لبنان: أسهم ميقاتي ترتفع نحو تكليفه بتشكيل الحكومة في ظلّ رفض شعبي

أسهم ميقاتي ترتفع نحو تكليفه بتشكيل الحكومة اللبنانية في ظلّ رفض شعبي

25 يوليو 2021
رؤساء حكومات سابقون يعلنون دعمهم لتولي ميقاتي رئاسة الحكومة (Getty)
+ الخط -

بدأت أسهم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق نجيب ميقاتي، ترتفع لتكليفه بتشكيل الحكومة في الاستشارات النيابية الملزمة المزمع عقدها يوم غدٍ الاثنين في قصر بعبدا الجمهوري وسط شكوكٍ باحتمال إرجائها. 

وكان الرئيس ميشال عون أكد في وقت سابق عقد الاستشارات النيابية الملزمة في موعدها، لكنه في المقابل ترك الباب مفتوحاً لـ"التأجيل المُبرَّر والمُعَلَل" الذي غالباً ما يلجأ إليه ربطاً بظروف تأمين اتفاق الكتل على الاسم سلفاً.

وتلقى تسمية ميقاتي رفضاً شعبياً، وخصوصاً من مجموعات "انتفاضة 17 أكتوبر" التي تعتبر أنه جزء من المنظومة السياسية التي نهبت المال العام وأوصلت البلاد إلى الانهيار، ولا يمكن له أن يقود أي إنقاذ.

كما أن اسم ميقاتي، ضمن قائمة أثرياء العالم وابن المدينة الأكثر فقراً، طرابلس الشمالية، مرتبط بكثيرٍ من ملفات الفساد، وخصوصاً في موضوع الاتصالات وقروض الإسكان التي أخذها من درب الشباب اللبناني، إضافة إلى ملف انفجار مرفأ بيروت، إذ كان رئيساً للحكومة عند دخول مواد نترات الأمونيوم.

وأعلن رؤساء الحكومات السابقون سعد الحريري وفؤاد السنيورة وتمام سلام ونجيب ميقاتي، اليوم الأحد، بعد اجتماعهم في بيت الوسط – بيروت "دعم ترشيح ميقاتي لتولي رئاسة الحكومة، على أن تتم عملية التأليف حسب ما تمليه القواعد الدستورية والقانونية، وتحاكي توقعات اللبنانيين وأشقائهم العرب وأصدقائهم في العالم".

كما أعلنت كتلة "اللقاء الديمقراطي" (تمثل الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط برلمانياً) أنها سوف تسمّي ميقاتي غداً لتشكيل الحكومة، وذلك "انسجاماً مع موقفه المطالب بضرورة إيجاد تسوية لإنتاج حكومة إنقاذ تتبنى المبادرة الفرنسية، ليكون ذلك مدخلاً حقيقياً للإصلاح عبر التفاوض مع صندوق النقد الدولي، لتوفير الاستقرار النقدي والمالي والاجتماعي في البلاد"، وفق ما جاء في بيان الكتلة بعد اجتماعها اليوم.

ومن المتوقع أن تسمّي كتلة "التنمية والتحرير" (برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري) ميقاتي في استشارات الغد، إذ كانت قد عبّرت في أكثر من مناسبة أنها ستدعم المرشح الذي يدعمه الحريري لتكليفه تشكيل الحكومة، واكتفى مصدر مقرب من بري بالقول لـ"العربي الجديد" إن الكتلة ستحدد موقفها غداً في القصر الجمهوري في بعبدا.

وقال مصدرٌ في "حزب الله" لـ"العربي الجديد" إن الحزب يدعم ميقاتي "بغض النظر عما إذا كان سيُسمّيه أم لا، فهو لن يدخل في أي اشتباك سياسي، ولن يكون إلا مسهّلا لتكليف حكومة يرى أنها يجب أن تشكل بأسرع وقتٍ ممكن".

