لبنان: الجيش يواصل تسلّم السلاح الفلسطيني من مخيمات بيروت
استمع إلى الملخص
- شهدت العملية تسليم كميات كبيرة من السلاح الثقيل من مخيمات صور، وتؤكد لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني استمرار العملية لتشمل جميع المخيمات.
- تأتي الجهود ضمن اتفاق القمة اللبنانية - الفلسطينية في مايو 2025، لإنهاء ملف السلاح الفلسطيني وتحسين أوضاع اللاجئين، مع احترام السيادة اللبنانية وضمان حقوق اللاجئين.
يواصل الجيش اللبناني، اليوم الجمعة، تسلّم السلاح الفلسطيني التابع لحركة فتح من مخيمات بيروت، وذلك تنفيذاً لقرار السلطة السياسية، وبالتنسيق مع الجهات الفلسطينية المعنية وتشمل العملية أنواعاً مختلفة من السلاح، منها الثقيل، بحسب ما أكد مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، لكنها لا تضمّ كميات كبيرة مقارنة بالأمس، خصوصاً أنها تأتي استكمالاً للعملية التي نُفّذت الخميس الماضي، في مخيم برج البراجنة، على أن تُستكمل كذلك في مخيمي شاتيلا ومار إلياس في بيروت.
وأشار المصدر إلى "أنّنا أصبحنا في مرحلة متقدّمة جداً، سواء بعد العمليات التي حصلت في مخيمات بيروت وكذلك صور في منطقة جنوب الليطاني، والخطة ستُستكمل لتشمل كل المخيمات الفلسطينية في لبنان"، مؤكداً أنّ "العملية لن تقتصر فقط على السلاح الفلسطيني المرتبط بحركة فتح، بل ستشمل كل الفصائل والمنظمات الفلسطينية، وسيكون ذلك تنفيذاً للقرارات السياسية اللبنانية، وكذلك المتخذة والمنسّقة مع الجهات الفلسطينية الرسمية".
وجرى أمس الخميس، تسليم دفعات من السلاح الثقيل العائد إلى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في مخيمات الرشيدية والبص والبرج الشمالي، في صور جنوبي لبنان، ووُضعت جميعها في عهدة الجيش اللبناني، ووُصفت الكمية المسلَّمة بأنها الأكبر منذ الحرب الأهلية اللبنانية (1975 - 1990)، وذلك بعدما كانت انطلاقة المرحلة الأولى من مخيم برج البراجنة قد تعرّضت لانتقادات عدّة، بالنظر إلى حجم الشحنة الصغير جداً التي تسلّمها الجيش، وما رافق ذلك من بيانات خرجت عن فصائل فلسطينية تؤكد أنّ السلاح الذي سُلّم غير شرعي، ويرتبط فقط بالشأن التنظيمي الداخلي الخاص بحركة فتح.
وشملت العملية أمس ثماني شاحنات؛ ستّ من الرشيدية، واحدة من البص، وأخرى من البرج الشمالي، وسط تأكيدات من لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني أنّ العملية ستُستكمل في المراحل المقبلة لتطاول كل المخيمات في لبنان، بما فيها مخيم عين الحلوة، رغم أنه يُعتبر من المخيمات الأكثر تعقيداً. وقالت لجنة الحوار، أمس الخميس، إنّ "الخطوة هذه تشكل محطة أساسية تؤكد أنّ مسار تسليم السلاح يُستكمل بجدّية تامة، ولم يعد من الممكن التراجع عنه، باعتباره خياراً استراتيجياً ثابتاً ومتفقاً عليه بين الدولة اللبنانية والدولة الفلسطينية، كما يعكس هذا المسار التزاماً حازماً بمبدأ سيادة الدولة اللبنانية وبسط سلطتها الكاملة على جميع أراضيها، وبحصرية السلاح في يد مؤسساتها الشرعية دون سواها".
وتأتي العملية تنفيذاً لما تقرّر في القمة اللبنانية - الفلسطينية بتاريخ 21 مايو/ أيار 2025، وما أعقبه من اجتماع مشترك للجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني برئاسة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، والذي وضع خريطة طريق واضحة لإنهاء ملف السلاح الفلسطيني بشكل كامل ونهائي، وللحفاظ على كرامة الفلسطينيين المقيمين في لبنان وحقوقهم الإنسانية، كما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري.
وفي السياق، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة قوله، إنّ "الجهات الفلسطينية المختصة في لبنان سلّمت، اليوم الجمعة، الدفعة الثالثة من سلاح منظمة التحرير الفلسطينية الموجود في المخيمات الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت، وهي: برج البراجنة، ومار إلياس، وشاتيلا، للجيش اللبناني كعهدة (وديعة)". وأضاف أن "ذلك جاء بناءً على البيان الرئاسي الصادر عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، والرئيس اللبناني العماد جوزاف عون، في 21 مايو الماضي".
ولفت إلى أن "الجانبين اتفقا على تشكيل لجنة مشتركة لبنانية فلسطينية لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، والعمل على تحسين الظروف المعيشية والإنسانية للاجئين، مع احترام السيادة اللبنانية والالتزام بالقوانين اللبنانية". وأشار أبو ردينة إلى أنّ "الجانبين أكدا التزامهما بتوفير الحقوق الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بما يضمن لهم حياة كريمة دون المساس بحقهم في العودة، أو التأثير في هويتهم الوطنية". وأكد أن "الجانبين شددا على التزامهما بمبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، وإنهاء أي مظاهر مخالفة لذلك، وأهمية احترام سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه".