خصوصاً على صعيد اختيار البديل.
وقال مصدر مطلع على المشاورات الحكومية، لـ"العربي الجديد"، إن الحريري متمسّك بصيغة الـ24 وزيراً وبالتشكيلة التي وضعها، وعلى هذا الأساس سيقدّم اعتذاره فوراً في حال رفضها الرئيس اللبناني ميشال عون. وأوضح المصدر ذاته، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن الحريري يعيد ويؤكد أن عون لا يزال متمسكاً بالثلث المعطّل ولا يحيد عنه.
ونقل الحريري هذه الأجواء إلى زوّاره منذ عودته من الخارج إلى بيروت، وعقد لقاءً مع بري وعبّر له عن نيته الاعتذار، بيد أن رئيس مجلس النواب لا يزال يتمسّك به من بوابة تمثيله الطائفة السنية، وهو موقف نادي رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام ودار الفتوى، الذين يفضلون بقاء الحريري وعدم السماح لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل بتحقيق مراده.
من جهته، اكتفى مصدر مسؤول مقرّب من رئيس البرلمان بالقول، لـ"العربي الجديد"، إن "الحريري لم يحسم قرار الاعتذار بعد، لا شيء نهائياً حتى الساعة، ولقاء الرئيس المكلف ورئيس مجلس النواب نبيه بري وارد جداً بأي لحظة، وسيتطرق حتماً إلى نتائج جميع المشاورات والاحتمالات والمسارات".
بدوره، شدد مصطفى علوش، نائب الحريري على رأس "تيار المستقبل"، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، على أنّ "الجواب الوحيد هو عند الرئيس المكلف"، قبل أن يستدرك بالقول "لكن لو فعلاً حسم قراره بالاعتذار بشكل جدي، لما انتظر ليوم الجمعة كما يتردّد ليفعل ذلك، علماً أن الاحتمال مطروحٌ، وكل أسبوع يتردد كلام بأنه سيعتذر".
ولفت في المقابل إلى أن "الكثير من الخيارات مطروحة، ومنها ما أثيرَ في الإعلام، حيث إن الاعتذار واردٌ، وكذلك إمكانية تقديم الحريري تشكيلة وزارية جديدة للرئيس عون محتملة أيضاً، وهو اقتراحُ معظم المحيطين بالرئيس المكلف".
وأوضح علوش أن "الاتصالات والمشاورات مستمرّة وقائمة، لكن المشكلة ليست عند الحريري أو بري، بل عند الرئيس ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل، فهما يتمسّكان بالثلث المعطل، وهو مسارٌ حتى في حال اعتذار الحريري سيستمرّ".
وتابع قائلا إن ذلك "يطرح السؤال الأهم بغض النظر من سيكون بديل الحريري أو من سيسمّيه، لأن القضية ليست مرتبطة بالتسمية، هل سيسمّي مجلس النواب رئيساً مكلفاً يمنح الرئيس عون الثلث المعطل؟ بالنسبة إلينا لا معطى لدينا بأن أمرٌ كهذا واردٌ".
من جهة ثانية، أعلنت السفارة الفرنسية في بيروت، في بيانٍ اليوم الأربعاء، أنّ السفيرة آن غريو ستتوجه يوم غد إلى المملكة العربية السعودية إلى جانب نظيرتها الأميركية دوروثي شيا، للقاء عددٍ من المسؤولين السعوديين، في زيارة لافتة، قد يكون لنتائجها أيضاً انعكاسات على قرار الحريري في ظلّ ما يحكى، ولا سيما من أوساط عون – باسيل، عن رفض سعودي لإعادة تبني الحريري.

وقال بيان السفارة إن الزيارة تأتي "امتداداً للقاء المشترك لوزير أوروبا والشؤون الخارجية جان إيف لودريان ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي انعقد في إيطاليا في 29 يونيو/ حزيران الفائت، على هامش قمة مجموعة العشرين". 
وأضاف البيان أنه قد سبق للودريان وبلينكن أن أشارا معاً في باريس، في 25 يونيو/ حزيران، إلى عجز القادة السياسيين اللبنانيين، حتى الآن، عن تغليب المصلحة العامة للبنان على مصالحهم الخاصة، واتفقا على ضرورة أن تعمل فرنسا والولايات المتحدة معاً لإخراج لبنان من الأزمة.

ولفت البيان إلى إن السفيرة الفرنسية ستشرح خلال لقاءاتها أنه "من الملحّ أن يشكلّ المسؤولون اللبنانيون حكومةً فعالة وذات مصداقية، تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان، وفقاً لتطلّعات الشعب اللبناني".
وستعرب غريو مع نظيرتها الأميركية عن رغبة فرنسا والولايات المتحدة في العمل مع شركائهما الإقليميين والدوليين للضغط على المسؤولين عن التعطيل.
وستشدّد أيضاً على "أهمية المساعدات الإنسانية الفرنسية المقدّمة مباشرة للشعب اللبناني وللقوات المسلحة اللبنانية ولقوى الأمن الداخلي التي ستستمر فرنسا والولايات المتحدة بدعمها".