ومن المتوقع أن يحصل ميقاتي على أصوات الحزب السوري القومي الاجتماعي، و"تيار المردة" (بزعامة سليمان فرنجية) وتيار المستقبل الذي يتجه إلى دعم ميقاتي أيضاً، علماً أنّ أوساطه كانت تؤكد قبل اجتماع الرؤساء السابقين أنه لم يحسم بعد موقفه، أما تكتل "لبنان القوي" (برئاسة النائب جبران باسيل وصهر عون) فلم يحسم موقفه بعد، ولكنه لن يسمّي ميقاتي، وقد يتجه إلى تسمية السفير السابق نواف سلام أو لا يسمّي أحدا.

وكان نواب في "التكتل" شنّوا هجوماً اليوم على ميقاتي، من بينهم النائب حكمت ديب الذي غرّد كاتباً، "مع نجيب، إصلاح كيف بدنا نجيب؟"، أما تكتل "الجمهورية القوية" (يمثل حزب القوات برئاسة سمير جعجع برلمانياً) فكان أعلن موقفه سابقاً بعدم تسمية أي شخصية في الاستشارات النيابية، وهو اتجاه قد يذهب إليه أيضاً عددٌ من النواب المستقلّين.

وتعمّم أوساط ميقاتي أنه يأتي بدعمٍ فرنسي أميركي سعودي وخارجي، وهو قادر على تشكيل حكومة إنقاذ ضمن المبادرة الفرنسية ولن يخفض سقف تشكيلته أو الصيغة الوزارية، علماً أن ميقاتي معروف بالتسويات السياسية ومن المرتقب أن يدخل في تسوية ترضي عون–باسيل لتسهيل مهامه، فهو لا يريد أن يعتذر كالحريري، لكن يبقى توقيت التأليف غير محسومٍ إلا في حال الرضوخ للضغوط الدولية، لا سيما الفرنسية الخائبة، بضرورة تشكيل الحكومة قبل ذكرى انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب المقبل.

وطالب البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظةِ الأحد المسؤولين بأن "ينتهوا من تأليف الحكومة قبل الرابع من أغسطس/آب المقبل، تاريخ انفجار مرفأ بيروت".

وحض الراعي كل المعنيين بموضوع التكليف والتأليف على أن "يتعاونوا ويُسهّلوا هذه المرّة عملية تشكيل الحكومة سريعاً، فلا يكرِّرون لعبة الشروطِ والشروطِ المضادّة وبدعة الاجتهادات الدستورية والتنازع على الصلاحيات".

ويقول المحلل السياسي جورج علم لـ"العربي الجديد" إن "ما يجري عملية نصب فخاخ ومكائد وكل طرف ينتظر الآخر، والكل ينتظر تعليمة تأتي من الخارج".

ويلفت إلى أنه "حتى الآن يأتي نجيب ميقاتي في الصدارة، وفق ما هو متداول، لكن عملياً، فإن باب المفاجآت مفتوحٌ على غاربه يوم الاثنين؛ فإما تكليف ميقاتي، أو تأجيل الاستشارات حتى يوم الخميس، علماً أن كلّ ساعة قد تحمل جديداً".

ويضيف علم، "في جميع الأحوال، أياً كان من سيُكلَّف، فلا حكومة من دون تسوية مع الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وحتى هذه اللحظة، لا أرى حكومة في لبنان إلّا إذا حصل ضغطٌ دوليٌّ كبير لمنع انفجار الوضع بمناسبة ذكرى الرابع من أغسطس".

وتولّى ميقاتي رئاسة الحكومة في عهد رئيس الجمهورية ميشال سليمان عام 2011 وحتى مارس/آذار 2013، إذ سُميَّ بناءً على المرسوم رقم 5817 تاريخ 13/6/2011 وبناءً على المرسوم 5818 من التاريخ نفسه شكل حكومته التي تقدمت ببيانها الوزاري في 5 يوليو/تموز 2011، ونالت على أساسه الثقة في 7 يوليو/تموز بأكثرية 68 صوتاً وامتناع 1 وغياب 59.

كما تولّى ميقاتي خامس حكومة في عهد رئيس الجمهورية إميل لحود مؤلفة من 13 وزيراً تاريخ 19 إبريل/نيسان 2005، بحيث نالت الثقة بـ110 أصوات واستقالت في 19 يوليو/تموز 2005.