Skip to main content
لبنان: الحريري يقدم لعون تشكيلة حكومية من 18 وزيراً و"الأجواء إيجابية"
ريتا الجمّال ــ بيروت
يأمل الحريري تشكيل الحكومة قبل زيارة الرئيس الفرنسي (حسين بيضون)

قدّم رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري، إلى الرئيس ميشال عون، خلال لقائهما اليوم الأربعاء، تشكيلة حكومية من 18 وزيراً من أصحاب الاختصاص والكفاءة وعدم الانتماء الحزبي، وفق ما أعلن الحريري في تصريحٍ أدلى به من قصر بعبدا الجمهوري.

وقال الحريري: "وعدني الرئيس عون بأنه سيدرس التشكيلة التي قدّمتها له، وسنعود ونلتقي بجوٍّ إيجابي".

وأشار مصدر في قصر بعبدا، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الأجواء إيجابية، لكن الرئيس عون لن يوقع على بياضٍ على التشكيلة الوزارية، بمعنى أنه سيفنّد الملف والأسماء الوزارية، في إطار وحدة المعايير التي يتمسّك بها، علماً أنه كان يفضّل أن تضم الحكومة عدداً أكبر من الوزراء نظراً لصعوبة الدمج بين وزارتين في حالة الاختصاص، ولكنه يلاقي الحريري في منتصف الطريق ولا يضع العراقيل رغم الاتهامات التي تطاوله، ويريد للحكومة أن تولد لتبدأ الإصلاحات المرجوّة، مؤكداً أنّ ردّ الرئيس عون سيكون سريعاً.

الرئيس عون لن يوقع على بياضٍ على التشكيلة الوزارية، بمعنى أنه سيفنّد الملف والأسماء الوزارية، في إطار وحدة المعايير التي يتمسّك بها

من جهته، لفت مصدر مقرّب من الحريري، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ رئيس الوزراء المكلف الذي التقى أيضاً الرئيس عون، أول من أمس الاثنين، تفادى في تشكيلته الوزارية، التي ضمّت سيراً ذاتية لعدد من الشخصيات مفصّلة بالاختصاص والخبرات والكفاءة وإنجازاتهم المهنيّة، طرح وزراء استفزازيين أو لديهم انتماء حزبي صريح، ولا سيما في وزارات أساسية، على رأسها وزارة الطاقة التي تتركز عليها الأنظار الفرنسية نسبة إلى حجم الهدر والفساد فيها، وتريدها بعيدة تماماً عن أي وجوه حزبية أو مقرّبة إلى أي حزب، وخصوصاً التيار الوطني الحر الذي يرأسه النائب جبران باسيل والذي أمسك بهذه الوزارة لسنين طويلة من خلاله هو أو مستشاريه.

وأضاف المصدر أنّ الحريري يأمل تشكيل الحكومة قبيل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثالثة للبنان بعد أسبوعين تقريباً، بهدف تجنّب سماع المواقف الحادة التي يكرّرها الزائر الفرنسي تجاه القوى السياسية اللبنانية، والبدء مباشرة بالحديث عن الإصلاحات ومسارها. كذلك يرفض الحريري، تبعاً للمصدر نفسه، رفضاً قاطعاً منح رئيس الجمهورية أو فريقه، ومعه "حزب الله"، الثلث المعطل، ولا يريد لحكومته أن تبقى رهن التهديدات باستقالة وزراء، "لأن همّه الأساسي والمعروف القيام بمهمة إصلاحية خلال فترة كان قد حدّدها بستّة أشهر، وهو يريد أن يصل إلى تفاهم مع الرئيس عون من بوابة التعاون والمشاركة في ولادة الحكومة"

وبينما نشر رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وليد جنبلاط، صورتين تعبيريتين على حسابه في"تويتر" بعد مغادرة الحريري قصر بعبدا، أرفقهما بتعليق، "بانتظار الدخان الأبيض"، وحذفهما لاحقاً، هاجم رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني"، النائب طلال أرسلان، وهو من حلفاء "التيار الوطني الحر" تشكيلة الحريري، معتبراً أنّ "اقتراح الرئيس المكلف لحكومة من 18 وزيراً هو غبن وإجحاف وظلم لطائفة الموحدين الدروز المؤسسة للكيان اللبناني التي أيضاً تُهمَّش حقوقها في المشاركة بالدولة".

وحذّر أرسلان، "من له يد بهذا الإجحاف من العواقب"، داعياً جميع ممثلي الطائفة الدرزية إلى رفض هذا التعاطي وعدم الانجرار وراء مصالح شخصية على حساب مصلحة الطائفة العليا التي يجب أن تكون فوق كل اعتبار، "وإلا فإنّ الآتي من الأيام سيكون أصعب ولن ينفع حينها الندم".

ويأتي كلام أرسلان أيضاً، في ظلّ اتهامات تأتي من جانبه هو و"التيار الوطني الحر" تطاول الحريري وتشير إلى أنه وعد الحزب التقدمي الاشتراكي بمقاعد وزارية في "الاتصال الشهير" الذي دار بينهما وبدّل موقف جنبلاط من رافض لعودة الحريري إلى داعم له بتسميته في الاستشارات النيابية الملزمة، ومن بين هذه الوزارات وزارة المهجرين، في اتهام صريح صدر على لسان وزيرها السابق غسان عطالله الذي ينتمي إلى التيار، واستدعى ردّ القيادي في "الاشتراكي" صالح حديفة، الذي غرّد قائلاً: "سمعنا أحد مُدّعي الإصلاح يحاول عبثاً الإيحاء أن الحزب التقدمي الاشتراكي طالب بوزارة المهجرين بالحكومة العتيدة، وعليه نوضح أن هذا الأمر غير موجود إلّا بمخيلة صاحبه التي تمتهن اختراع الأوهام لدرجة تقلقه ليلاً وتمنعه من النوم، ونذكّر بأن التقدمي طالب ولا يزال بإقفال هذه الوزارة بشكل تام".