لا موقف سورياً رسمياً من انتهاك أجواء البلاد من إيران وإسرائيل

16 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 22:42 (توقيت القدس)
مسيرة إسرائيلية فوق الأراضي السورية، 7 نوفمبر 2022 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- سقطت طائرة مسيرة إيرانية في منطقة حوض اليرموك بريف درعا بعد اعتراضها من الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مما أدى إلى إصابات وأضرار مادية في درعا والقنيطرة، وسط غياب رد رسمي سوري.
- حذر مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان من التداعيات الإنسانية، مشيراً إلى جرحى وتدمير للمنازل، وتأثر حركة الطيران المدني، مما أدى إلى تحويل مسارات شركات طيران وتكبيد سوريا خسائر مالية.
- دعا إلى إجراءات عاجلة من الحكومة السورية، مثل تقديم شكوى لمجلس الأمن وفتح جلسة طارئة لمنظمة الطيران المدني، لضمان ممر جوي إنساني محايد.

سقطت، اليوم الاثنين، طائرة مسيرة إيرانية في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، جنوب سورية، بعد اعتراضها من الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وفقاً لـ"تجمع أحرار حوران". وهذه ليست الحادثة الأولى منذ بدء الاستهداف الإسرائيلي لمقاتلات إيرانية في سماء المنطقة.

حتى الآن، لم يصدر أي موقف رسمي عن الحكومة السورية، لا من وزارة الخارجية والمغتربين ولا من رئاسة الجمهورية، للدفاع عن سيادة المجال الجوي السوري، رغم تسجيل إصابات وأضرار مادية في عدة مواقع بمحافظتي درعا والقنيطرة.

وحذّر مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، من التداعيات الإنسانية للعدوان، مشيراً إلى "وقوع جرحى وتدمير للمنازل وخسائر في الممتلكات بسبب شظايا الصواريخ في إنخل والصنمين، إلى جانب حالة من الهلع والذعر بين السكان".

وأوضح عبد الغني أن "الطائرات المسيّرة سقطت في نطاق محافظتي درعا والقنيطرة، ما أدّى إلى أضرار للأراضي والممتلكات وإثارة الخوف". وأضاف أن "حركة الطيران المدني فوق سورية تأثرت بشكل كبير، إذ جرّاء الانتهاكات الجوية أُغلقت الممرات نحو العراق والأردن ودمشق، فاضطرت شركات مثل الخطوط القطرية والإماراتية ولوفتهانزا والهندية إلى تحويل مساراتها، ما كبد الدولة السورية خسائر مالية من رسوم عبور الطائرات".

وأشار عبد الغني إلى "تعطّل وصول حزم المساعدات الإنسانية وخطط السياحة القادمة من دول الخليج"، لافتاً إلى أن "زواراً كانوا ينوون القدوم إلى سورية هذا الشهر، لكن التوترات الجوية أعاقت وصولهم".

وطالب في الوقت نفسه "الحكومة السورية باتخاذ إجراءات رسمية عاجلة، من بينها تقديم شكوى فورية إلى مجلس الأمن بموجب المادة 51 لحق الدفاع عن النفس، وفتح جلسة طارئة لمنظمة الطيران المدني الدولي لمناقشة عسكرة المجال الجوي السوري، وضمان ممر جوي إنساني محايد". كما دعا إلى "طرح مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يؤكد حياد سورية ويجرّم استخدام مجالها الجوي لأي أعمال عدائية".

وأكد أن "الدبلوماسية السورية تحتاج إلى نشاط أكبر لحفظ اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 ومنع أي قوات، إيرانية أو غيرها، من انتهاك أراضيها"، وطالب "بتنسيق أوسع مع الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية لمراقبة الانتهاكات وملاحقتها قانونياً".

وعلى وقع هذه التطورات، شهدت حركة النقل الجوي اضطرابات متكررة. فقد أعلنت مؤسسة الخطوط الجوية السورية، أمس الأحد، تحويل مسار رحلة الشارقة – دمشق إلى مطار تبوك شمال السعودية نتيجة التوترات الإقليمية، واستُقبل الركاب في أحد فنادق المدينة حتى استكمال الإجراءات.